فحملني الروح إلي الدار الداخلية حز 43
كنا جميعاً نقف خارجاً. منذ آدم نقف خارجاً .منذ طردنا من الفردوس .منذ وقف كاروب يحرس المداخل و يمنعنا.منذ إختبأ آدم خلف الشجرة و إختبأت حواء خلف آدم خلف أوراق التين .وقفنا جميعاً خارجاً.و لذلك خرج لنا إبن الله خرج إلي العالم لندخل نحن إلي السماويات.
صنع لإسرائيل بيت إيل فدخل إسرائيل بيت إيل و أثم بداخله.
. أخرجه من مصر فدخل إلي التذمر.
أخرجه من العطش فصنع لنفسه عجلاً ليعبده.
وضع لإسرائيل ناموساً فصنع إسرائيل لنفسه ناموساً خارجاً عا 4
ما هو ناموس الخارج إلا أن تخشي الناس و لا تخشي الله. أن تطيع المخاوف البشرية .أن تهتم بالمظاهر الجسدية لا بالروحيات.ناموس الخارج يمكن أن يكون جميلاً كالقبور من الخارج لكنه يستحيل أن يكون جميلاً من الداخل بل كالقبور مملوءاً نتن و دنس.
مشكلة إسرائيل أن داخله ميت.كان الداخل فارغاً و لم يرجع إلي الرب.
خرج الروح النقي من النفس فدخلت المياه الفاسدة إلي العمق و أغرقتنا الضيقات.
بينما نفس المسيح له سلطان عليها .لا يضعها سواه و لا يملأها سواه ولا يأخذها سواه.
أما نحن فكنا ندور في الفراغ.يقتلنا الجدل .ندمن الثرثرة و لا نثمر.هكذا الخارجين عنك يظنون أنهم أحياء يتكلمون بينما هم أموات يثرثرون.
ثم يتساءل الفارغون بين بعضهم البعض قائلين لماذا تسمعون له؟ يو 10
بيت الأبرص بيت الطهارة
دخل المسيح بيت الأبرص .فأصبح بيت الطهارة.فخرك يا سمعان أن بيتك صار سماء حين دخله مخلصنا.و في بيتك يتوب التائبون و ينالوا رحمة.
ما دام المسيح في داخلك سينكشف يهوذامر 14 و يتضح فساد النيات الملتوية.
من يمتلئ داخله بالمسيح يصبح بقعة سماوية علي الأرض تتظلل عندها النفوس المتعبة و تجد سلاماً.
في بيت الأبرص جلس مسيح العالم.فأصبح بيت الأبرص أشهر من بيوت الملوك.هكذا من يقتني المسيح في أعماقه يصبح ملكاً و إبن ملك.
دخلت المرأة قلب المسيح قبل أن تصل إلي بيت سمعان الأبرص.و دخل المسيح قلبها فإبتاعت بكل ما تملك طيباً خالصاً. لأنها تعلم أن السيد لا يحب الغش. و هو يريد النقاوة. لذا أتت بطيبها تنسكب معه ليملأ داخلها نقاوة.مر 14
قالوا لها أتلفتِ الطيب فقال المسيح أنتم لستم أهلاً للمجد مثلها.
كل الممتلئين بالمسيح يتعرضون للجوارح فتنهشهم.يزمجر الأسد عليهم كفريسة عا 3 .
اليوم يختفي المسيح عن المهتمين بالظاهر و بالقشور غير مبالين بالداخل.يتواري عنهم و يمضي لأنهم يحبون الظلمة الخارجية و ليس نور العالم يو 12 .
آمن الكثيرون و لكن لسبب الفريسين خافوا أن يعلنوا مسيحهم لئلا يصيروا خارج المجمع.يو 12 : 42 .خافوا أن يصيروا خارج المجمع فصاروا خارج المسيح.أحبوا مجد الناس.فخسروا مجد الله. كل من يعتني بالخارج دون نقاوة القلب يخسر مجد الله.كل من يخشي أن يخرج خارجاً من الناس يبقي خارجاً عن المسيح.
يغضب الرب بشدة علي المرائين.ذوي اللغات الملتوية.و النصائح المدمرة.ذوي الخبث و الرأيين.الذين يحابون و لا موضع للحق في حضنهم.حز20
يغضب الرب اليوم و يلعن هذا الخارج.أما أبناء الملكوت فيهربون إلي أعماق الله لكي يصبح الروح القدس في أعماقهم روحاً نشطاً مؤثراً عمالاً.
