الشعب جاهز للديمقراطية أم لا؟ كان سؤالا تشكيكيا يطرحه رأس النظام السابق في محاولة منه ليؤكد أن الشعب المصري غير جاهز للديمقراطية ومن ثم يجب أن يستمر الاستبداد ويستمر مبارك في السلطة, لكن مع25 يناير كسر الشعب بأكمله نظرية الترويج أن الشعب المصري غير جاهز للديمقراطية.
ولكن بعد الثورة جرت في الجو المصري أحداث ووقائع جعل هذا السؤال يقفز من جديد, ولكن في هذه المرة لخدمة القوي الرجعية والفصيل الذي استهوي النظام السابق وفساده.
وكان هذا السؤال علي مائدة مناظرة حسمها المشاركون حيث رأي51.6 أن مصر مستعدة للديمقراطية, و48.4 رأوا أن مصر ليست مستعدة للديمقراطية, وذلك في ختام المناظرة الشهيرة برنامج مناظرات العرب الجديدة, التي يقدمها الإعلامي البريطاني الشهير تيم سبياستيان في القاهرة تحت عنوان ما مدي جاهزية مصر لتطبيق الديمقراطية.
جاءت هذه النتيجة بعد مناظرة استمرت3 ساعات متواصلة بين راجية عمران محامية وناشطة, ونادين عبدالوهاب ناشطة حقوقية عضو في حملة البرادعي.
ورأت راجية عمران عضو جبهة الدفاع عن متظاهري مصر ان مصر ليست مستعدة لتطبيق الديمقراطية وأن لديها عوائق تتمثل في سوء إدارة المجلس العسكري, وأن هناك أعدادا كبيرة من الشعب المصري يتعرضون للمحاكمات العسكرية بعد قيام ثورة25 يناير مؤكدة عدم انتماء غالبيتهم لأي أحزاب سياسية.
وأشارت إلي أن الديمقراطية كانت تحتاج إلي إعطاء الأحزاب الجديدة الفرص الحقيقية لنشر برنامجها بدلا من ترك الساحة لفصيل بعينه كي يسيطر علي المشهد وأوضحت أن الدولة لم يحدث فيها أي تغيير خاصة في بنيتها الهيكلية,فضلا علي أن الشعب المصري يحتاج إلي تطوير العملية التعليمية التي من شأنها تحدث تحول ديمقراطيا حقيقيا.
واتفقت كل من راجية عمران ونادين عبدالوهاب علي أن الإسلام والديمقراطية غير متعارضين, فالإسلام يدعو إلي الديمقراطية لكن المشكلة في القائمين عليه لا يؤمنون بالديمقراطية ولا يطبقونها.
وأوضحت راجية أن الأحزاب الإسلامية مارست التضليل في الفترات الانتخابية, وذلك لقلة الوعي لدي الشعب المصري, وختمت بقولها لا ديمقراطية أسفل مظلة المجلس العسكري.
وفي المقابل قالت نادين عبدالوهاب نائب رئيس حملة المرشح الرئاسي السابق محمد البرادعي إن مصر مستعدة للديمقراطية الآن لأن المصريين يعلمون جيدا كيف تأخذ مصر قرارها, كما أن الانتخابات أخيرا أكدت للمواطن أنه يمضي في طريق الديمقراطية والدليل أن الكثيرين بدأوا تعلم السياسات بشكل مكثف.
وتضامنت معها إحدي المشاركات في مداخلتها, حيث أكدت أن مصر مستعدة للديمقراطية وأن نزول الجماهير للميدان والتعبير عن أصواتهم وآرائهم السياسية المختلفة هو أبرز دليل علي الديمقراطية.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com