عكست لافتات إعلانية كبيرة مناهضة لجماعة الإخوان المسلمين جرى تعليقها في عدة محافظات مصرية تصاعد حجم الغضب الشعبي من التيارات الإسلامية، التي تسيطر على المشهد السياسي في البلاد بعد سقوط نظام حكم الرئيس السابق حسني مبارك. ويقول المراقبون إن التيارات الإسلامية تسعى للاستئثار بكل مكاسب الثورة، وعلى رأس هذه التيارات جماعة الإخوان المسلمين والسلفيون. والتأمت جلسات البرلمان منذ مطلع هذا العام، لكن توقعات الناخبين المصريين ببرلمان يحقق مطالبهم ويحل قضاياهم الملحة تحطمت على صخرة ثلاثة أشهر من الأداء البرلماني غير المرضي بالنسبة لهم. وقال مواطنون، سبق وأن صوتوا لتلك الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية، إنهم لن يصوتوا مجددا لها.
وفي واقعة تعكس تنامي الغضب الشعبي تجاه التيارات الإسلامية، قام رجل أعمال مصري يدعى علاء بكري بتعليق لافتات ضخمة على فروع مصانعه ومحلاته المنتشرة في محافظات مصرية مختلفة وعلى عدد من الطرق السريعة، هاجم من خلالها جماعة الإخوان المسلمين.
وتحمل اللافتات، التي لفتت انتباه الكثيرين، عنوان «أين المبادئ»، واصفة سلوك الإخوان السياسي بالمكيافيلية، قائلة: «أعلنوا أنهم لن يشاركوا في الثورة وعندما وجدوا أنها في صالحهم شاركوا فيها»، كما قالت: «إنهم أعلنوا أن كرسي الحكم لا يهمهم ثم قاموا بترشيح مرشح رئاسي»، وشبه بكري أفعال الإخوان بأفعال الحزب الوطني المنحل في طمعهم في السلطة والنفوذ. ولم يفصح بكري في لافتاته المنتشرة في مداخل عدة مدن، عن ميوله السياسية.
ومن جانبه رد حسين القزاز، مستشار حزب الحرية والعدالة الإخواني، على تلك اللافتات المثيرة للجدل، قائلا: «هناك مناخ جديد للحوار السياسي في مصر حاليا» وتابع القزاز: «هناك حالتان.. الأولى انتقاد حرصا على مصلحة البلاد والأخرى هدم للثورة، وأعتقد أن تلك اللافتات تنتمي للثانية لتشويه إنجازات الثورة».
ورغم مناقشة البرلمان لعدد من مشروعات القوانين مثل إصلاح العملية التعليمية وتكريم أسر الشهداء ماديا، والحدان الأقصى والأدنى للأجور، فإن إعداد بعض النواب لمشروعات قوانين لإلغاء الاحتفال بـ«شم النسيم» وإلغاء قانون التحرش الجنسي وفرض قيود على حرية الإعلام، وغيرها، أثارت الكثير من المواطنين الذين لم تتحسن أوضاعهم المعيشية ويطالبون بحلول عاجلة وسريعة لمشاكل متفاقمة مثل البطالة والإسكان وتوفير أساسيات الحياة من مأكل ومشرب، وفقا لما وعدتهم به تلك الأحزاب أثناء الانتخابات.
ورفع حزب الحرية والعدالة، خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة شعار «نحمل الخير لمصر». ويقول جمال عبد العال (35عاما) سائق تاكسي: «صوَّتّ للإخوان والسلفيين بعد أن قالوا إنهم سيوفرون حياة كريمة لنا»، وتابع عبد العال: «ثم اكتشفت أنهم خدعونا.. بل يسيئون للإسلام».
ويعتقد شرطي يدعى حسين، ويحرس قاعة البرلمان المصري منذ 9 أعوام، أن أعضاء الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية لا يختلفون كثيرا عن أعضاء الحزب الوطني (حزب مبارك، الذي تم حله بعد الثورة) من حيث عدم الاهتمام بمعاناة المواطنين الحقيقية. وقال: «هم مهتمون بقضايا خاصة بهم تتعلق بتوجههم الإسلامي وغير مكترثين بمشكلاتنا الأساسية». وشهدت الشهور الماضية أزمة طاحنة في أنابيب البوتغاز ووقود السيارات اللذين تم بيعهما في السوق السوداء بأسعار باهظة، مما زاد من سخط المواطنين الذين صبوا غضبهم على البرلمان الذي لم يتدخل لحل أزماتهم.
وقال الدكتور عبد الغفار شكر، القيادي البارز بحزب التحالف الاشتراكي، إن «مجلس الشعب لم يحقق أي إنجاز ملموس ولم يترتب على ذلك أي تحسن ملحوظ في الحياة اليومية للمواطن»، وتابع شكر: «مشكلات البطالة، الفقر، المساكن العشوائية، أنبوبة البوتغاز، الأسعار المرتفعة، تدني الأجور، علاقات العمل المعقدة، المواصلات المتهالكة.. بقت بلا أي تغيير»، مضيفا أن الناخب لا يهمه سوى أن يعيش حياة كريمة.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com