ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

الأقباط يسافرون إلى "القدس" بحثًا عن البركة وليس للتطبيع مع "إسرائيل"

ميرفت عياد | 2012-04-11 00:00:00

كتبت- ميرفت عياد
شهدت الأيام الماضية سفر مئات من الأقباط إلى "القدس" لحضور أسبوع الآلام ومشاهدة معجزة انبثاق النور من القبر المقدس التي تحدث سنويًا في هذا التوقيت من كل عام أثناء الاحتفال بعيد القيامة المجيد.

ونظرًا للجدل الدائر الآن حول هذا الموضع، قامت "الأقباط متحدون" باستطلاع آراء بعض الأقباط..

في البداية، قالت السيدة "سهير"- 70 عامًا- إنها زارت "القدس" منذ حوالي عشرين عامًا، وروت ذكرياتها عن هذه الرحلة التاريخية التي شاهدت فيها جميع الجنسيات يقفون في تكدس وورع وتقوى يتلون الترانيم والتسابيح منذ صباح يوم سبت النور منتظرين انبثاق النور من القبر المقدس باللون الأزرق ثم يتغير إلى عدة ألوان، مشيرةً إلى أنه لا يمكن تفسير ذلك في حدود العلم البشري، وكم أحست برهبة وفرح وقداسة لا يمكن وصفها عندما أضاءت الشمعة التي تمسك بها بالنور دون أن يحرق هذا أي جزء من جسدها، وكيف شعرت بمجد الرب يسوع يملأ الأرجاء.

وعن أول مرة ظهر فيها النور المقدس، أوضح "مايكل"- أستاذ تاريخ- أن المؤرخين يذكرون حوادث انبثاق النور في أوائل القرن الميلادي الأول، حيث رأى القديس "بطرس" الرسول النور المقدس في كنيسة القيامة، كما تروي كتابات الأوائل أن البطريرك الأرثوذكسي كان يدخل الكنيسة في عيد القيامة وهو يحمل شمعتين، وعندما يبدأ في الصلاة ساجدًا أمام الحجر الذي وُضع عليه جسد المسيح المقدس ينبثق النور من داخل الحجر ويضيء شمعتي البطريرك ثم شموع المؤمنين المجتمعين.

وذكر "أمجد"- مهندس- أن هذه الأعجوبة تنقلها الفضائيات لترد على مزاعم من يشككون في ما يحدث أو يصورونها خدعة يستعملها الأرثوذكس، ولكن ما يدحض تلك المزاعم أن السلطات الحاكمة غير المسيحية على مر التاريخ قامت بتفتيش الكنيسة والتأكد من خلوها من أي أدوات يشعل بواسطتها البطريرك هذا النور المقدس الذي يؤكد به رب المجد على صلبه وقيامته، لافتًا إلى أننا للأسف في زمن يتم فيه التشكيك في جميع المقدسات والمعجزات والظواهر الخارقة للطبيعة والمعجزية.


وعن وجهات النظر المختلفة بشأن حظر سفر الأقباط إلى "القدس"، أوضح "بطرس"- موظف على المعاش- أن هناك وجهتي نظر يجب أن يُحترما؛ الأولى تتعلق بالبركة التي يحصل عليها الإنسان المسيحي من هذا النور المقدس، وهو ما دفع بعض الأقباط إلى خرق قرار حظر السفر الذي اتخذه البابا "شنودة الثالث" عام ١٩٧٩، والأخرى تتمثل في موقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وإعلان التزامها بقرار قداسة البابا "شنودة الثالث" بمنع الأقباط من زيارة "القدس" إلا بعد تحريرها بالكامل من الاحتلال الإسرائيلي ومساندتها للقضية الفلسطينية ورفض التطبيع مع العدو الصهيوني وعدم زيارة "القدس" إلا مع الإخوة المسلمين، خاصة أن "مصر" باركها السيد المسيح أثناء إقامة العائلة المقدسة، ولضمان تنفيذ الأقباط لهذا قامت الكنيسة بحرمان المسافرين من سر التناول وهو أحد أهم أسرار الكنيسة السبعة.
وعن موقف المتنيح قداسة البابا "شنودة الثالث"، رأى "محب"- طالب جامعي- أنه موقف وطني لا جدال فيه، إلا أنه قرار متشدد لابد من إعادة النظر فيه، خاصة أن المسيحيين يقبلون على هذه الزيارة لمعايشة تفاصيل قصة صلب وقيامة السيد المسيح، متمنيًا أن لا تفرض عقوبات خاصة بممارسة المؤمنين لطقوسهم الدينية. وأضاف: "سفر الأقباط للقدس لا يعطي الشرعية للكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين والمقدسات المسيحية والإسلامية، ولا هو بمثابة تطبيع مع إسرائيل."

وعن تأثر قرار الكنيسة بمعاهدة السلام، قال "كيرلس"- خريج حديث- إن قرار قداسة البابا كان قرارًا سياسيًا بحتًا نظرًا لمعاهدة السلام التي وقعت عليها "مصر"، رافضًا محاولات وصم الأقباط بتهمة خيانة القضية الفلسطينية بسبب ذهابهم إلى "القدس" من أجل البركة والاحتفال بعيد القيامة وليس بهدف التطبيع، وطالب من يتحدثون بهذه الطريقة بالحديث عن رجال الأعمال الذين يقيمون المشاريع مع "إسرائيل"، كما أشار إلى أن الرئيس الفلسطيني "أبو مازن" دعا جميع المصريين للذهاب إلى "القدس" لدعم السياحة الفلسطينية.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com