بقلم : د/ إيهاب العزازى
هل حان الوقت أن نعتذر جميعآ لمصر بعد أكثر من عام على ماقدمناة لها من إسائة وسوء تصرف وغباء سياسي حتى وضعنا مصر الدولة والشعب فى وضع شديد التدهور ومعاناة كبيرة يعيشها كل مواطن على أرض المحروسة فلم يشعر الشعب بوجود ثورة أو بوادر تغيير نحو الأفضل بعد سنوات عجاف ضاع فيها كل شئ وأصبح المصريون جميعآ عبيدآ لدى ملاك مصر المتسلطون المستبدون فلم تتقدم مصر فى أى مجال بل عبر أكثر من ستون عامآ تدهورت مصر وتراجعت حتى أصبح المواطن المصري يشعر أنة يعيش فى القرون الوسطى للتخلف فى كافة جوانب الحياة وغياب كامل لكل الخدمات الطبيعية لكل مواطن يعيش فى أى دولة فى العالم فهل حان الوقت أن نعتذر لمصر .
هل تقدم القوى السياسية بتنوعها وأيدلوجياتها المختلفة إعتذارآ للشعب المصري بعد عام من الثورة عما فعلوة بنا من صراع سياسي تخطى كل حدود السياسة حتى أصبحنا نعيش فى حالة غريبة لاتمت للسياسة بشئ كل الأسلحة مستخدمة بداية من إستخدام الدين وتطويعة لخدمة تيار معين وحملات تشوية ضد تيارات معينة وحروب تكسير العظام وتشوية الشخصيات العامة والأهم من ذلك هو حالة الغيبوبة السياسية التى تعيشها هذة القوى وبعدها عن الشارع بشكل كبير بعد تمكنها من السيطرة على كل شئ فهل تعتذر التيارات الليبرالية والعلمانية عما قدمتة لنا من نموذج سئ ردئ منغلق على نفسة لاينزل للشارع نافذتة الوحيدة هى برامج الفضائيات وهل تعتذزر تيارات الإسلام السياسي عن إستخدام الدين فى كل شئ بداية من فتنة الإستفتاء الدستورى مرورآ بالانتخابات التشريعية نهاية إلى أداء برلمانى لا يعبر عن طموحات المصريين جميعآ .
هل تعتذر لنا النخب السياسية المصرية وما يطلق عليهم مثقفى وحكماء مصر الذين لم يقدموا لنا شئ بعد الثورة سوى الصراخ والخوف من التيارات الإسلامية وتخلوا عن دورهم الحقيقي فى قيادة الحركة التنويرية فى الشارع المصري والنزول للشارع والسعى نحو توضيح كل شئ للشعب المصري بداية من أهداف الثورة وكيفية تحقيق طموحاتها والعمل على نشر ثقافة المشاركة السياسية والتنمية المجتمعية داخل المجتمع المصري .
هل يعتذر لنا الشباب المصري الذين أشعلوا الثورة المصرية وكان لهم الفضل فى إنطلاقها وبداية عصر الجمهورية الثانية عن تخليهم عن دورهم الحقيقي فى قيادة مصر وبدلآ من ذلك تفرقوا إلى مئات الإئتلافات والأحزاب وسقطوا جميعآ فلم نعد نرى لهم أى وجود فى المشهد السياسي المصري .
هل يعتذر لنا الإعلام المصرىبصحفة وقنواتة القومية والخاصة عن الحالة الضبابية التى نعيشها وعدم وجود حقيقة واحدة فكل منبر إعلامى يعبر عن الحدث والقضية بشكل يخدم مصالحة وأهدافة سواء السياسية أو الإقتصادية والمؤسف أن الثورة لم تقدم لنا إعلام جديد حقيقي ثورى يصنعة شباب مصر الحر بدلآ من الوجوة المكررة التى تعمل فى كل الأنظمة وتتلون حسب الزمن والحكم ولم تقدم لنا محتوى إخبارى أو ثقافى حقيقيى حتى أن الشعب أصبح يشك فى كل شئ ولا يثق فى أى شخص أو جهة نتيجة لحالة الضبابية وندرة المعلومات التى نعيشها نتيجة للمارسات الإعلامية الغير واقعية .
هل نعتذر جميعآ لمصر ونبدأ مرحلة جديدة من البناء والتنمية ونعمل كلنا كرجل واحد لافرق بين مواطن وأخر كلنا شركاء فى بناء مصر الجديدة .
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com