ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

ليسوا متواطئين

د. مينا ملاك عازر | 2012-02-05 00:00:00

بقلم: مينا ملاك عازر
عزيزي القارئ، دعني أقف معك لحظة صدق في ظلال مهابة الموت، دعنا نكون صادقين مع أنفسنا.. إن المجلس العسكري ليس "متواطئ"، نعم كل من إتهمناهم ليسوا متواطئين.

وذلك للأسباب الآتية:
لأن ما جرى من مجزرة في "بورسعيد" حادثة طبيعية في كرة القدم؛ فكل مباراة في العالم تنتهي بمجزرة يموت فيها ما بين ثمانين وتسعين قتيل غير المصابين، كون بقى إننا ما كانشي عندنا بيحصل كده هذا لأننا لم نكن نطبِّق نظام الاحتراف بشكله الطبيعي، بأن نترك مشجعينا يحترفون في الآخرة، ويشجعونا هناك كما تفعل كل البلدان المتقدمة كرويًا.

لأن المجلس العسكري ووزارة داخليته سبق لهما وأن فشلا في تأمين الانتخابات مع أنهما أصرا على إتمامها، رغم أنها تزامنت مع أحداث دامية في الشارع، وبالتالي من الطبيعي أن يفشلا في تأمين الماتشات التي تكفلا بحمايتها حين أقرا بإعادة الدوري الموسم الماضي وحين اتفقا على بداية الموسم الجديد. ولأنهم فشلا في تأمين مباراة الأهلي وغزل المحلة التي نزل لملعبها جماهير أكثر بكثير من الجماهير التي اشتركت بمجزرة "بورسعيد"، فبالتالي كان طبيعيًا أن يفشلا أيضًا في حماية جماهير الأهلي ولاعبيه في "بورسعيد".

لأنهم غير قادرين على حماية مجلس الشعب، وتركوه لشباب الإخوان وميليشياتهم لتأمينه، مما يعني أن الإخوان أنفسهم يرون في المجلس العسكري والشرطة المصرية نموذجين للفشل الأمني، ناهيك عن الفشل السياسي باختيارهم للانتخابات أولاً قبل الدستور أولًا.

طب حضرتك حاتسالني بقى مين المسئول؟ حاقول لحضرتك. ببساطة المسئول هو لاعبي النادي الأهلي الذين انهزموا بالتلاتة وتركوا مشجعيهم يموتوا من الأهرة والحسرة على لاعبيهم!! أيوه هذه هي الحقيقة يا جماعة، ما جرى بـ"بورسعيد" ليس مجزرة قام بها بشر بل لاعبي الأهلي الذين انهزموا وبهزيمتهم اتأهر الألتراس الذين يشجعونهم، فأخذوا يلقون بأنفسهم من فوق المدرجات ويضغطون على رقاب بعضهم البعض ويطعنون أنفسهم.. نعم ما جرى كان حالة انتحار جماعي ليس أكثر ولا أقل.

عزيزي القارئ، حتتضايق مما سبق من حديث.. لا عليك، فإن كنت بتتضايق من هذا فمن المؤكَّد أنت ممن تعصبوا وتضايقوا ولم يعجبهم كلام المشير الذي قال للاعبي الأهلي المتسببين في الانتحار الجماعي بأن الشعب يعرف أولئك القتلى، وتعجَّب أن الشعب ساكت عليهم ليه؟.. وله كل الحق. إن أردت أن تعرف لماذا له الحق؟ فانتظرني غدًا لأقدم لك المفاجئة الكبرى.

المختصر المفيد، أيها العسكر شرطة وجيش، اغسلوا أيديكم فهي ملطَّخة بدماء شهدائكم، فدماؤهم أطهر من أن تلتصق بأيديكم النجسة.

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com