بقلم: مينا ملاك عازر
لأكن محايدًا، عَلي أن أعترف أن كل ما هو آت ليُعد من إنجازات المجلس العسكري الذي قام بانقلاب يوم 20-3 الماضي، حين أصدر إعلان دستوري في مخالفة صريحة لنتيجة الاستفتاء التي لم تكن تصب في مصلحة بقائه على رأس البلاد رغم أنه كان يؤيده ويحلم بأن تأتي النتيجة هكذا، المهم المجلس العسكري أستطاع أن ينجز ما هو آت.
أن ينقل البلاد في خلال الفترة الانتقالية من مرحلة المرور من عنق الزجاجة التي كانت تحاول المرور منه خلال فترة حكم رأس النظام السابق – السابق هنا تعود على رأس النظام لأن النظام زي ما هو- أقول أنه نقل مصر من مرحلة العبور من عنق الزجاجة إلى المرور من خرم إبرة نظراً للحالة الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد، ليس بسبب الإضرابات والاعتصامات لكن بسبب عدم العدالة التي يتبعها المجلس العسكري بين فئات الشعب وعدم سماع النصيحة، وتحديد حد أدنى وآخر أقصى للأجور ليريح الكل، وعدم تأمين البلاد، وترك الداخلية تخلد للراحة لتعاقب الثوار على ثورتهم، مما أسهم في فرار السياح بأنفسهم من الانفلات الأمني المصتنع.
وبمناسبة الحالة الاقتصادية التي نمر بها، في بداية الثورة انهالت علينا وعود بقروض، ومنح ومعونات ومساعدات اقتصادية، لكن اليوم يتهرب الكل منا ويهرب المستثمرين منا، وتتردد البلدان قبل إقراضنا حتى البلدان العربية التي صعدت بالإخوان والسلفيين نحو سدة الحكم بدعم من المجلس العسكري سرعان ما تنصلت من وعودها، لا أعرف لماذا هل بضغوط أمريكية أم ماذا؟ لكنها اكتفت بدعمها المستتر للإخوان والسلفيين وهذا يكفي.
ساهم المجلس العسكري في رفع معدلات كره العالم لنا، ونظرة الدونية لتعاملنا مع حقوق الإنسان بمداهماته ومعاملته العنيفة مع منظمات حقوق الإنسان، ناهيك عن انتهاكه لتلك الحقوق في أثناء معاملته للثوار والمتظاهرين السلميين في الشارع، تلك المعاملة التي تفوقت على معاملة مبارك نفسه ورجاله في أول أيام الثورة.
وأيضًا من إنجازات المجلس العسكري أنه أستطاع تحويل شعار الثورة الذي رفعوه فور نزول الجيش المصري للميادين لحماية الثوار والثورة كما كانوا يدعون، من شعار الجيش والشعب إيد واحدة إلى شعار الجيش والشعب جيب واحد، وذلك بعد أن دفع البعض لأن يسعوا لجمع ما يوازي المعونة العسكرية الأمريكة التي كانت تقدم للجيش المصري بناءاً على اتفاقات، والتي يطالب البعض بتوقيفها نتيجة أفعال العسكر مع منظمات المجتمع المدني ونتيجة للمعاملات القاسية التي اتبعها المجلس العسكري مع المتظاهرين وشعبه.
وبمناسبة المعونة العسكرية الأمريكية لا أعرف لماذا بعد أن كنا نفهم أن ما توقف من معونة أمريكة كان موجهاً للجيش المصري صرنا الآن نتعامل مع الأمر وكأنه كان موجه للشعب المصري، وهو الذي إن صح فيكون المجلس قد حقق أكبر إنجازاته وهو أنه حول ونقل مصر في خلال الفترة الانتقالية من دولة تشحت على شعبها اعوذ بالله إلى دولة تشحت من شعبها!!
المختصر المفيد كفاية كده إنجازات، أرحلوا بقى كرهتونا في نفسنا، وكرهتوا طوب الأرض فينا كفاية كفاية كفاية أرحلوا.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com