بقلم : د.ممدوح حليم
لا أخفي إعجابي الشديد وتقديري للص الذي صلب مع المسيح، والذي يفترض أنه كان عن يمينه، وإن لم يذكر الإنجيل ذلك صراحة، إذ تحدث عنه كأحد اللصين اللذين صلبا مع المسيح.
لقد قضى هذا اللص حياته لصا ً مجرما ً وقاطع طريق، ويرجح أنه كان يقتل أثناء ممارسته للسرقة، مما حدا بالسلطات الرومانية أن تحكم عليه بالإعدام صلبا ً.
استطاع هذا اللص الذي قضى حياته في الإجرام أن يحرز هدفا ً رائعا ً في اللحظات الأخيرة من حياته، استطاع أن ينال إعجاب المسيح وتقديره وأن ينال وعده بأن يكون معه في فردوس النعيم.
كان موقفه نبيلا ً وإيمانه عميقا ً، كلماته القليلة كانت فعالة وغيرت الموقف. انتبه له المسيح رغم آلامه، فقد كان يقول ما يستحق الانتباه.
ذكر لنا الإنجيل برواية متى ومرقس أن الشعب كان يعير المسيح "ملك اليهود" حسبما كتبت السلطات الرومانية فوق صليبه، " وبذلك أيضا ً كان اللصان اللذان صلبا معه يعيرانه" متى 27 : 44 ، وأيضا ً مرقس 15 : 32
بالرجوع إلى ترجمة إنجليزية توضيحية نجد أن كلمة يعيرانه تعني في الأصل: يشتمانه، يسيئان إليه،يوبخانه، يؤنبانه، يدعوانه للخزي، يسخران منه، ويستهزئان به.
لقد انتهت روايتهما عند هذا الحد، تلك الرواية التي لم يذكرها يوحنا الذي كان مشغولا ً بمشهد المسيح. لكن لوقا الذي يهتم بالجوانب الإنسانية ذكر لنا تطورات القصة.
فما هي هذه التطورات؟ هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com