الفنون والعمارة والفولكلور واللغة والآثار كانت الموضوعات الرئيسية التي دارت في مؤتمر االتراث القبطي في أفريقياب الذي اختتم أعماله هذا الأسبوع بمكتبة الإسكندرية.
والذي دعا إلي ضرورة الاهتمام بالتراث المصري والحفاظ علي دوره المحوري في تدعيم الروابط الحضارية والتاريخية الوثيقة بين مصر ودول القارة الإفريقية وهو المؤتمر الذي شارك فيه عدد كبير من القساوسة والرهبان وسفراء عدد من الدول الأفريقية.
يقول الدكتور لؤي محمود سعيد مشرف برنامج الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية إن البرنامج يتبني مفهوم االتراث القبطي تراث لكل المصريينب, أي أنه شأن وطني ولا يخص المسيحيين وحدهم وأن يكون التراث إحدي دعائم مصر الجديدة ومستقبلها بعد الثورة, مشيرا إلي أن برنامج الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية سيطلق أول موقع عربي علمي للقبطيات علي الإنترنت.
وأن البرنامج يعمل حاليا علي مشروع تعاون مع المعهد الهولندي للآثار لتوثيق مقتنيات المتحف القبطي بالقاهرة بالإضافة لتدريب العاملين بالمتحف القبطي وأمناء المتاحف المصرية عموما, وأضاف الدكتور لؤي سعيد أن أهداف مؤتمر التراث القبطي تمثلت في التعريف بأهمية تراث مصر القبطي خارج حدوده الإقليمية عبر التاريخ, وتأكيد الدور المحوري الذي يمكن أن يلعبه في مستقبل مصر وقضاياها الإقليمية, بما يجسد الإحترام الكبير لهذا التراث بالدول الأفريقية خاصة إثيوبيا التي كانت كنيستها الأرثوذكسية حتي وقت قريب تتبع الكنيسة المصرية وأكد أن الاهتمام بالتراث القبطي لا يعني التبشير بالمسيحية لأن التراث واسع ومليء بالعديد من العناصر المهمة التي يشترك فيها المسيحيون والمسلمون علي حد سواء, كما أنه بمثابة الجسر الذي يربط بين الحضارة المصرية القديمة التي سبقته, والحضارة الإسلامية التي لحقته مؤكدا علي أنه حان الوقت لكي يلقي التراث المسيحي ما يستحقه من إهتمام خارج نطاق الكنائس والأديرة بإعتباره تراثا عاما لكل المصريين علي حد سواء.
ومن ناحية أخري أكد الأنبا باخوميوس قائم مقام الكنيسة الأرثوذكسية في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الأسقف العام الأنبا مارتيروس العلاقة الوثيقة بين الكنيسة القبطية والكنائس الافريقية, وأهمية التأكيد علي وحدة الشعوب الأفريقية, وأشار إلي الاهتمام الخاص الذي تقدمه الكنيسة المصرية إلي القارة الأفريقية سواء علي المستوي الروحي أو التنموي, مضيفا أن إثيوبيا كانت مدخل الكنيسة القبطية لدخول أفريقيا والتعمق فيها وأن الطبيعة الجغرافية لدول المنبع ساعدت علي تعزيز وحدة الرأي والترابط لمنفعة الشعوب الأفريقية كلها, وأضاف الأنبا باخوميوس أن العلاقات بين شعوب إفريقيا يشهد لها التاريخ, مبينا أن الكنيسة القبطية في مصر استقبلت الكثير من الأفارقة سواء الرهبان أو الطلبة أو اللاجئين من مناطق الصراع.
وقد أكد محمود درير غيدي سفير إثيوبيا في مصر التواصل الحضاري والإنساني بين المسلمين والمسيحيين في بلاده بإعتبار أن هناك الكثير من المسلمين الذين يعرفون الإنجيل, والكثير من المسيحيين الذين يعرفون القرآن لأن الشعب الإثيوبي لديه اعتقاد راسخ بأن الكتب السماوية كلها من عند لله, وأضاف أن التاريخ القبطي والكنيسة المصرية يتمتعان بمكانة عريقة في تاريخ إثيوبيا وأن الكنيسة الإثيوبية تتميز بأيقوناتها العفوية والجميلة تأثرا بالكنيسة القبطية, كما أن الترانيم القبطية أثرت تأثيرا كبيرا في الموسيقي التقليدية الإثيوبية بشكل عام.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com