بقلم: حنا حنا المحامي
لاحظت فى الآونه الاخيره أن الصراعات تشتد بين أبناء وطنى الحبيب والسباق على أشده للأذى والطعن فى الغير ولو بغير سبب أو بسبب مختلق. وترتب على هذا المرض الاجتماعى الخطير أن انحرفت الحقائق وتخلت الامانه وعلى الاخص أمانة الكلمه عن كل من يحمل قلما أو يتصور أنه أصبح من أصحاب الرأى سواء المكتوب أو المسموع.
زميل محام يسعى إلى الشهره سواء كانت فى محلها أو فى غير محلها أى سواء كانت شهره اكتسبها عن جداره وتاريخ عريق أو مجيد أو شهره يسعى إليها على حساب المبادئ بل على حساب القيم القانونيه التى يعتبر هو شخصيا حاميا لها وحارسا عليها.
فقد تعلمنا فى كليات الحقوق سواء كانت الفرنسيه أو المصريه أو الامريكيه أن الاتهامات الجنائيه لا يجوز ولا يمكن أن تنسب إلى شخص بمجرد التخمين أو الاستنتاج أو الاعتقاد أو السمعه. بل يتعين أن تكون هناك دلائل قويه ودامغه على صحة الاتهام وأنه توجد أسانيد وإثباتات دامغه لا تحمل تفسيرا أو تأويلا تؤيد الاتهام.
أقام الزميل المحامى ويدعى طارق محمود دعوى ضد القمص مرقس عزيز يطالب فيها سحب الجنسيه المصريه من القمص مرقس. نعم ..... سحب المجنسيه. بهذه البساطه وهذه الروح وهذه الوطنيه المزعومه وتلك الاخلاق التى لا يحسد عليها.
أولا: يدعى الزميل المذكور أن القمص مرقس هو الاب يوتا.
ثانيا: يدعى الزميل الموقر أن القمص مرقس هو مؤلف رواية تيس عزازيل فى مكه.
ثالثا: يدعى الزميل المحترم أن القمص مرقس قد عمل فيلم فتنة محمد.
ويزعم المحامى أنه فى تلك المؤلفات الزعومه يسئ القمص مرقس إلى الرسول نبى الاسلام, وإلى القرآن الكريم ويتهم القمص مرقس بازدراء الاديان.
وقد قام القمص مرقس بالرد الوافى على الزميل المحامى وتحداه فى أن يثبت مايدعيه. وهنا وضع الاخ طارق محمود نفسه فى مأزق أعتقد أنه سوف يطيح بالشهره التى يسعى إليهأ ويضعه فى موقف لا يحسد عليه.
لقد أعلن القمص مرقس أنه سوف يطالب الزميل الموقر بتعويض عن هذه العريضه الكاذبه, ولا شك أنه من أيسر الامور أن يثبت القمص مرقس هذه الحقيقه. ذلك أنه يكفى للفمص مرقس أن يؤكد أنه ليس مؤلف تلك المزاعم. هنا يكون القمص مرقس صادقا. ذلك أنه من المعروف – إن كانت لك ثقافه واسعه يا سيادة الزميل- أن المسيحيه تحرم الكذب تحريما جامعا مانعا بإطلاق فى كل الحالات وفى كل المواقف والاسباب. إذن حين ينكر القمص مرقس هذه المزاعم فلا بد أن تكون الحقيقه. ويقع حينئذ العبء مزدوحا على الزميل طارق فى إثبات دعواه, وهيهات.
لقد أنكر القمص مرقس بكل إصرار أنه الاب يوتا. فلا بد أن تكون هذه هى الحقيقه لانه لا يمكن لكاهن مسيحى أن يكذب, "لامؤاخذه". نعم لقد تشاحن فى يوم ما القمص صليب متى ساويرس مع القمص مرقس واتهمه القمص صليب بأنه "الاب يوتا". على ذلك حين ينكر القمص مرقس هذا الادعاء لابد أن تكون هذه هى الحقيقه. أيضا بالنسبه للقمص صليب متى ساويرس حين يتهم القمص مرقس بأنه الاب يوتا هو أيضا لا يكذب لانه يقول ما يعتقد لا يقول عن علم. ولكن حين تكون هناك مناسبه كهذه ينكر فيها القمص مرقس أنه الاب يوتا فعلى القمص صليب أن يصدقه.
