تبدو بيعة باقى التيارات الإسلامية مختلفة كثيراً عن بيعة جماعة الإخوان المسلمين، إذ ينتمى أعضاء الجماعة الإسلامية للتنظيم دون أداء قسم بالطاعة، بينما يلتزم أعضاء تنظيم الجهاد ببيعة تلزم صاحبها بطاعة الأمير فى المنشط والمكره وأن تكون بيعته للجهاد فى سبيل الله.
ويتم أداء بيعة الجهاد لأمير الخلية التى ينتمى إليها عضو التنظيم، وبعدها يؤتمن على جميع أسرار المجموعة التى ينتمى إليها ويكون له الحق فى المشاركة فى كل أنشطة التنظيم، كما أن عليه واجب السمع والطاعة العمياء فيما لا يخالف شرع الله.
وأصبحت بيعة أعضاء تنظيم الجهاد الإسلامى تراثاً بعدما كانت نصاً مقدساً لا يمكن «للأخ» العمل دونه، خاصة أن عمله يستلزم سرية تامة وكاملة وجندية من نوع خاص سواء فى العمل الدعوى أو «الجهادى»، خاصة أن أغلب أعمال التنظيم تتجه ناحية العمل العسكرى، وهو ما يتطلب بيعة تلزم صاحبها بالتضحية أو على الأقل القسم على بذل حياته فى سبيل الجهاد.
واختفت البيعة منذ الثمانينيات وبعد قضية الجهاد الكبرى عام 1981، إذ بايع الجيل السابق فى جماعة الجهاد، أيمن الظواهرى وعبود الزمر، وبعضهم بايع الدكتور عمر عبدالرحمن، وكان نص البيعة: «أبايعك على السمع والطاعة فى المكره والمنشط وفيما أحب وفيما أكره طالما أنه لا يخالف شرع الله، وأن أضع إقامة شرع الله نصب عينى، وأن أبذل لتمكين دينى كل ما أملك من نفس وروح ومال وولد».
وتزامن اختفاء طقس البيعة فى جماعة الجهاد، مع اعتقال أغلب قيادات التنظيم، ولم توجد مجموعات يمكن تواصلها مع بعضها البعض أو أمير يمكن أن يأخذ البيعة من أحد.
أما الجماعة الإسلامية فلم تكن لها بيعة ملزمة للأعضاء، رغم أنها جماعة كبيرة ولها جناح عسكرى، وإنما يكون العمل بأفكارها وفق التزام أدبى لمن يقبل الانتماء لهذا التنظيم.
يقول عاصم عبدالماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، إن بيعة أعضاء الجماعة الإسلامية موجودة لكنها غير مكتوبة أو منطوقة وهى بمثابة التزام أدبى، وبمجرد مشاركة العضو فى العمل الدعوى يتم اعتباره «أخاً» له جميع الحقوق وعليه جميع الواجبات، وهناك عقد بين «الجماعة» و«الأخ» ليس من الورق أو اللفظ لكنه مكتوب فى القلب بمداد من الحب والود، وإذا أراد «الأخ» التحلل من «البيعة» يتم تركه وشأنه، وتظل الجماعة على حبها له ولا تسعى لتشويه صورته، لسبب بسيط أن الجماعة بايعته على الحب والود قبل العمل.
ولفت «عبدالماجد» إلى أن الثقة العالية بين أعضاء التنظيم بديل للبيعة، وأن العبرة ليست فى بيعة منطوقة بقدر ما قد تخلفه البيعة من ثقة وسمع وطاعة وهما متوافران لدى أعضاء التنظيم
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com