ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

هكذا يطير النور المقدس إلى قناديل الكنائس

| 2012-04-16 17:25:50

بعد أن أنهى المسيح عشاءه الأخير مع تلاميذه، قام ليبدأ رحلة الألم والعذاب، التى انتهت عند الحجر الذى وضع عليه جسده.

وعندما انبثق النور المقدس من داخل الحجر وأضاء شمعتى البطريرك، ثم أضاء القناديل وشموع المؤمنين، ونطق الناس: المسيح قام من بين الأموات وداس الموت بالموت ووهب الحياة للذين فى القبور.

 جلست الجدة ماريان فى مدخل بيتها بمنطقة شبرا، وسط أطفال الجيران الذين تجمعوا حولها. من بينهم كانت ماريا، هكذا يختصرون اسمها الذى اختاروه على اسم الجدة، تنظر فى عين السيدة العجوز، وهى تلخص لهم حكاية المسيح لتشرح معنى عيد القيامة.

دخل البطريرك الارثوذكسى الى الكنيسة حاملا شمعتين، ركع امام الحجر، وبدأ الصلاة بكل تقوى وحرارة، فانبثق النور المقدس من داخل الحجر بطيف أزرق، أضاء شمعتى البطريرك، وسبح المسيحيون العرب بالترانيم ، ودقت فرق الكشافة الطبول، هكذا كان المشهد الذى تابعته ماريا باهتمام مع والدها على موقع يوتيوب، نقلا من كنيسة القيامة صباح أمس الأول، السبت. «أهم صفات النور المقدس انه مش بيحرق، وانه بيظهر على شكل عمود منور»، قالها الأب لطفلته مقاطعا مشهد خروج البطريرك بالشمعتين الذى كانت تتابعه بشغف، واستطرد «بيقولوا إن النور المقدس بيطير زى الحمامة فى الكنيسة، وبيدخل كل الكنائس الصغيرة وينور قناديلها».

 ظلت ماريا منذ الساعات الأولى فى مساء السبت، تنتظر الاحتفال بالعيد، وفى النهار بدأ الاحتفال بعيد القيامة، توجهت الأسرة الى كنيسة سانت تريزا القريبة من المنزل، وصلوا صلاة تسبيحة العيد، وبقيت الطفلة تجمع معلوماتها عن العيد، فى انتظار حلول الظلام، وحضور قداس عيد القيامة مع انتصاف الليل.

 أكثر من عشرة آلاف مسيحى احتفلوا صباح أمس الأول، بسبت النور فى البلدة القديمة فى القدس، وخرج بطريرك الروم الارثوذكس تيوفيلوس الثالث من الكاتدرائية حاملا شعلة النور المقدس. ووسط هتافات الفرح، سارع المصلون الى تلقف النار التى انتقلت من شمعة الى شمعة وعمت مدينة القدس القديمة حسب تقليد يرقى الى القرن الرابع الميلادى على الأقل. وردد شبان فلسطينيون وهم يحملون شموعا مضاءة وصلبانا «نحن الشباب المسيحى، يا مريم العذراء احمينا». ونقلت شعلة «النور المقدس» بطواف إلى بيت لحم فى الضفة الغربية، حيث ولد المسيح، فيما تنقل شعلة أخرى بالطائرة إلى اليونان والبلدان الأرثوذكسية الأخرى.

 وبحسب الإيمان المسيحى، فقد تدحرج الحجر الذى كان يقفل على القبر حيث كان المسيح مدفونا، وانبعث من القبر نور مقدس معلنا قيامة المسيح من بين الأموات. يذكر أن القديس يوحنا الدمشقى والقديس جريجوريوس النيصى، من الأوائل الذين كتبوا عن انبثاق النور المقدس فى كنيسة القيامة، عندما كتبا فى أوائل القرن الرابع، كيف رأى الرسول بطرس النور بعد قيامة المسيح بسنة أى عام 34 ميلادى.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com