أطلقوا عليها المرأة الحديدية لأن لها حضورا طاغيا وصلابة في الرأي ونظرة ثاقبة تدافع عن قضيتها وتأخذ الأمر علي محمل المسئولية وتشعر بأن لها رسالة في الحياة يجب أن تقوم بها فابنة حي شبرا عشقت العمل العام ووهوبت حياتها من أجل خدمة الآخرين.
وعندما وجدت أن الطريق لتحقيق مطالبهم هو دخول عالم السياسة لم تترد وخاضت معاركها بقوة حتي حفرت لها مكانة مميزة بين المخضرمين فأصبحت أول نائبة قبطية تدخل مجلس الشعب بالإنتخاب وعن دائرة صعبة لتحمل عبء تمثيل نساء مصر في برلمان لا يضم سوي تسع فقط.
المرأة مقصاة يا ريس بهذه الكلمات بدأت مارجريت عازر كلامها في أول جلسة بمجلس الشعب وقد أظهرت حضورا متميزا وكاريزما وأداء شجاعا كأنها ولدت لتكون نائبة عن الشعب وعلي ما يبدو أننا نحن النساء سنراهن بقضايانا عليها فهي شخصية غير عادية بدأت العمل السياسي بالمشاركة في تأسيس حزب الجبهة الديمقراطيقبل نحو خمس سنوات وكانت أول إمرأة تشغل منصب أمين عام حزب سياسي بالإنتخاب قبل أن تنسحب من حزب الجبهةحيث التحقت بحزب الوفدالليبرالي لتتولي منصب السكرتير العام المساعد في الحزب وإلي جانب ذلك فهي أول مراقب مصري يشارك في إنتخابات الرئاسة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وفازت بعضوية مجلس الشعب عن دائرة شرق القاهرة لتكون أول قبطية في تاريخ مصر تفوز بعضوية البرلمان. وعن شعورها في أول يوم برلمان قالت أشعر بفخر شديد والدموع فرت من عيني مع الاستقبال الحافل وهتاف الناس كلنا يد واحدة ولا أملك سوي تقديم الشكر للناخبين المصريين الذين منحوني ثقتهم الغالية ونسبة كبيرة من الناخبين المسلمين صوتوا لصالح القائمة التي أتصدرها وهو ما يعني أن المواطنة والكفاءة هي التي وجهت أصوات الناخبين بدون تحيز إلي لون أو دين, وعن تقييمها للإنتخابات قالت شهدت الإنتخابات الأخيرة بعض التجاوزات لكن مقارنة ما كان يحدث في عهد النظام السابق من إنتهكات صارخة للعملية الإنتخابية يجعلنا نتغاضي عن التجاوزات التي حدثت والتي تمثلت في تأخير فتح بعض اللجان وخرق بعض المرشحين لفترة الصمت الإنتخابي كما أن معظم لجان الفرز لم تكن مجهزة بشكل كاف. وعن ضعف تمثيل المرأة في أول برلمان بعد الثورة قالت من المؤسف أن معظم الأحزاب تعاملت مع المرأة كمالة عدد ولم ترشحها في مكان متقدم بالإضافة إلي الموروث الإجتماعي الذي يري أن المرأة غير كفؤة لممارسة العمل السياسي حتي أن التيار السلفي رفض وضع صور شخصية للمرشحات وإستبدل بها شعار الحزب وبطبيعة الحال لم تحصل أي قائمة حزبية علي أكثر من50% من الأصوات ومن هنا كان طبيعي جدا عدم فوزهن كما أن القانون المنظم للعملية الإنتخابية إشترط ترشيح إمرأة واحدة علي الأقل في كل قائمة حزبية ولم يشترط ترتيبها في القوائم والنظام الإنتخابي لهذه الدورة البرلمانية الذي جمع بين القائمة والفردي أدي إلي إتساع الدوائر الإنتخابية والمرأة لا تقوي علي تغظية التكلفة المادية بحيث تصل لكل الناخبين مثل المرشحين من الرجال, وعن أسباب نجاحها إعتبرت أن الأمر يرجع إلي إيمان حزب الوفد الذي تنتمي إليه بدور المرأة وقناعته بأن يضعها علي رأس القائمة بالإضافة إلي تاريخها السياسي والإجتماعي المعروف للجميع, وعن نظام الكوتة تري أن النظام السابق اساء استغلال نظام الكوتة لصالحه مما أضر به وعلي الرغم من ضعف عدد النائبات في البرلمان إلا أنني أعتقد أن النائبة المنتخبة من قبل الشارع أفضل بكثير من المعينة من قبل السلطة, وعن اكتساح الأغلبية من التيار الديني في الإنتخابات أكدت أن هذه الأمر لم يزعجها إطلاقا وأنها مؤمنة بالفكر الليبرالي وتحترم الإرادة الشعبية التي إختارات الإسلاميين وإذا أصاب التيار الإسلامي فستشكره وتساعده وإذا فشل فسيأتي الشعب بغيره لأن الشعب كسر حاجز الخوف, وعن تمثيل الأقباط في البرلمان إعتبرته ضعيفا جدا رغم أن هذه الدورة البرلمانية شهدت أكبر عدد من المرشحين الأقباط في تاريخ مصر لأن الأقباط لم ينخرطوا بشكل كبير في الحياة السياسية والحزبيةبالإضافة إلي ثقافة المجتمع المصري,وعن أهم القضايا التي ستطرحها في البرلمان قالت أنها معنية بقضايا المرأة بشكل كبير وكذلك الحدين الأدني والأقصي للأجور وحقوق الشهداء.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com