بقلم- مينا ملاك عازر
أكتب هذه الكلمات في وسط أنباء مؤسفة بتقدم "مرسي"، قد تصح أو تخطئ.. قد يطعن "شفيق"، وقد يكسب في الآخر.. على كل الأحوال المهم الثورة، الثورة إللي بجد مش الثورة إللي تبناها الإستبن علشان يوهم الناس أنه ثوري مع أنه لا هو ولا جماعته يعرفون عن الثورة حاجة إلا أنهم سرقوها. ملحوظة: أنا أقصد هنا بجماعته في هذه الجملة السابقة، الجماعة التي ينتسب إليها أيدولوجيًا، وليست الجماعة التي في البيت، فلها كل احترام، وإن كان يجمع الجماعتين ليحكمانه وهو يتبعهما شأنه شأن أي رجل يتبع جماعته، لكن إستبننا يختلف لأنه يتبع مرشد، لكن رجالنا يتبعون الحق، والحق أولى بأن يُتبع، والثورة هي الحق، سواء كسب "شفيق" أو كسب "الإستبن"، فأنا من الآن أعارضهما لأني لم أكن مؤمنًا بـ"شفيق" إيمانًا يقينيًا، لكنه كان أفضل من "الإستبن" في نظري، ومن ثم إن كسب "شفيق" فأنا أعرف مكاني فين؟ حيث توجد المعارضة، وإن كسب "مرسي" فأنا أعرف مكاني فين؟ هو حيث توجد المعارضة أيضًا.
وأينما كانت المعارضة أكون أنا، ويبدو أنه مكتوب لي أن أكون في خانة المعارضة، في أيام "مبارك"، وفي أيام "الإستبن" أو "شفيق"، لكنك قد تسألني: لماذا هاجمت "مرسي"؟ أقول لك: لأنه كان الأولى بالهجوم، والأكثر ضررًا وأذى وخطرًا على البلاد، بدليل سيديهات التخريب، فمن يريد أن يخرب البلد إن لم يكسب، تستطيع أن تتأكد أنه لا يحب البلد، دون أن أذكّرك بمواقفه السابقة ومواقف جماعته الكارهة للبلد، والتي تجعلها في المرتبة الثانية، لكن "شفيق" لا يؤهله بناء المطار لأن يكون رئيسًا، وإلا كان من الأولى أن يحكم "مصر" المهندس الباني لهرم خوفو أو خفرع أو منكورع، وهو الذي بنى أجمل وأروع تحفة معمارية، وكان حكم الهند المهندس الذي بنى تاج محل، وهكذا.
وأنا أعيب على "شفيق" أنه إن كان لم يكن يعرف عن موقعة الجمل ما يجعله يمنعها ويحميه من أن يتورط في محاكمة عليها، فأنا أرى فيه متهاونًا في القيام بواجبه كرئيس وزراء لبلد كـ"مصر"، فكيف يصبح رئيس جمهورية؟ وإن كنت أرى تحمل من كان يحمي الميدان مسؤولية حماية من ماتوا بالميدان، خاصةً في موقعة الجمل.. أنتم تعرفونه، ولا داعي لأن أشير له.
وفي ختام المقال، أحب أن أذكر أيًا منكما الذي انتصر، أنه انتصر بفارق ضئيل، وأن حوالي نصف من صوتوا لم يثقوا به، وأنه وبناءًا على الإعلان الدستوري الأحدث هو لا يزيد عن رئيس يملك ولا يحكم، مثله في ذلك مثل الملكة "إليزابيث"، وعليه الآن أن يقل لنا كيف سينفذ كل تلك الوعود التي صدعنا بها؟ وكيف سيتعامل مع البلد وهي بلا سلطة تشريعية بعد أن بطلت طبعًا؟.
أنا عارف إن ده سيصب في مصلحة "الإستبن" لأنه الذي سيشرف على الانتخابات الجديدة، فسيخرج بالتالي مجلسًا للشعب لا يختلف عن مجلس شعب الحزب الوطني الذي قامت بسبب نتيجة انتخاباته الثورة، طبعًا فاكرينه، لكن الفريق "شفيق" عليه أن يحدد موقفه من السلطة التشريعية، وأما المجلس العسكري فعليكما أن تحددا موقفكما منه، وأخص بالذكر "الإستبن" لأن جماعته تدَّعي خلافًا معه، ولا هو ضحك على الدقون؟!.
المختصر المفيد، الثورة أهم من الاثنين، والثورة أبقى، والمعارضة أفضل وأكرم.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com