وبالفرض الجدلى البحت إذا أصر القمص صليب متى على موقفه بعد إنكار القمص مرقس يكون القمص صليب هو الكاذب.
وبهذه المناسبه فإن التشاحن الذى كان بين الكاهنين سببه الماده الثانيه من الدستور والتى تعتبر كما لا يخفى عليك أنها تشحذ التفرقه بين أبناء الوطن الواحد وقد أضافها السادات حتى يكون الرئيس المؤمن ذلك أنه بلا فتنه فلن يكون مؤمنا.
كذلك أنكر القمص مرقس أنه مؤلف رواية تيس عزازيل. بالمثل لابد أن تكون هذه هى الحقيقه. مرة أخرى, الكاهن المسيحى لا يكذب تحت أى سبب من الاسباب أو أى ظرف من الظروف. وبالمثل حين ينكر القمص مرقس عزيز أنه ليس مؤلف فتنه محمد لا بد أن تكون هذه هى الحقيقه أيضا.
أيها الزميل الموقر, لقد وضعت نفسك فى موقف لا تحسد عليه وهنا يثور التساؤل بماذا ستحكم المحكمه حين يقاضيك القمص مرقس بتعويض عن هذا التشهير الباطل والفاسد؟ هذا هو المحك الحقيقى لقضائنا.
بهذه المناسبه بقول جريدة بوابة الوفد التى نشرت الخبر أعلاه أن نفس المحامى أقام دعوى مماثله ضد القمص ذكريا بطرس. وإنى قد استمعت لمرات لا تزيد على أصابع اليد الواحده حتى أعرف سبب الضجه التى يثيرها أخوتنا فى الوطن فوجدت أن الرجل يؤيد كل كلمه يقولها بمراجع وللاسف الشديد يقابل الساده الشيوخ حجج القمص ذكريا بالسكوت المطلق. إذن هؤلاء الشيوخ الذين لا يقوموا بواجبهم فى الدفاع هم محل التقصير المعيب وليس القمص ذكريا. كذلك قد تأكدت أن القمص ذكريا لم ينبس بكلمه واحده نابيه. وبهذه المناسبه لماذا لا تقوم أنت يا أستاذ طارق بالرد على القمص ذكريا؟ لابد أن يكون لك الحماس وتقوم بواجبك المقدس.
ثم إن الاخ المحامى يقول بكل جساره إنه لا يبغى من الدعاوى إلا الحفاظ على بلده ووطنه. وهنا يثور التساؤل ماذا كان موقفه حين سب مرشد الاخوان بطظ فى مصر وأبو مصر واللى فى مصر؟ هل تحرك المحامى الموقر للحقاظ على بلده ووطنه؟
ماذا كان موقف السيد المحامى إزاء الهجوم غير المنطقى والذى يتسم بالحقد والجهاله لا أكثر ضد الكتاب المقدس؟ ماذا فعل ضد من أطلق على الكتاب المقدس "الكتاب المكدس"؟ ماذا فعل إزاء الهجوم على الكنائس؟ ماذا فعل إزاء قتل الاقباط لاسباب مختلقه؟ ماذا فعل إزاء الهجوم المضحك على الكتاب المقدس؟ أليس فى ذلك إزدراء للاديان أيها المحامى الغيور على سلامة الوطن ووحدته أم أن الحفاظ على سلامة الوطن يتمثل فى الهجوم غير النطفى والجاهل على الدين المسيحى والكتاب المقدس فقط؟
هل تسمح أخلاقك بتزييف الحقائق وتحريفها؟ ربما ..... ذلك أنه ........
‘ذا أصيب القوم فى أخلاقهم فأقم عليهم مأتما وعويلا.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com