كتبت: ميرفت عياد
"إن الحلم بتشكيل جبهة تكون حائط الدفاع الأول عن كل إبداع في هذا الوطن هو حلم يراود الجميع منذ فترة طويلة، حيث شاءت الأقدار أن يجتمع العديد من الفنانيين من أجل هذا الهدف".. هذا ما أكَّده الدكتور "محمد العدل" خلال انطلاق المؤتمر الأول لإعلان تشكيل لجنة الدفاع عن حرية الإبداع بنقابة الصحفيين، والذي جاء تحت عنوان "مصر مصرية.. الدفاع عن حرية التعبير وحق المعرفة"، بحضور نخبة كبيرة من المثقفين والساسة والفنانين والإعلاميين.
حرية الإبداع والمرأة
وعن مساحة حرية الإبداع والمرأة، قالت المخرجة "كاملة أبو ذكري" إن خسائر المرأة المصرية مثل خسائر كل الشعب المصري، حيث لم تستطع المرأة أن تحقق أي مكاسب، بل إن كل أمنياتها في بداية هذا العام ألا تخسر المرأة في ظل التوقعات بحكم إسلامي مساحة حرية الإبداع التي اقتنصتها في الفترة السابقة. مشيرةً إلى أن المرأة شاركت في الثورة على اختلاف ثقافاتها، فهي مواطنة مصرية لها حق التظاهر، وهي جزء لا يتجزأ من الثورة، كما أنها قدَّمت ضحايا وشهيدات أيضًا للثورة. وتساءلت: كيف نتحدَّث عن انتصار للمرأة المصرية وهي التي يتم ضربها وامتهان آدميتها وسحلها في الشوارع على مرأى ومسمع من دول العالم؟.
المد الثوري
وألقى الفنان "محمود يس" البيان الخاص بلجنة الدفاع عن حرية الإبداع، حيث قال: "لقد حضرنا اليوم.. حضر منا بشخصه من حضر واعتذر من اعتذر لأسباب قهرية، غير أن ما يمكن الجزم به أن حجم الإجماع والتبني لأفكار جبهة الإبداع المصري جاء متماشيًا مع المد الثوري الذي تحياه مصر. لقد حضرنا ونحن ندرك أن ثورة 25 يناير هي أول ثورة حقيقية ذات طابع شعبي خالص هب ثوارها مستحضرين كل تراثهم الإنساني ليحرِّروا إرادتهم من الاستبداد وليطهروا أوطانهم من الفساد الذي أغرقها ويستردوا كرامة كانت ممتهنة من قبل نظام استعبدهم."
إرهاب العقول
وأكّد عدد من الحضور لـ"الأقباط متحدون" على عدم سماحهم بتغيير ملامح الشخصية المصرية أو نزع روحها الطيبة المتسامحة والراسخة منذ آلاف السنين، وعدم قبول أي فكرة من شأنها أن تحد من حرية الإبداع لدى الفنانين والمثقفين، وعدم السماح لمن لا يدرك قيمة الحضارة المصرية أن تمتد يدهم على تراث هذه الأمة التي استطاعت أن تحتفظ به عبر مراحل تاريخها المختلفة، معبرين عن رفضهم للدعاوى التي تتناثر هنا وهناك بالتكفير والإلحاد؛ مثل تكفير الكاتب العالمي "نجيب محفوظ"، أو الزعم بأن آثارنا الخالدة "أوثان" يجب تغطيتها، وغير ذلك من تصريحات المقصود بها إرهاب العقول حتى تعجز عن التفكير أو الإبداع، وهو ما لم يسمحوا به مطلقًا.
الثورة مستمرة
وأشار الكثيرون إلى أن لجنة الدفاع عن حرية الإبداع تعهَّدت بالعديد من الأمور، من بينها: عدم إخماد الثورة في ظل غياب العدالة الاجتماعية وتنامي الفجوة بين الفقراء والأغنياء واستمرار مسلسل تجويع الشعب وإفقاره لإلهائه عن قضاياه السياسية والاجتماعية والثقافية، وعدم إخماد الثورة في ظل وجود أعداد كبيرة من أبناء "مصر" الشرفاء داخل السجون لقولهم كلمة حق أو تعبيرهم عن آرائهم بحرية فيما يحدث في بلادهم، مؤكّدين أن الثورة المصرية مستمرة حتى ترتفع راية القانون فوق رؤوس الجميع، فالقانون يجب أن يتساوى الجميع أمامه بدون أي تمييز من أي نوع، وعندما يسود العدل ستُحفظ كرامة المصريين وكرامة الوطن.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com