بقلم : د.ممدوح حليم
لا شك في أنه هبت على مصر رياح عاتية غيرت فيها الكثير. لقد بدأ هذا التغيير منذ عقود بصورة تدريجية حين ضعفت السلطة الأبوية في المنزل. لم يعد الأب ذو سلطة قوية وعقابية تزجر وتنهر مثلما كان الحال في الماضي.
امتد الانهيار في السلطة الأبوية إلى المدرسة، حيث ضاعت هيبة المدرس، وضاقت المسافة بينه وبين التلميذ.
وأخيرا ً انهار النظام الأبوي التسلطي في مصر كلها، حيث سقط نظام مبارك القمعي ومعه أدواته التي كانت تثير الرعب مثل أمن الدولة وغيرها. ولم يعد أحد حاليا ً فوق النقد بما في ذلك قيادة الجيش وأجهزة الاستخبارات وغيرها.
إنني أعتقد أن ما حدث في المجتمع سينتقل حتما إلى الكنيسة. من المعروف أن التغيرات المجتمعية عادة ما تسبق التغيرات الكنسية، ستكون هناك قابلية الانتقاد، وضياع الهيبة إلى حد ما، واحتمال اهتزاز وانهيار النظام الإداري في الكنيسة، فهو نظام أبوي تسلطي لا يختلف كثيرا ًعما كان يحدث في البيت والمدرسة والمجتمع بأسره من ثواب وعقاب. ولكي نتخيل ذلك، انظر إلى وضع الراعي والقسيس في الكنائس الغربية لترى احترام الناس له، لكن المسافة ليست واسعة بينه وبين الرعية.
لكن كيف نتفادى كل ذلك؟
الحل في أن يتعامل الرعاة مع الرعية بالحب الكتابي النقي بلا رياء، وأن تكون هناك مشاركة حقيقية من المدنيين في إدارة شئون الكنيسة المالية والإدارية والروحية، مع توافر درجة عالية من الشفافية، وكذلك التخلص من النزعة التسلطية والانفرادية. الكنيسة ليست الرعاة فقط. وأخيرا ً نرجو مستقبلا ً مشرقا ً للكنيسة جسد المسيح وهو رأسها، وقد اشتراها بدمه لتكون ملكا ً له وحده إلى الأبد.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com