صارت جرائم الشرف من سمات المجتمعات الإسلامية المحافظة في الآونة الأخيرة. ولكن، تبعًا لتقارير صحافية غربية، فقد بلغ الأمر في الشيشان حد أن الرئيس نفسه دافع عن هذه الممارسة في وجه «النساء الساقطات أخلاقيًا»، وأشاع بالتالي جوًا من الخوف من عواقب هذا الدعم الرسمي.
وفقًا للصحافة الغربية فإن جوّاً من الهلع يسود نساء جمهورية الشيشان الإسلامية في روسيا بعدما تبين أن الموقف المعلن لحكومة البلاد هو الوقوف في صف الأسر، التي تقترف «جرائم الشرف»، بما فيها القتل، محوًا للعار.
الماضي القريب مخيف في هذه الجمهورية المضطربة في ظل الاتحاد السوفياني أولاً ثم روسيا من بعده. فخلال السنوات الخمس الماضية، عُثر على عشرات جثث النساء مهجورة في الغابات وسفوح الجبال، وحتى أزقة العاصمة غروزني، والبلدات والقرى المجاورة لها.
على أن كلمة الدولة جاءت على ما لا يقل عن لسان الرئيس رمضان قديروف نفسه. فوصف الضحايا بأنهن «نساء ساقطات أخلاقيًا». وقال إن لأقاربهن الحق في معاقبتهن بإطلاق النار عليهن. وتبعًا لصحيفة «واشنطن تايمز» على الأقل، فقد مضى الرئيس الشيشاني قائلاً إن النساء متاع لأزواجهن، ودورهن الحقيقي هو إنجاب الأطفال ورعاية الأسرة.
ونقلت واشنطن تايمز قوله: «إذا تلاعبت المرأة وتلاعب رجل معها، فالواجب هو قتل كليهما». وأضافت الصحيفة أن هذا التصريح يأتي في إطار مساعي قديروف إلى جعل الشيشان «أكثر إسلامية من الإسلاميين» كما قال، وذلك في إطار تصديه لقوانين البلاد (روسيا) التي تفرض المساواة بين الجنسين، وتفصل الدين عن الدولة.
ونقلت الصحيفة أيضًا قول ليبخان بدايفا، رئيسة «قسم كرامة المرأة»، وهي جماعة غير حكومية تعنى بترقية حقوق النساء في غروزني: «صحيح أننا مجتمع يعيش داخل الحدود التقليدية المحافظة. لكن الحكومة تجاوزت حتى هذه الحدود نفسها. فجرّدت المرأة من كل حقوقها، حتى ولو كان زوجها يضربها... وهذا بالرغم من أن المفترض هو أن نكون ملتزمين بالقوانين الروسية».
ولأن جرائم القتل لغسل الشرف موضوع في غاية الحساسية، فلا إحصاءات تتوافر لدى أي جهة عنه، رغم أن المعروف لدى الجميع أن تياره يتزايد شدة. وقالت امرأة طلبت حجب هويتها: «نسمع عن جريمة شرف في مكان ما يومًا بعد يوم. ولكن من العسير للغاية بالنسبة إلينا التحري في هذه القضايا». وأضافت أنها كانت عاملة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة مع (الناشطة) ناتاليا أستيميروفا، لكن الجو الذي يشيع الآن أقنعها بأن هذه الطريق غير آمنة، بعد مقتل هذه الأخيرة، فهجرت الأمر برمته.
ووفقًا للصحيفة، فقد أغضبت أستيميروفا السلطات الشيشانية بنشاطها وتقاريرها عن التعذيب والخطف والقتل خارج حظيرة القضاء. وفي 2009 اختطفت هي أيضًا، ثم عُثر على جثتها في إحدى غابات جمهورية الإنغوش المجاورة، بعد إصابتها بالرصاص في رأسها وصدرها، ولكن لم يُعثر على الجاني أو الجناة حتى الآن.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com