لم يكن أحد يتوقع عند دخول قاعة عرض فيلم «العذراء.. الأقباط وأنا» أن أول مشاهد الفيلم المصرى الوحيد فى مهرجان ترايبيكا السينمائى الدولى سيكون باللغة الفرنسية، فبدأ الكل ينظر فى الورقة التى فى يده والتى تعرِّفه على صناع العمل ليكتشف أن مخرج الفيلم وبطله نمير عبد المسيح مصرى لأبوين مصريين، ولكنه ولد وعاش كل حياته فى فرنسا.
ولكن نمير عبد المسيح قرر أن يقدم أول فيلم له عن مصر وهو «العذراء.. الأقباط وأنا»، ليناقش الفيلم واحدة من أكثر القضايا حساسية فى مصر، وهى قضية ظهور مريم العذراء فوق إحدى الكنائس فى الستينيات وفى الألفية الجديدة أيضا، فأهل نمير حذّروه، مؤكدين له أن مناقشة مثل هذه القضايا مع المجتمع المصرى غير مقبولة وفى منتهى الخطورة، ولكن نمير قرر أن يخوض التجربة ليكتشف من خلالها أن الفتنة الطائفية موجودة فى مصر، والآن الأمر قد يصل إلى حد الكراهية بين بعض الأقباط والمسلمين، فى حين أنهم يدّعون عكس ذلك، وهى الجملة التى قالها أحد المسيحيين فى الفيلم مرتين.
وبسؤال نمير عن سبب إصراره على تأكيد هذه النقطة تحديدا قال: «هذه حقيقة ولن أخفيها أو أدّعى أننى لا أراها حتى لو كان إظهارها سيزعج الناس فى مصر أو خارجها، خصوصا أننى لا أفهم سبب إظهار المودة بين المسلمين والأقباط وهم فى الحقيقة لا يحب بعضهم بعضا، كما شعرت أننى من الضرورى أن أظهر الحقيقة حتى أفتح الحوار بين الأقباط والمسلمين حول هذه القضية ويتم حلها، فأنا فى يوم من الأيام قررت عدم الرجوع إلى مصر مرة أخرى بسبب هذه الحساسية الدينية وظللت لمدة 15 عاما لا أريد العودة إلى مصر إلى أن قررت مواجهة القضية».
يرى مخرج الفيلم أيضا أن الأقباط فى مصر ليسوا من هواة فتح قضايا تخصهم ومناقشتها على شاشة السينما، لكنه قرر عرض الفيلم فى مصر قريبا «سأعرض الفيلم فى مهرجان الإسماعيلية وأنا غير قلق إطلاقا من المشكلات التى ستحدث، فأنا أريد الدفاع عن فيلمى ومناقشته مع الناس وفهم وجهات نظرهم.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com