من خلال قصة حب تلاؤمها مشاعر رومانسية تطرقت الكاتبة الصحفية ماجدة إبراهيم إلى أهم قضايا المجتمع وهى الوحدة الوطنية، وذلك من خلال القصة القصيرة التى قامت بتأليفها ضمن مجموعتها القصصية "طعم الحرية"، وجاءت القصة بعنوان "رسالة إلى مريم" والتى قامت بإنتاجها فى شكل فيلم روائى قصير، أخرجه هانى فريد وقام ببطولته الممثل الشاب أحمد ضنجى، والذى عرض مساء أمس بمركز طلعت حرب الثقافى ضمن مجموعة من الأفلام التى وثقت لأحداث الثورة.
جاءت تفاصيل الفيلم لتعرض لنا قصة أعتدنا سماعها كثيرا وهى أن شابا مسلما أحب فتاة مسيحية ورغب فى الزواج منها، ولكن كان المغزى الاساسى من القصة هو التأكيد على فكرة الوحدة الوطنية، حيث يأتى أحد المشاهد الذى يعترف فيه الشاب للفتاة بحبه لها، إلا أنها تتركه ولم تفكر فى الأمر، وعندما اندلعت الثورة ونزل الشاب، للمشاركة فيها كان يشعر دائما بوجود "مريم" بجواره ويتحسس أنفاسها فى كل وجه يراه بالميدان إلى أن تأتى لحظة النهاية وتعرض صورة الشهيدة مريم فايق.
وأكدت إبراهيم أنها كانت تهدف إلى توصيل فكرة أنه لا فرق بين مسلم ومسيحى فى الشهادة، وكل من ضحوا بأرواحهم فداء الوطن شهداء، قائلة: أن نهاية الفيلم تعد بداية قصة الحب الحقيقية بين التى ستبقى أبدا بين كل مسلم ومسيحى.
وفى إجابتها عن سؤال لماذا لم تتناولى الأزمة بشكل أوسع لمناقشة القضية فى الدستور، قالت إن طبيعة الأفلام الروائية قصيرة ورسالة الفيلم جاءت فى ختامه، لتكون عبرة لأى شخص سواء مسئولا بالدولة أو مواطنا عاديا أن من ينزل للدفاع عن مصر ليست مسلما فقط ودم مريم يساوى دم محمد والكل سواء، وهذا أهم بنود الدستور أن عدم التمييز.
فيما جاءت باقى الأفلام الأخرى متنوعة ما بين توثيقية وتسجيلية وروائية لتصف ماحدث بميدان التحرير طوال الثمانى عشر يوما فى الثورة بداية من يوم 25 يناير وحتى يوم التنحى، وكان العامل المشترك فيهم إعلان عمر سليمان تخلى مبارك عن مهامة كرئيساً للجمهورية.
جاء الفيلم الأول وهو تسجيلى بعنوان "ماذا حدث فى مصر" إخراج معتز راغب، وإنتاج لورى فيليبس، وقال مخرج الفيلم أن المنتج وهو أستاذ فى حقوق الإنسان طلب منه أن يُعرف الغرب بالثورة المصرية من خلالهم كمصريين ومن خلال تحلايلتهم، حيث جاء فى الفيلم بعض النشطاء السياسيين الذين أسهموا فى المشاركة فى الثورة وكانت لهم مواقف قبل الثورة ضد نظام مبارك، كان من بينهم نائب البرلمان الحالى الدكتور عمرو حمزاوى، والدكتور إبراهيم درويش، ونشطاء 6 إبريل وكفاية، وأكد معتز راغب مخرج الفيلم فى بداية حديثه أن مصر الآن لا تحتفل بمرور عام على الثورة ولكنها تسعى لاستكمال ثورتها، مشيرا إلى أن الفيلم تضمن إجابة على أسئلة كان يطرحها الغرب يريد بها أن يتعرف على المعجزات التى قام بها المصريون فى الثورة وسر صمودهم، مشيرا إلى أن هذا الفيلم عرض بالبرلمان الإنجليزى، والكونجرس الأمريكى.
بينما قال مخرج فيلم "برد يناير" رومانى سعد أن عندما بدأ فى تصوير وكتابة الفيلم شعر وأنه يكتب فيلم رومانسى، قائلا إن الحب لا يكون بين الرجل والمرأة فقط ولكن بين المواطن وبلده، ولهذا اخترت الموسيقى التصويرية للفيلم رومانسية.
عبرت قصة فيلم برد يناير عن الطبقة المهمشة فى المجتمع المصرى وركز فكرته على سيدة بائعة أعلام لا تجد لبيتها بابا يحجز عنها وعن أبنائها البرد فتأتى بلوحة عليها صورة الرئيس المخلوع "مبارك"، لتحاول أن تسد بها الباب إلا أن أبناءها يشكون البرد أيضا، فى محاولة لتأكيد أنه لم يقم بمساعدة الشعب لا رمزيا ولا فعليا، إلى أن تقوم الثورة وتظل السيدة لم تعرف أيضا مصيرها ومصير أولادها.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com