مراد وهبه: مصر ستنتهي إذا أتى رئيس من الإخوان

أكد المفكر والفيلسوف المصري الدكتور مراد وهبه أن مليونية الجمعة كانت جماهير بلا عقل، وأثبتت أن مصر تعيش في فوضى فكرية ويجب أن يلتفت الفلاسفة إلى الثورة والقضايا الفكرية للتأسيس للتيارات الفكرية بدلا من انشغال الفلاسفة بمشكلات أخرى.

كما أشار في حوار لبرنامج "ستديو القاهرة" مع محمود الورواري، إلى أن هناك جماهير وثورة بلا عقل، مقترحا أن يعقد اجتماع بين مثقفين ثوريين يقوم بإيجاد تيار فكري ثوري يستطيع أن ينهي تخلف المجتمع المصري الحالي، لأن الرئيس الجديد لن يستفيد أي شيء من وجود جماهير بلا عقل.

وقال إنه كان لديه أمل في البدايات لأن الثورة كانت إلكترونية، ولكن غياب العقل هو الذي أدى إلى ما نحن فيه الآن، معربا عن ثقته بأن مصر ستنتهي تماما إذا جاء الرئيس من الإخوان المسلمين.

 

إلى ذلك، أكد أن التباينات التي حدثت في مليونية الجمعة 20 أبريل أتت نتيجة لما يحدث منذ بداية الثورة، مشيرا إلى أن "مليونية الجمعة" جاءت في ظل اتفاقات لإسقاط العسكر والفلول. أما في 25 يناير فقد تم القبض على وائل غنيم ودخل بعدها الإخوان المسلمين إلى الساحة والمشهد السياسي مساء 28 يناير .

وأضاف أن شباب الثورة الإلكترونية كان مطلبهم الأساسي تغيير جذري للمجتمع، ولكن الخلل لديهم يكمن في غياب القيادة الموحدة لهم.

كما لفت إلى أنه عندما دخل الإخوان كانت لديهم قيادة فكرية وحشد ضخم، ولكن قيادتهم أصولية "ضد الثورة لأن الأصولية تعود دائماً إلى الماضي وتنسف المستقبل ولذا نحن أمام خلل أساسي حدث في الثورة منذ انطلاقتها في البدايات".

وأشار إلى أنه لو قام جيش عدو بغزو مصر في الوقت الحالي، فستكون معنويات الجيش المصري في الحضيض، لأن الشعب يقول "فليسقط العسكر". وشدد على عدم وجود أي جيش آخر في مصر ليضبط الأوضاع الأمنية، والأمر لا يعني أن نترك العسكر يتصرفون كما يحلو لهم ولكن لا ندعو لسقوط العسكر. 

 

وأوضح أنه منذ عام 1952وحتى الآن الصدام متواصل بين الإخوان والجيش، تماماً كالعام 54 في عهد جمال عبد الناصر، ثم في عهد الرئيس السادات تحالف معهم ثم قتلوه، وفي أيام الرئيس السابق مبارك، اعتقلهم ثم اتفق معهم في مجلس الشعب وانقلبوا عليه بعد ذلك.

من جهة أخرى، أكد أن مصر لن تكون أفغانستان ولكنها ستكون مصرية بدون الخروج عن الحدود، مشيرا إلى أن سيد قطب قسم العالم إلى مجتمع جاهلي ومجتمع إسلامي، وأكد على ضرورة أن يصبح المجتمع العالمي إسلامي. 

ولفت وهبه إلى أن الإخوان يريدون السيطرة على العالم أجمع، مشيرا إلى أن التنظيم الإخواني قوي جدا في كل دول العالم. 

 

وأضاف أن الحضارة واحدة في العالم أجمع وهي حضارة إنسانية ليست غربية أو شرقية، مشيراً إلى أن الترويج إلى أن العلمانية لا تصلح للشرق وهي ضد الحضارة الإسلامية، هي فكرة خاطئة لأن الحضارة الإنسانية واحدة.

إلى ذلك، أشار إلى أنه بدون تغيير العقل المصري لا يوجد أي أمل في العلمانية، موضحا أنه قام بعقد مؤتمر دولي "للفلاسفة ورجال الشارع" في عام 1982، وبعد نقاش فلسفي طويل قال رجل الشارع "المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين" ولم يفكر.

وقال إن الأزمة الحالية التي تمر بها مصر كانت تمر بها أوروبا من قبل، وكان سارتر يحاول مع رجل الشارع ويجلس في المقاهي، كذلك فعل سقراط أيضا مع "رجل الشارع" وهز السلطة الحاكمة، وكان الإعدام مصيره لأنه تلاحم مع رجل الشارع.

وختم قائلاً إنه إذا أكد الإخوان أنهم مازالوا عند فكر ابن تيمية فلا أمل أما إذا تخلو عن فكر ابن تيمية، فيمكن أن يقام الحوار معهم، ولكن استمرار تمسكهم بفكر ابن تيمية لا يجدي نفعاً.