أخرج خارجاً و إبك بكاءاً مراً مع بطرس.أخرج خارجاً و لا تقف في كل الدائرة.أخرج و حطم روتين حياتك الذي يسرق أيام عمرك دون أن تلاحظ.
أخرج قبل أن تصير مطروداً بغير إرادتك.أخرج من لغة الأرض.و أمنيات الأرض.أخرج من ثقل الأرض. و أدخل إلي إشتياقات السماء.أدخل إلي فرح سيدك من الآن. إفرح بالمسيح و بإنجيله و وصاياه.. إفرح بصليبه و بقوته و عجائب قدرته.إفرح بإنتصارك فيه .إفرح حتي بدموعك.فهي الطيب الذي به تطيب المسيح الذي في داخلك.
لا تنتظر اليوم الذي يختفي عنك المسيح فيه. لا تدعه يتواري عنك .لا تدعه يحجب وجهه عنك.قل له وجهك يا رب ألتمس لا تحجب وجهك عني. قل له وجهك يسير أمامي. تري وجهه. تري ملامح الرضا عليه. تسمع بماذا يتكلم.و تراه و هو يسمعك و تحفظ كل هذا في الداخل أي في قلبك.
اليمامة و السنونة و عصفورة الحقل عرفت ميعاد دخولها إر 8 : فهل نتعلم من طيور السماء.هؤلاء هم القديسون الذي باعوا كل ما عندهم و إشتروا حقلاً لأن في داخله كنزاً يفوق اللآلئ.
لنسأل نفوسنا اليوم هل ناموس الرب لنا؟ لأنه كثيراً ما نظن أن ناموس الرب لغيرنا و أما نحن فلا حاجة لنا إلي ناموس؟
نور العالم
متي يشرق النور فهو يتغلغل في داخل الظلام و يخترق كل ما فيه.فالمسيح إذن لأنه نور ينبغي أن تدعه يدخل القلب و يخترق الحجب التي فيك.ضع يدك بيده.ضع أصبعه علي أماكن الوجع عندك.قل له أخطاء النفس و الجسد و الروح.قل له ماذا أصابك.فالنور هو شعاع المسيح الفاحص للمكنونات.
لا تتغني بالنور و هو خارجاً و لا تسبح المسيح باللسان وحده.تستطيع أن تتغني بالنور إذا إستنرت به.أما المفتخرون بإسمه دون أن يعطونه القلب فهم مخادعون.
العمق العميق صار مسلكاً فهل هو مسلكك أنت أيضاً .
اليوم يدعوك المسيح مع أبينا إبراهيم أن تخرج من أرضك التي تظن أنها أرضك؟ من عشيرتك و تقاليد الناس.إلي أرض تدخلهاسيريك إياها فيما بعد هذه التي لا يدخلها سوي الذين إقتنوا المسيح بالإيمان العامل بالمحبة.
نور العالم أنت لو سرت حاملاً المسيح وسط الناس في كل مكان توجد فيه.
نور العالم كإستراحة المحارب تكون أنت فيهدأ عندك المضطربين و يجدون سلاماً.
آه يا سيدي .أنت في داخلي كنزي.أخاف عليك لو تواريت.أخاف أن تسرقك مني جهالات النفس و إنحرافات الفكر.
لا تكن فقط في داخلي بل كن أنت داخلي نفسه.كن الداخل.كن العمق.كن مسكني و أنا مسكنك.تدخل إلي و تتعشي و أنا معك.
كنت في أمك العذراء فصارت جميع الأجيال تطوبها .فكن داخلي مولوداً و مصلوباً و قائماً و حياً بروحك القدوس .
كنت في إيمان الأنبياء فكن جوهر إيماني.لا تتركني أحتفظ بإيماناً شكلياً يكرر النصوص الدينية و يتسلي بالمعرفة بل كن إيماني الذي أرتكن عليه في كل نفس أتنفسه. و كل خطوة أخطوها.
خلاصي و مجدي أنت مز61. سر إبتسامتي.و مصدر قوتي.كيف لا أتكل عليك.
بك أحيا و أتحرك و أوجد فكيف أحيا بدونك و أنت لي الحياة.
كن داخلي حين أصلي فتكون صلاتي من داخلي من القلب.لأن كل صلوات اللسان مكروهة.
كن داخلي حين تقع عيناي علي كلماتك حينئذ تشير لي بسهم المحبة عما هو مختبئ داخلها من الكنوز. فعين الناس لا تقرأ لغة السماء. و عين المسيح تفحص الأعماق لذلك دعني أستعين بعينك حين أقرأ كلامك و أستعين بقوتك لأنفذه.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com