وصف الدكتور محمود غزلان، المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين، الاتهامات التي وجهها المرشح الرئاسي أحمد شفيق لجماعة الإخوان المسلمين بشأن ضلوع ميليشيات عسكرية تابعة لها في موقعة الجمل بالكذب المفضوح، وقال غزلان لـ«الشرق الأوسط» إن المتهمين بموقعة الجمل هم أبرز رموز النظام السابق وكلهم محتجزون ويحاكمون، واتهم غزلان الفريق شفيق بإشعال نيران الفتنة الطائفية في مصر على حساب الوحدة الوطنية بحديثه عن تهديد «الإخوان» للأقباط.
وأسفرت الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية في مصر عن منافسة مرشح جماعة الإخوان المسلمين دكتور محمد مرسي والفريق أحمد شفيق في جولة الإعادة منتصف الشهر الجاري، ما فتح بابا واسعا للملاسنة بين شفيق وقيادات الجماعة بسبب تصريحات شفيق الحادة تجاه الجماعة التي تسيطر على نحو 47% من مقاعد البرلمان المصري.
وفتح المرشح الرئاسي الفريق أحمد شفيق النيران على جماعة الإخوان المسلمين أمس، متهما «الإخوان» بتشكيل مجموعة عسكرية من قائد عسكري ميداني وقيادات أخرى من الجماعة أثناء موقعة الجمل إبان ثورة 25 يناير (كانون الثاني) وأنه تم رصد مسلحين إسلاميين فيها، واستطرد شفيق قائلا: إن «الإخوان» نزلوا ميدان التحرير يوم 28 يناير عندما تأكدوا أن الثورة في طريقها للنجاح، مؤكدا في الوقت نفسه أن مصر تتجه إلى النظام الشيطاني الديكتاتوري البائد لو وصل مرسي مرشح الجماعة للحكم.
وفي حوار تلفزيوني على إحدى القنوات الفضائية الخاصة، اتهم شفيق «الإخوان» بإرهاب الأقباط وبتوجيه تهديدات لهم بإغلاق محلاتهم، وكشف شفيق أن هناك أعضاء من جماعة الإخوان والسلفيين صوتوا له في الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية في الخفاء خوفا من الجماعة، واصفا مرشح الجماعة مرسي بأنه هارب من السجون المصرية أثناء الثورة.
وشدد شفيق على أنه لا يجد أي غضاضة في النزول لميدان التحرير، قائلا: «لم لا وقد زرت ميادين لا تقل أهمية عن ميدان التحرير».
من جانبه، قال الدكتور محمود غزلان، المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، إن شفيق يشن حملة تشويه وقحة في حق الجماعة، وقال غزلان «كل أحاديث شفيق علينا كذب مفضوح.. لا أعلم كيف يجرؤ على ذلك أساسا»، مضيفا «هو يحاول التأثير على الناخب البسيط الذي يمكنه أن يصدق تلك الأكاذيب».
وأضاف غزلان «أعضاء (الإخوان) مواطنون مدنيون وليس لدينا ميليشيات عسكرية.. ولو كان لدينا لتربص لنا النظام وأعدمنا جميعا ولما كنا أحياء الآن».
وقال غزلان «الوقاحة أن الشبهات تحوم حول ضلوع شفيق في موقعة الجمل حينما كان رئيسا للوزراء وهو نفسه اعتذر عنها حينها»، وتابع غزلان: «إن المتهمين بموقعة الجمل هم أبرز رموز النظام السابق وكلهم محتجزون ويحاكمون وليس (الإخوان)».
وحول اتهام شفيق «الإخوان» بـ«ركوب الثورة»، رد غزلان متسائلا: «وماذا فعلت أنت للثورة؟.. لقد كنت في الموقف المعادي للثورة حينها لقد شاركت فيها بقتل الثوار في معركة الجمل للقضاء عليها».
وأوضح غزلان أنه تم استدعاء جميع مسؤولي «الإخوان» في كافة المحافظات في مقار أمن الدولة قبل الثورة بيومين حيث جرى تهديدهم بالاعتقال حال شاركوا في المظاهرات، وقال غزلان «كان ردهم الرفض التام للتهديد»، وتابع غزلان «نحن لم نلزم أعضاء (الإخوان) بالنزول حتى لا يشنوا حملة اعتقالات واسعة ضدنا»، مضيفا أن أولاده الثلاثة شاركوا في الثورة وأن أحدهم أصيب واعتقل. وأعرب غزلان عن اعتقاده أن المعركة الانتخابية في جولة الإعادة ستكون بين الثورة ومؤيديها والحزب الوطني ومناصريه، وقال غزلان «شفيق لن يصل للحكم إلا بالتزوير ونحن نرصد مظاهر غير مريحة من اللجنة العليا للانتخابات منها رفضها تسليمنا كشوف الناخبين»، وتابع غزلان «كذلك نرصد مليارات لا ملايين الجنيهات لشراء الأصوات في الدلتا والصعيد».
ويعتقد خبراء أن جولة الإعادة ستشهد استقطابا طائفيا حادا سيؤدي لتصويت الأقباط للمرشح شفيق بسبب المخاوف من تقييد الحريات وإقامة دولة دينية حال فاز مرشح «الإخوان». ووصف غزلان تصريحات شفيق بخصوص تهديد «الإخوان» للأقباط، بالتحريض على الفتنة، قائلا: «كلامه مخاطرة بالوحدة الوطنية وتحريض على الفتنة من أجل الأصوات.. هو يضحي بالمصلحة الوطنية من أجل كسب بضعة أصوات».
وأضاف غزلان «حديثه هو استمرار لسياسة النظام السابق باستخدام نظرية فرق تسد»، وشدد غزلان على أن «الإخوان» لم يشتركوا أبدا في إراقة دماء الأقباط كما تلوثت يد نظام مبارك الذي يمثله شفيق.
وحذر غزلان أقباط مصر من دعوات شفيق لتفجير الفتنة، مذكرا الجميع بأن حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، استعان بمستشارين أقباط.
وردا على حديث شفيق عن ميدان التحرير وعن تصويت أعضاء بـ«الإخوان» لشفيق، قال غزلان، بعد وصلة طويلة من الضحك، «أتحدى شفيق أن ينزل لميدان التحرير.. على أي حال أهلا وسهلا به بين الثوار»، متابعا «من المستحيل أن يصوت أحد ممن ذاقوا الويل على يد النظام السابق لممثل له»، مشيرا إلى أن نحو 45 ألفا من أعضاء الجماعة جرى اعتقالهم في عهد نظام مبارك وأن الآلاف جرى اعتقالهم عشرات المرات.
وأكد غزلان أن مرشح «الإخوان» مرسي لم يهرب من المعتقل أثناء الثورة، قائلا: «تم اقتحام المعتقل المحتجز به مرسي ونحو ثلاثين من قيادات الجماعة وهم أعلنوا عبر الجزيرة استعدادهم لتسليم أنفسهم قبل أن يصدر وزير الداخلية حينها قرارا بالإفراج عنهم».
ويقول مراقبون إن شفيق ربما يشن حملة اعتقالات واسعة بحق جماعة الإخوان حال فاز بكرسي الرئاسة بمصر، لكن غزلان قال بنبرة تملؤها الثقة، «لا نضع ذلك في حساباتنا.. ولن يسمح أحد لهم بذلك»، لكنه استدرك قائلا: «على أي حال اعتدنا الاعتقال لكننا نتمنى الموت شهداء على يد الأعداء لا على يد الفاسدين».
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com