يسوع المسيح هو مخلصنا. في الأرض يخلص و في السماء يخلص و في الجحيم أيضاً يخلص.
نزل إلي أقسام الأرض السفلي.لأنه قبل أن ينزل .ليس فقط حتي موت الصليب بل أيضاً إلي الجحيم لكي يفتدي أحباءه.
في الجحيم أقسام مختلفة.كان الأبرار مجتمعون معاً في حضن إبراهيم.
كانوا في الظلمة لكن رجاؤهم في المسيح لم ينقطع.في كل وقت كان يردد الأنبياء نبواتهم عنه.
آدم ينتظر نسل المرأة.حواء أيضاً تنتظر.يردد هوشع ترنيمته فيسبحون معه قائلين : «مِنْ يَدِ الْهَاوِيَةِ أَفْدِيهِمْ. مِنَ الْمَوْتِ أُخَلِّصُهُمْ. أَيْنَ أَوْبَاؤُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ شَوْكَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟ تَخْتَفِي النَّدَامَةُ عَنْ عَيْنَيَّ هو 13 :14»
صموئيل المهوب يجيبه 1صم 2 : 6 الرَّبُّ يُمِيتُ وَيُحْيِي. يُهْبِطُ إِلَى الْهَاوِيَةِ وَيُصْعِدُ.
يحتفظ مرنم إسرائيل الحلو بقيثارته.يغني للرب في أرض السكوت مز 94
إشعياء اللابس الروح يهتف بكل قلبه 28: 18 و يمحى عهدكم مع الموت و لا يثبت ميثاقكم مع الهاوية السوط الجارف اذا عبر تكونون له للدوس.
يشوع إبن سيراخ يعيد نبوته قائلاً : 28
الموت به موت قاس والجحيم انفع منه. لكنه لا يتسلط على الاتقياء ولا هم يحترقون بلهيبه بل الذين يتركون الرب يقعون تحت سلطانه فيشتعل فيهم ولا ينطفئ يطلق عليهم كالاسد ويفترسهم كالنمر.
حزقيال يعزي رجال البر هناك .يناديهم أنهم أشجار عدن؟ مع أن آدم نفسه مطروداً من جنة عدن؟ هل تم الصلح أيها النبي الجبار؟
يغني حزقيال ترنيمتة : مِنْ صَوْتِ سُقُوطِهِ أَرْجَفْتُ الأُمَمَ عِنْدَ إِنْزَالِي إِيَّاهُ إِلَى الْهَاوِيَةِ مَعَ الْهَابِطِينَ فِي الْجُبِّ، فَتَتَعَزَّى فِي الأَرْضِ السُّفْلَى كُلُّ أَشْجَارِ عَدْنٍ، مُخْتَارُ لُبْنَانَ وَخِيَارُهُ كُلُّ شَارِبَةٍ مَاءً حزقيال 31: 16
اليوم تفقد ( هايس)- الهاوية- غلبتها. تنفتح أعين الذين كانوا في الظلمة منذ زمان.يرون النور و يبتهجون. ينطق إشعياء عنهم و يرنم قائلاً إش 42 :7 لتفتح عيون العمي لتخرج من الحبس الماسورين من بيت السجن الجالسين في الظلمة.
جاء الذي ينادي للمأسورين بالعتق
الجحيم يهتز.أرواح الأشرار تتحسر.أما أرواح الأبرار فتهتف للإله الحي.ما كان ممكناً فيما سبق أن تكرر كلمة - الحي – في الهاوية لأنها وطن الموت.
ما كان يعرف أحد هناك كيف يكون النور.و لا رآه.كانت إشراقتهم في داخلهم.يؤمنون بمجيئه و يتوقعونه بالصبر.لم يروه من قبل.هتفوا له كثيراً.كمن ينادي بطلاً لم يظهر بعد.مخلصاً يعرفون أوصافه لكنهم لم يلمسونه بعد.
كان المسيح صورة رسمها كل منهم في يقينه.يشتاقون إليه كعطشان في أرض الظمأ.
سمعوا صوت متاريس تزمجر.و الأبواب الدهرية تتهاوي.صراخ من قاع الهاوية و تهليل إبراهيم من فوق.
ظن الأشرار أن لهيب الدنيا يخرقهم. و فرح الأبرار إذ رأوا الرب.
ما كان للفرح سبباً هناك.لكن المسيح حل في الجحيم و صار فرح المنتظرين.الفرح الوحيد هناك.
نظروا إليه و عرفوه.و المسيح كان يعرفهم بأسماءهم.و لما حل بينهم بروحه إلتفوا جميعاً حوله كالنحل حول ملكتهم.
عيونهم رأته.لقاؤهم به لقاء المنتصر.كان موكبهم طويلاً.لاقتهم ملائكة كثيرة في الطريق.كانوا صاعدون إلي الفردوس بثياب مثل البرق.ما إنتبه أحد إلي ثيابه.كانوا متعلقين بالمسيح فأخذتهم الدهشة.
تغيروا في لحظة.إشتموا عبير الحرية.و أدركت عيونهم نور الرب.
تبعوه بإرتياح.لم ينتظر طويلاً في الجحيم.
نزل و صعد.نزل محرر المأسورين.فلما تآلفوا معاً صعد بهم لتوه.
نظر الأشرار و تحسروا.تمنوا لو تحرروا.لكن الأسر للشر غير التسليم للرب.و الإتكال علي المسيح يحرر من كل الأوجاع.
المسيح يفرد ذراعيه فيحتوي الجميع.يجدوا أنفسهم في حضنه كالأطفال.ضاع وجع الشيخوخة و تجدد شبابهم.إنفتحت طاقات السماء فيهم .فأدركوا أسراراً ما أدركوها من قبل.
القديسات و القديسون إمتلأوا بالفرح.نسيوا في لحظة كل أوجاع الهاوية و ظلمتها.راحت ذاكرة الموت من عقولهم.و إنغرست في أرواحهم ذاكرة الأبدية.إبتدأت عيونهم تري غير المرئي.و تسمع كلام الأرواح.
نظر الأبرار و الحب يسري بينهم.كمن يهنئون بعضهم بعضاً.
عشرة الهاوية دامت قصيراً.و عشرة الأبدية لن تنتهي.
ما أبهاك يا سيدي.تنير كل ظلمة.فليكن سبتاً تخشع في كل الخليقة و تستنير بك.فليختبرك كل من إختبر الظلام ليعرف عظمتك.فليجربك كل من هوي .و إعلن للغرباء عن شخصك. فاليوم يراك المنفيون بعيداً.
هو سبت للرب.أنت صنعته لأبيك.فصار أعظم سبت يفرح به.نعم هو أنت إبن الإنسان و رب السبت أيضاً.هذا هو السبت الذي أنت ربه.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com