بقلم : د. ممدوح حليم
يحدثنا الإنجيل برواية لوقا أن الموقف تغير، إذ بدأ أحد اللصين المصلوبين مع المسيح ينتهر الآخر لاستهزائه بالمسيح، لقد لامه لأنه تحت الحكم نفسه، اعترف بخطأ وأنهما ينالان ما يستحقانه من صلب، واعترف ببراءة المسيح، وأنه لا يستحق الصلب.
" وانتهره( أي اللص الآخر) قائلا ً أولا أنت تخاف الله إذ أنت تحت هذا الحكم بعينه. أما نحن فبعدل لأننا ننال استحقاق ما فعلنا. وأما هذا فلم يفعل شيئا ً ليس في محله" لوقا 23 : 40 ، 41
وماذا أيضا ً ؟ لقد أطلق اللص قنبلته التي من العيار الثقيل التي بها انتزع فردوس النعيم، قال للمسيح:
" اذكرني يا رب متى جئت قي ملكوتك"
كان رد المسيح: " اليوم تكون معي في الفردوس" ( راجع لوقا 23 : 38 : 43 )
لقد أحرز اللص أعظم هدف في حياته بعد أن قضى حياته لصا وقاطعا ً للطريق فحكم عليه بالموت صلبا ً.
آه لقد أضاع اللص الآخر الفرصة، لم يستفد من وقت المحنة ليصنع من نفسه إنسانا ً جديدا ً. إن كثيرين منا مثله نضيع الفرص ولا نستفيد من وقت المحنة.
لكن لماذا نال هذا اللص إعجاب المسيح؟ ذلك لأنه اعترف بخطئه، اعترف ببراءة المسيح، والأهم أنه اعترف به كرب وملك.
السؤال هو: هل نفعل مثله لننال الفردوس ونكون مع المسيح؟
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com