بقلم : د. ممدوح حليم
في بحث مدقق، وجد الباحث أن عدد بابوات الكنيسة القبطية الذين تم اختيارهم عبر القرعة الهيكلية هم 10 من أصل 117 بابا، أي ما يشكل 8.5 % من مجموع البابوات. يفهم من ذلك أن هذه القرعة ليست إلزامية، وليست تقليدا ًً أساسيا ً راسخا ً في عملية الاختيار.
لكن من أين جاءت هذه القرعة؟
إن القرعة نظام يهودي بالأساس. إن العهد القديم / التوراة تدعو لها وتحث عليها، انظر إلى هذا النص:
" القرعة تبطل الخصومات، وتفصل بين الأقوياء" أمثال 18 : 18
إن أمثلة استخدام القرعة بين اليهود وفي الممارسات الدينية عندهم كثيرا ً ما نجدها في العهد القديم، وأحيانا كانت تتم بطلب من الله لاختيار شخص أو سبط أو غير ذلك. و أكتفي بذكر ما جاء بالإنجيل بحسب لوقا في معرض حديثه عن زكريا والد يوحنا المعمدان:
" حسب عادة الكهنوت أصابته القرعة أن يدخل إلى هيكل الرب ويبخر" لوقا 1 : 9
ومن ثم يفهم أن القرعة كانت نظاما ً متبعا ً في كثير من عمليات الاختيار في الكهنوت اليهودي، إن لم يكن في جميعها.
لقد أخذ العالم القديم هذا النظام عن اليهود، فحين صلب المسيح، اقترع الجنود الرومان على ثيابه لتحديد من يأخذها. " ولما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليها" متى 27 : 35
ومازالت القرعة تجرى حتى الآن في كثير من المواقف. لكن ماذا جرى في المسيحية ؟ هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com