بقلم: مينا ملاك عازر
عزيزي القارئ، ممكن حضرتك تقول لي هو أنا بأكتب لمين؟ مش أنا برضه بأكتب لحضرتك، طب فيها إيه لما أكلمك في المقال، وأحكي معاك، أفضفض لك، أعزمك على كوباية شاي أو فنجان قهوة، وآهي اللمة حلوة، وفي وسط الكلام نقول لبعض معلومة مهمة تحليل خبيث، هو أنا لازم أقف وأديك درس في التاريخ أو الجغرافيا عشان تبقى المقال سخنة ومولعة نار، ولا أفهمك سياسة إحنا هنا بنتجمع عشان نرسم على وجوهنا بسمة، تضن أن ترتسم على وجوهنا بسبب تلك الأحداث الراهنة.
فمثلاً لو قلت لحضرتك إننا نعيش تحت حكم من وضعوا الجدول الزمني بعد أن علموا الثوار جدول الضرب، ففي كل مرة كانوا يعطوا مواعيد الفترة الانتقالية، وكيف ستنتهي؟ كان الثوار يأخذون علقة ساخنة قد تصل في بعض الأحيان لدرجة الموت، وليس الدرجة النهائية. ومن ثم فالعسكر يحكمونا بطريقة مدرس الحساب الذي يحفظ تلاميذه جدول الضرب بالضرب، وتلاميذه ينظرون للساعة في ضيق لكي تمر الثواني والدقائق والساعات فيرحل وتأتي حصة الألعاب.
وطبعاً المجلس العسكري ليس مدرساً ونحن لسنا تلاميذ، ولكن نحن مواطنون يعمل هو في خدمتنا، آدي معلومة صريحة وقوية واضحة بدون أي تلاعب، ولا لف ولا دوران، ولو تأملت في الفقرة الماضية تجدها لها صلة بالفقرة دي، وهي ليست صلة قرابة وإنما صلة نسب، لأنها تشرح فكرة مهمة أننا لسنا بحاجة لتعلم الديمقراطية سواء على يد أحمد نظيف أو عمر سليمان أو المجلس العسكري على أيدي اللوا كاطو، ومن ثم فنحن لسنا تلاميذ وإنما أساتذة، وقف العالم كله يتعلم منا كيف تقوم الثورات؟ وكيف يرحل الحكام؟ حتى أن أوباما عميل الأمريكان-علي رأي المواطنين الشرفاء فى العباسية- طلب من الأمريكان بالتحديد الشباب أن يتعلموا منا مع أنهم ليسوا بحاجة أن يتعلموا فهناك لوضايقهم الرئيس يستطيعوا أن يذهبوا للصندوق ويختاروا غيره، ولا داعي للذهاب للميدان، أما في بلدنا احتجنا للذهاب للميدان لأن ما كان يحدث في الصندوق كان عيب بصراحة أتكسف أحكيه لحضرتك، كانوا بيعملوا حاجات عيب عيب خالص.
وطبعاً إن طلع العيب من أهل العيب ما يبقاش عيب، على فكرة أنا مش ضامن إللي جبناهم المرة دي بالصندوق حانقدر نمشيهم بالصندوق ولا لا، لكن على أي حال الميدان لسه موجود، وإن كانوا نسيوا إللي جرى في الميدان نفكرهم لو ما مشيوش عدل، وبيني وبينك هما منظرهم كده مش حيجيبوها البر. تخيل حضرتك قاموا من مقاعدهم وانتفضوا عشان شكوا إن واحد قال لهم اعملوا عمل، أنا مش عارف هما قلقوا من الكلمة، ولا قلقوا على إن ممكن يكون العمل في الكراسي، ولا إيه بالظبط؟ والراجل يتحايل عليهم اقعدوا يا جماعة، ما تسيبوش كراسيكم يا جماعة، ده إحنا تعبنا ودفعنا غالي للمجلس العسكري على ما عرفنا نجيب لكم الكراسي دي يا جماعة، مافيش فايدة، لغاية ما هددهم بإنه مش حايستأنف المناقشة غير لما يقعدوا، فاضطروا يقعدوا على الكراسي والراجل اعتذر، ووضح لهم إنه كان بيهرج، ولكنهم هاجوا وماجووا تاني لكن على مين المرة دي؟ لما قعدوا ثبتوهم كويس مافيش حد منهم قام فعرف الدكتور الكتاتني يكمل الجلسة في هدوء، وعشان ما تتكررش حكاية إنهم يقوموا وما يعرفوش يقعدوا دي، وما يرضوش يرجعوا يا دكتور اقترح عليك استصدار قانون إلزام العضو الراكب الكرسي في مجلس الشعب أن يربط حزام الأمان، وتكون مفتاح فك الحزام عندك على المنصة، وبكده تبقى ضمنت إنك مسيطر عليهم ويبقوا هما كمان ضمنوا إن مافيش حد تاني يقعد على كراسيهم، ويبقوا مأمنين كراسيهم ضد الأعمال السفلية، وربنا يسهل للجميع ويثبتهم على كراسيهم أزمنة سالمة وسنين عديدة.
المختصر المفيد يسقط يسقط إللي قاعدين ومتبتين في الكراسي.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com