بقلم: مدحت قلادة
منذ نجاح ثورة يناير اتصفت الحياة السياسية في مصر بعدد من الصفات تميزها عن غيرها من دول الجوار، أهمها دخول الله معترك السياسة وتحول الجماعات الدينية عن صفاتها "الدينية" لتلبس ثوب السياسة وتتلون بكل الألوان لكسب أعلى الأصوات على حساب الفكر الديني والمصلحة الوطنية والأخلاق الإنسانية.
ففي استفتاء شهر مارس من العام المنصرم عن التعديلات الدستورية تحول الإستفتاء إلى حرب ضروس بين الأحزاب الدينية والليبرالية فاعتبرت الأحزاب الدينية الموافقة على الإستفتاء أنه حرب للدين الحنيف ومحاولة لهدم الإسلام... وقسَّموا المصريين إلى مؤمنين وكفار وبعد نجاح التيارات الدينية في فرض رؤيتها في الإستفتاء وسيطرتها على مجلسي الشعب والشورى أيضاً اعتبروها غزوة مثل غزوات الرسول وأطقوا عليها "غزوة الصناديق"، ويشتد المشهد لهيباً وسعيراً خاصة مع إنتخابات الرئاسة المصرية وكعادة الأحزاب الدينية لم تسلك بلا دين فقط بل سلكت سلوك حرب العصابات خاصة "الحرية والعدالة" أصحاب الخبرة في أعمال التصفيات الجسدية منذ عام 1928 فعلى سبيل المثال:
تجنيدهم أربعون ألف شاب أخواني يجوبون القرى والنجوع ليقسم سكان بيوت تلك القرى على المصحف أنهم سيختارون مرشحهم "الإستبن" مرسي.
صرف مائة جنيه قبيل الإنتخابات مقدم ومائة بعد الإنتخابات بعد إعطاء صوتهم لمرشحهم.
بيان الأخوان بشأن إفساد التصويت لشفيق وعمرو موسى من خلال الإستعانة بعدد من القيادات "الدينية" لتسلك سلوك حسن البارودي في فيلم الزوجة الثانية.
صفوت حجازي: إنتخاب مرشح الإخوان طاعة لله... بل صرح أيضاً أن إنتخاب مرسي "طاعة وتعبد لله"... بل أن الشيخ حجازي أكد صراحة أن إنتخاب أي شخص خلاف مرسي، هو محاربة للحق، وخشية من تطبيق شرع الله!
والشيخ المحلاوي إمام مسجد القائد إبراهيم صرح أن إنتخاب مرسي واجب شرعي..
وصرح صلاح سلطان الداعية الإسلامي أن الذهاب للتصويت في الإنتخابات لمحمد مرسي هو واجب شرعي.
والدكتور منال أبو الحسن: محمد مرسي الدكتور الأستاذ المهندس مدعوم من الله سبحانه وتعالى!!
إختراق الإيميل الإلكتروني لحملة أبو الفتوح admin @drabolfotoh.com وإرسال رسائل بإسم الحملة ومن ضمن هذه الرسائل رسالة تؤكد على سيناريو اغتيال النائب عصام سلطان من الأخوان المسلمين واتهام الفريق أحمد شفيق في قتله.
أخيراً البيان الهام والعاجل من مكتب إرشاد الأخوان المسلمين لكل شعب الأخوان في المحافظات
تم التوجيه بالأتي:
-1 أى عضو مجلس شعب أو شورى لم يحقق دكتور محمد مرسي أو دكتور عبد المنعم أبوالفتوح أغلبية أصوات في دوائرهم الإنتخابية لم ولن يرشح ثانية إلى عضوية أى من المجلسين لا هو ولا حتى من كان يدير حملته الإنتخابية.
-2 إنشاء لجان رصد في كل شعبة الهدف منها هو رصد المناطق التي بها أغلبية تصويتية للمرشحين الآتي أسمائهم وهم (أحمد شفيق - عمرو موسى - حمدين صباحي) على أن يتم تحديد الموقع الإنتخابي بكل دقة، ويتم إرسال المعلومة من كل شعبة مباشرة إلى مكتب الدكتور محمد مرسي.
-3 الدكتور حسن البرنس هو المسؤول عن تنفيذ خطط إبطال الأصوات في اللجان التي سوف تحددها لجان الرصد ومتابعة ذلك بكل دقة وحزم، إما عن طريق إئتلاف الصوت بالتعليم على مرشح آخر إضافي ويكون من التيار الإسلامى - يتم التوجيه بذلك - أو عن طريق عدم تمكين الناس من دخول اللجان أو عن طريق تغيير الأصوات بأية طريقة كانت.
-4 يتم التواصل مع كل مشرفي اللجان بقدر الإمكان بأية طريقة وإقناعهم بالتغيير لمصلحة الإسلام ويتم المتابعة مع دكتور عصام العريان مباشرة.
لقد أفسدت الأحزاب الدينية الحياة السياسية في مصر وحولت معركة الإنتخابات إلى حرب عصابات خاصة مع أنانية المرشحين الآخرين ورغبتهم في كرسي الرئاسة على حساب مصر ومستقبلها.
Medhat00_klada@hotmail.com
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com