أثار عقد أول مؤتمر لـ"الميديا المسيحية"، اليوم السبت، والذي يتطرق إلى التحديات التي يواجهها الإعلام المسيحي، جدلا واسعا بين أوساط المفكرين وخبراء الإعلام، حيث رفض البعض مصطلح الإعلام الديني باعتباره "يمزق الوطن" ويؤدى للتناحر بين طوائف الشعب المختلفة، بينما رحب البعض بوجود مثل هذه التصنيفات الدينية في الأوساط الإعلامية، واعتبرها أمرًا واقعًا.
الإعلام الديني يتحمل مسئولية تاريخية
المفكر القبطي كمال زاخر، صرح لـ"بوابة الشروق" أن الدعوة إلى عقد مؤتمر للإعلام المسيحي، جاءت نتاج للواقع، حيث أصبح التصنيف الديني للإعلام أمرًا واقعًا، ولم يخلقه الداعون، مشيرا إلي الهدف من هذا المؤتمر لابد وأن يكون لضبط الواقع في هذه الوسائل الإعلامية.
وأشار زاخر، إلى أن هناك عبئا كبيرا يقع على عاتق وسائل الإعلام ذات التوجه الديني، وسوف تتحمل مسئولية تاريخية، لما لها من أهمية في تشكيل وعي الجماهير، خاصة وأن لها قاعدة شعبية لا يستهان بها، ومن الممكن أن تسير بالوطن إلى طريق اللاعودة أو تأخذنا نحو الاستقرار، خاصة وأن مصر تشهد مرحلة مرتبكة يتشكل فيها ملامح مستقبل مصر.
وشدد المفكر القبطي على أن البلاد تمر بمرحلة دقيقة "تستوجب أن نخرج من مربع الطائفية والتطرف إلى مجتمع المواطنة"، وطالب الداعين إلى المؤتمر تأكيد الخروج من إطار الطائفية للعبور بالوطن من هذا المأزق.
الإعلام الديني تمزيق للوطن
من جانبه، رفض الدكتور حسن عماد مكاوي، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة، وجود مصطلح الإعلام الديني سواء المسيحي أو الإسلامي، مؤكدا في تصريحات خاصة لـ"بوابة الشروق" على أن الإعلام الديني يؤدى لتمزيق الوطن، وتفتيت الشعب المصري، وترسيخ مبدأ التناحر بين أطيافه المختلفة، نتيجة لعدم وجود ضوابط تعمل بها مثل هذه المؤسسات الإعلامية التي تنتسب لهذا المصطلح.
وأضاف مكاوي، أن الإعلام ينبغي أن يخدم كل طوائف المجتمع دون تفرقة أو تمييز بين مسلم ومسيحي، مشددا على أن القوانين والتشريعات تحظر وجود إعلام ديني، وحتى وإن كان تحت مسمى عام كإعلام مسيحي أو إعلام إسلامي، فهو يؤدى لحالة من التفتيت لجموع الشعب المصري.
وطالب عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة بضرورة تفعيل القوانين التي تمنع قيام الإعلام على أساس طائفي، مطالبًا بتضافر جهود كل المؤسسات في مصر لمنع مثل هذه المسميات الإعلامية حتى لا يتم تدمير وحدة البلاد.
يذكر أن مؤتمرًا بدأ فعالياته اليوم السبت، تحت عنوان "اللقاء الأول للميديا المسيحية"، ويتطرق إلى الاتفاق على رؤية إستراتيجية موحدة للإعلام المسيحي، وسبل تحديث الخطاب الإعلامي، وتعميق الهوية القبطية.
ويشارك في المؤتمر ـ بحسب الجدول المعلن ـ كل من: د. جورجيت قليني، ود. شريف دوس، ونجيب جبرائيل، والمهندس مايكل منير، والمهندس عزت بولس، ومن أعضاء مجلس الشعب الدكتور أيهاب رمزي، ود. سوزي ناشد، ود. عادل فؤاد رمزي، والأب رفيق جريش، وجون كيرلس، ورانيا نصر الله، ونيللى غبور، وممدوح رمزي، ومدحت قلادة، ومعظم العاملين في شركات الميديا المسيحية من ممثلين ومخرجين ومنتجين.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com