كتبت سارة ضيف الله المتخصصة فى شئون الوطن العربى والشرق الأوسط بمجلة نوفيل أوبزرفاتور الفرنسية تحليلا للأوضاع المصرية الحالية فى ضوء الأحداث الجديدة على الساحة المصرية. واتهمت فى تحليلها الإخوان المسلمين بصب الزيت على النار فى محاولة لكسب أصوات المصريين لصالح مرشحهم الرئاسى فى الإعادة.
وأشارت إلى أن الإخوان المسلمين لم تستغرق ساعات لتلحق بالمتظاهرين فى ميدان التحرير المحتجين على الأحكام القضائية الصادرة ضد الرئيس المخلوع حسنى مبارك ووزير داخليته حبيب العادلى وولديه علاء وجمال والقيادات الأمنية السابقة بوزارة الداخلية والتى أدانت الرئيس المخلوع والعادلى وحكمت عليهما بالسجن المؤبد فى حين برأت القيادات الأمنية، كما برأت علاء وجمال مبارك من الفساد المالى . وأكدت أن المؤبد لشخص قتل 850 شخصا خلال التظاهرات المطالبة بإقالته اعتبرت إهانة لأسر الشهداء الذين فقدوا حياتهم من أجل الشعب بأكمله .
وأكدت سارة أن الأخوان المسلمين أنتهزوا الفرصة ليلحقوا بالمتظاهرين فى الميدان ودفعوا بمرشحهم للرئاسة إلى التحرير ليصف الحكم بأنه مهزلة ويطالب بمحاكمة جديدة مدعومة بمستندات جديدة وقوية ليعاقب المتهمين بالعقوبات المناسبة ، فهم لا يتركون أى فرصة لدعم مرشحهم الرئاسى وتوسيع قاعدتهم الأنتخابية ، بل أنهم توحدوا مع المعارضين بشكل أدهش المراقبين فى الدعوة لمظاهرات حاشدة يوم الثلاثاء الماضى التى دعى لها أئتلاف شباب الثورة وحركة 6 أبريل وإتحاد شباب ماسبيرو .
وشارك الإخوان فى سلوك غير اعتيادى فى جميع المسيرات التى نظمت احتجاجا على الحكم الصادر بجميع أنحاء البلاد والمطالبة بمحاكمة جديدة . وزعمت الجماعة فى بيانها أن أشتراكها فى المسيرات جاء تلبية لدعوة الجماهير للجماعة من أجل المشاركة فيها ووصف بيان الجماعة مظاهرة الثلاثاء بأنها جزء من سلسلة فعاليات تسمح للمصريين للتعبير عن رغبيتهم فى حماية الثورة وتحقيق أهدافها !
وأستخدمت الجماعة الأحداث الأخيرة للنيل من منافسها فى الأنتخابات الرئاسية الفريق أحمد شفيق أخر رؤساء وزراء حسنى مبارك رمز النظام السابق الذى ترغب الثورة فى التخلص منه . وأشارت إلى أن جماعة الأخوان ظلت طوال 2011 بعيدا عن المظاهرات بل أنها لحقت بثورة يناير متأخرة . أما اليوم فهى تسعى للقيام بدور فى الأحتجاجات لعلها تفوز بمقعد الرئاسة بالرغم من عقدها إتفاقات مع المجلس العسكرى الذى يقود المرحلة الأنتقالية وأختيارها لمعسكرها .
ومن أجل تحقيقها أهدافها تسعى جماعة الأخوان المسلمين لعقد إتفاقات مع بعض المرشحين الرئاسيين بالجولة الأولى مثل عبد المنعم أبو الفتوح واليسارى حمدين صباحى وفى محاولة لأستقطابهما و أنصارهما أقترحت الجماعة أختيار خمس من المرشحين السابقين كمستشارين لمرسى مرشح الحرية والعدالة الجناح السياسي للأخوان . وعرض عليهما ليكون أحدهما نائبا للرئيس والأخر رئيسا للوزراء . كما تسعى الجماعة لعقد إتفاقات مع القوى السياسية على الفوز بحقائب وزارية أو إتفاقيات حول مشاريع قوانين أو أتفاقيات حول اللجنة التأسيسية للدستور من أجل الفوز باصواتهم ودعمهم لمرشح الجماعة .
والأمس أنقسم التحرير بين ثوار وأنصار مرسى ولكن عدد كبير من الثوار يرفضون ألاعيب الأخوان المسلمين ويرفضون حساباتهم السياسية ويفضلون رفض شفيق ومرسى ومقاطعة إنتخابات الأعادة .
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com