أكتب هذه الأسطر بكل صراحة ودون مواربة. والسبب وراء هذه السطور هو أفكار وتساؤلات حرمتني من النوم، وأهم تلك التساؤلات هي: لماذا يتم تصنيف الناس بحسب أديانهم؟ ولماذا يتدخل بعض الناس بطريقة سافرة وأقل ما توصف به أنها قمة في الوقاحة والهمجية في حياة الآخرين؟ بل وقد تصل في بعض الأحيان إلى القتل والإرهاب؟..
لا يمكن لأحد أن ينكر أن لكل دين سقطات تاريخية سوداء، صُنعت باسم الدين لتحقق مصالح وأهداف سياسية أو شخصية أو حتى لإشباع رغبات مرضى نفسيين وصلوا إلى السلطة عن طريق الدين.
العجيب أنه بالرغم من التطور والرقي الملحوظ لدى الإنسان في هذا الزمان، إلا أن التطرف مازال يتسرب، والأغرب أن بعض الناس يتمسكون بعادات وتقاليد بالية ويكافحون ويجاهدون بل ويقاتلون في سبيل نشرها، مدعين أنها الصواب المطلق، وأن في تخلفهم نور للإنسانية الجاهلة!.
أي جهل؟ أطلب من هؤلاء أن ينظروا في المرآة، وإن لم تتوفر المرآة- أو كانت محرَّمة- فليشموا إذًا رائحتهم قبل أن يتحدثوا! فقد سئمت من هذه الكائنات الشبحية الممسوخة، من مظهرهم ومن أفكارهم، ولكن للأسف تعدى الأمر السأم الشخصي إلى قلق على مصير الإنسانية كلها، فهؤلاء يخططون لغزو العالم باللين تارة وبالسلاح والإرهاب تارة، ويحلمون بمذبحة كبيرة لإعلاء جهالاتهم وفرضها على الكرة الأرضية- هذا لو كانوا يعتقدون أصلاً أن الأرض كروية-.
نعم، لا أريد أن أعيش في بلد كـ"أفغانستان"، ولا أريد أن يكون لدى هؤلاء أو أمثالهم أي صوت قبل أن يتعلموا أبسط القوانين وأهمها وهي الحرية واحترام الآخر، فلا يوجد إنسان أفضل من إنسان إلا بمجهوده وقدر مساهمته في رفعة الإنسانية! لا أريد أن ينشر هؤلاء أفكارهم، ولا حتى أريد أن أراهم أبدًا، ليذهبوا رأسًا إلى الجحيم طالما يريدون شرًا بالإنسانية.. الإنسانية التي تميزنا عن سائر المخلوقات.
العجيب أنك تراهم يبكون وبلطمون ويولولون حين تقع لأحدهم حادثة، ويدينون المجتمع الدولي، ويتظاهرون ويعتصمون متناسيين ما فعلوا بأيديهم!.
إلى كل متطرف، لا تبتسم وأنت تضمر الكراهية والحقد، واعلم أنك لو كنت على صواب فخير سبيل هو المناقشة والمناظرة وليس القتال. تحضَّر وحاول أن تصعد سلم الإنسانية. جرِّب الحرية يومًا، وحاول أن تجد الجمال الروحي دون عصبية. حاول أن تتذكر أن كل إنسان هو أخيك وله أسرة وأحلام كثيرة ليس من شانك أبدًا أن تتدخل في حياته أو اختياراته. وكن قدوة حسنة لتشع نورًا يقنع الآخرين بفكرك.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com