بقلم: سحر غريب
في أحد الجرائد القومية الشهيرة طالعني عنوان غريب تحته مقالة أغرب، فقد جاء بها أن السباب والشتائم والألفاظ النابية تمنح القدرة على تحمل الألم، يعنى عدم المؤاخذة لو فرضنا أن حد عنده واوا في صباعه فكل ماعليه هو أن يشتم بكلمتين فيرتاح ويتخلص من الألم بسرعة، ومش مهم ضحاياه المشتومين المهم هو وجرحه.
وصاحب هذه الدراسة اسمه الأخ ريتشارد ستيفز وقد ذكر أن مصدر إلهام دراسته كان عندما شعر بآلام شديدة في أصبعه بعد أن أصابته المطرقة خطأ أثناء إصلاحه لنافذته مما دعاه لإطلاق وابل من الشتائم النابية وهو الأمر الذي خفف كثيرًا من أوجاعه، ثم قام ريتشارد وفريقه بإحضار مجموعة من المتطوعين وقام بإجراء تلك الدراسة عليهم فاكتشف أن السباب كنز دفين مهدور قيمته وريتشارد المستفز هو الذي اكتشفه.
وأنا أبلغ الأخ ريتشارد خليك في حالك وداري على نظريتك تموت، وحط في معلومك أن سائقي سيارات مصر هم أول من اكتشفوا هذه الدراسة حتى قبل ماتخرجها أنت للنور، انزل الشارع المصري في أي يوم عادي ستكتشف أنك تعيش بين أفراد شعب يعيش حياته كلها مجروحًا فيضطر غير آسفًا للجوء إلى التنفيس عن ألمه بإلقاء مايعادل 24 ساعة من الشتائم المتواصلة يوميًا.
نحن لسنا فى حاجة إلى تلك الدراسة فيبدو أن سائقي سيارات مصر وميكروباساتها وتكاتكها قد اكتشفوا تلك النظرية من تلقاء أنفسهم، وبدون شهادات دكتوراة ولا دراسات ولا نظريات، فما يحدث في شوارع المحروسة يدل على أن الشتيمة هي القاعدة والأدب هو الاستثناء.
حتى أنه من طووول عشرتنا مع الشتيمة إحنا ممكن نعبيها فى أزايز ونصدرها للمجتمعات المسكينة اللي مش بتعرف تشتم (ياي ناس مش من مستوانا) وبكدة نوفر عملة صعبة للبلد من سلعة متوفرة بشدة في مجتمعنا.
ولو فيه حد أهله نسيوا يعلموه يشتم إزاي؟ إحنا ممكن نوفر له دكتور في فن إلقاء الشتائم المصحوبة بالإيماءات والتوابل المطلوبة وسيكون مؤهلاً ومعاه دكتوراة على عجلة ميكروباس، وشوف أنت بقي مستوى المُتخرجين من تحت يديه هايكونوا عاملين إزاي، هايكون المتخرج ضليع في أمور الشتيمة متخصص في تفوير الدم، نابغة في سلاطة اللسان وجر الشكل.
العدد محدود سارع بحجز دورك قبل بدء العام الدراسي الجديد، ماتخسرش مستقبلك، والحق مكان، وبكدة معًا سنقضى أمية الشتائم بجهود ذاتية.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com