بقلم: د. إيهاب العزازي
ماذا يحدث في "مصر"؟ فبعد عام على ثورة الخامس والعشرين من يناير نعيش حالة غريبة من سيناريو مُحكَم لإحراق "مصر" وكافة مؤسساتها، ولا نعلم منْ وراء ذلك. ولكن السؤال: من المستفيد من ذلك؟ ومنْ يموِّل أو منْ يسعى لتطبيق السيناريو الأمريكي لتقسيم "مصر" كما ذكرت "كوندليزا رايس" أن الفوضى الخلاقة هي الطريق لتقسيم "مصر"؟؟.
كل يوم يزداد عدد الشهداء المصريين عبر مجازر وهمية لقتل الشعب المصري عبر حجج واهية وأفعال لا قيمة لها تدخل الشارع المصري في شبة حرب أهلية، سواء كصدام بين الثوار والمجلس العسكري أو صدام ضد الشرطة، وأخيرًا الصراع الجديد بين الثوار وشباب الإخوان المسلمين. ولكن هل لنا أن نسأل معًا ما هو سيناريو حرق "مصر"؟ ومن يسعى لتنفيذه؟ والجهات التي تموله؟؟.
وأعتقد أن سيناريو حرق "مصر" سيتم تنفيذه عبر الخطوات التالية:
- انتشار حالات والبلطجة والعنف ضد الشعب المصري، وحدث ذلك سابقًا في أحداث موقعة "الجمل" و"مجلس الوزراء" و"محمد محمود"، وآخرها مذبحة النادي الأهلي في "بورسعيد".
- انفلات أمني غير عادي يشمل الشارع المصري، عبر سرقات لبنوك وشركات، وخطف وقتل وتمثيل بجثث، وعمليات ترويع للمواطنين، مما يخلق حالة من الذعر في الشارع المصري.
- انفلات إعلامي ممنهج ينشر أخبارًا كاذبة ويثير قضايا تثير غضب الشعب المصري ضد الحكومة، وظهر ذلك واضحًا في منع الدكتور "الجنزوري" من دخول مكتبه.
- غياب أمني متعمَّد من وزارة الداخلية وأجهزتها، مما يخلق حالة من السيولة وعدم وجود رادع للمجرمين، مما يجعلهم ينتشرون بشكل غير طبيعي وفي كل محافظات "مصر".
- تباطؤ الحكومة في تلبية متطلبات الشارع المصري، وضعف حكومات ما بعد الثورة، ومحاولة الأجهزة الحكومية التقليل من طلبات الشباب، وازدياد معدلات البطالة وارتفاع الأسعار، مما يزيد الغضب الشعبي، وارتفاع حالات اليأس المجتمعي، مما يخلق رغبة عامة في الحصول على الحقوق باليد، مما يشكِّل خطرًا على الأمن القومي المصري.
- حالة كبيرة من الضعف الكبير للمجلس العسكري الذي أثبت أنه غير مؤهَّل سياسيًا، ويتعامل مع القضايا المصرية بنظام عسكري.
- صراع الأحزاب المصرية ما بين إسلامية وليبرالية، وانتشار حالات التشكيك والتخوين بينهم، والشعور القوي بحدوث صفقة لخيانة الشعب المصري.
- شعور عدد كبير من المصريين أن الثورة لم تحقِّق مطالبهم، وأن الجميع ضحى بدماء المصريين وضاعت أحلام الشباب في عدالة اجتماعية حقيقية.
الجميع يعلم الدور الكبير لأجهزة المخابرات المتعددة التي تعمل على تأجيج الفتن في "مصر" عبر تمويلات مشبوهة من أجل حرق "مصر" ودخولها في مسلسل تقسيم "مصر".
الجميع يعلم الدور الكبير لبعض الدول العربية والأجنبية في عدم استقرار "مصر" لإضعافها، وجميعنا يعلم عمليات تهريب السلاح المنتشرة في "مصر" سواء من حدودها الشرقية أو الجنوبية أو الغربية.
على جموع الشعب المصري أن يعلم أننا في فتنة كبرى، الجميع يعمل لمصلحته الخاصة، وكلنا خاسرون، ولكن علينا أن نحمي بلدنا بأنفسنا، وأن تعود اللجان الشعبية من جديد، وأن نترك السياسيين لصراعاتهم وحساباتهم الخاصة لنرى ماذا سيفعلون، وإن استمروا على تشتتهم وتفرقهم فسنغيرهم كما غيَّرنا نظام "مبارك" الفاسد.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com