بقلم : د. ممدوح حليم
قال رئيس اتحاد البنوك المصرية:
" البنوك التجارية أكفأ من الإسلامية التي تحقق خسائر يتحملها العملاء"
( جريدة الأهرام الأربعاء 29 / 2 /2012 ، ص 4 )
لاشك في أن تصريح هذا المسئول الكبير في البنوك المصرية، والذي توضع أمامه ميزانيات كل البنوك العاملة في مصر، ومن ثم فهو لا يقول كلاما ً مرسلا ً، إنما يقول كلاما ً محددا ً من واقع الأرقام. تصريحه هذا يوضح أن فكرة البنوك الإسلامية إنما هي وهم وهراء نهايتها الفشل.
لقد أدرك رجل الشارع بفطرته هذه الحقيقة قبل أن ينطق بها هذا المسئول الكبير، ومن ثم تجد البنوك التجارية والحكومية مزدحمة بالعملاء، بينما تجد البنوك التي تدعي ارتباطها بالفكر الإسلامي فاضية ( بتنش) .
ومن المؤسف أن بعض البنوك الحكومية العملاقة الناجحة تسعى لخلق أوعية أو فروع "إسلامية" ركوبا ً للموجة أو مسايرة لتيار سياسي يزهو بنجاحه المؤقت.
لقد أدرك الغرب المتحضر أن ربط الدين بالسياسة أو الاقتصاد خطأ ويحمل إساءة للطرفين، ومن ثم لا تجد بنوكا ً تدعي أنها مسيحية أو يهودية أو بوذية رغم وجود مبادئ رائعة في هذه الديانات وغيرها يصلح تطبيقها في البنوك. لكن هذه المجتمعات تحترم العلم، والبنوك علم، كما أنها لا ترغب في مضايقة العملاء وهم من خلفيات دينية وثقافية مختلفة.
إن هذا التصريح يدحض الرأي أن الاقتصاد الإسلامي يحقق الرخاء والغنى لكل فئات المجتمع، وها هي البنوك "الإسلامية" تفشل، والبنوك عصب الاقتصاد.
إنني أعتقد أن تجربة الإسلام السياسي الجارية في مصر حاليا ً ستلقى نفس فشل هذه البنوك. والله أعلم. المهم ما يخربوش البلد قبل ما يمشوا.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com