بقلم : عادل بشارة
قبل ان يجف دم ابينا الطوباوى المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث... بل وقبل ان يتنيح قداسته واثناء معاناته من المرض (ومن غير استيحاء) بدأ البعض يستسبقون الاحداث... ويتحدثون عن خليفته... ويتعجلون الميراث!! وبمجرد انتقاله يبدو انه بدأ الحديث عن تعديل لائحة انتخاب البطريرك ... مما دعى ذلك الى رد نٌشر بالأنترنت يوم 18/3/2012 عن صاحب النيافة الحبر الجليل انبا موسى، نفى فيه تعديل لائحة اتنخاب البطريرك.. كما نشرت جريدة الاهرام دراسة لموقف الكنيسة محددة بالأسماء عن مَن مِن اساقفة ومطارنة الكنيسة الاكثر احتمالا ان يترشح للكرسى المرقسى..(بالعدد الصادر بتاريخ 18/3/2012 ).
والحقيقة التى نعلمها جميعا ان الكنيسة الارثوذكسية، مستقيمة الراى ... كنيسة تقليدية تسير بأستقامة على تعاليم الأباء.... وحافظت على تراثها المقدس منذ عهد تلاميذ السيد المسيح والرسل والأباء القديسين. وحينما نصلى اوشية الاباء نقول عن بطريركنا "حفظا احفظه لنا سنين كثيرة وازمنة سالمة مكملا رئاسة الكهنوت المقدسة التى ائتمنته عليها من قِبَلَك كا أرادتك المقدسة الطوباوية، مفصلا كلمة الحق بأستقامة ، راعيا شعبك بطهارة وبر".
و من واقع قد لا نختلف عليه... وهو ان المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث كان معلما مقتدرا وباحثا متعمقا.. فقد رأيت حسما لمناقشة موضوع من له حق الترشيح للكرسى المرقسى ان اعيد الى الاذهان بحثا مستفيضا كتبه قداسة البابا شنودة منذ 58 عاما فى مجلة مدارس الأحد(1) ..... بكل ما تميز به من الصدق والموضوعية والحياد.. ودون تحيز الى فئة او تحامل على أخرى.
فأنا لا اكتب جديدا... ولا أكتب رأيى.. ولكن بعد ان اترك للقارئ هذا البحث القيم .. سيجد القارئ ان خلاصة ما انتهى اليه هذا البحث هو:
1- فيما يتعلق بمن لهم حق الترشيح للأنتخاب .. فقد انتهى بحثه ان أستبعَدَ الأباء المطرانة والأسقافة من الترشيح للأنتخاب وان يكون البطريرك (حسب عبارته) "من الرهبان الذين لم يصلوا الى رتبة الأسقفية... وان الكنيسة قد درجت منذ 1900 سنة على عدم اختيار البطريرك من بين المطارنة"
2- فيما يتعلق بسن المرشح للبطريركية لا يعتبر تحديد السن الزمنى شرطا للترشح وان هناك السن العقلى والسن الروحى.. وقد اوضح سببا وامثلة لذلك.
3- فيما يتعلق بمن لهم حق الانتخاب فإنه يرى ان من حق الشعب كله ان ينتخب راعيه، وليس من لهم مواصفات خاصة فقط.
ارجو بعد قراءة هذا التراث القيم من البحث الكنسى ان يكون مرشدا واساسا يقودنا لأختيار الراعى الصالح.
ونصلى لكى يوفقنا الرب الى ما فيه صلاح وسلام الكنيسة
(1) راجع مجلة مدرسة الاحد- العدد الرابع- السنة الثامنة بتاريخ 1 ابريل 1954، رئيس التحرير المسئول نظير جيد (مرفق صورة من الدراسة)
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com