وجه كاهن مسيحي انتقادات حادة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة (الحاكم) في عظة له بكنيسة السيدة العذراء مريم الدمشيرية بمصر القديمة (جنوب القاهرة)، تداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.
واعتذر القس يوحنا فؤاد راعي كنيسة السيدة العذراء مريم الدمشيرية عن مصافحته للواء حمدي بدين قائد قوات الشرطة العسكرية (التابعة للجيش) خلال القداس قائلا «قبل أن أبدأ، أريد أن أعتذر لكم عن حاجة حصلت ليلة رأس السنة». وتابع: «أثناء الصلاة، كانت الساعة 12 إلا ربع والإضاءة خفيفة شوية، فوجئت بمجموعة من كبار رجال المجلس العسكري جم، وواحد منهم سلم علي وباسني وقال لي أنا اللواء حمدي بدين قائد الشرطة العسكرية، وأنا بتأسف إني سلمت عليه وبوسته، وأتأسف إني اتصورت معاه، طبعا هما كانوا عاملين الحركة دي علشان يحسنوا المنظر، طبعا لازم تعرفوا أن أبوكو إنسان محترم ولازم يقول الحق».
ويتهم المسيحيون اللواء بدين بالمسؤولية عن قتل المتظاهرين المسيحيين في أحداث ماسبيرو يوم 9 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي التي خلفت 24 قتيلا، كما يتهمه نشطاء بالمسؤولية عن أحداث مجلس الوزراء التي اشتبك خلالها جنود من الجيش مع المتظاهرين وأدت إلى مصرع نحو 19 قتيلا.
ووجه القس يوحنا الشكر للإخوة من وفد جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة الذين ذهبوا للكنيسة لتقديم التهنئة بالعيد.
وأضاف «ما حدث خلال السنة اللي فاتت أحداث غريبة.. مش قادر أغير رأيي اعتبروه رأيا شخصيا.. الحق الحق والأبيض أبيض والأسود أسود، الله لا يكيل بمكيالين، ما نزعلش على أولادنا اللي اتهرسوا في ماسبيرو، ومانزعلش على أولادنا اللي اتهرسوا في محمد محمود ومجلس الوزراء.. ظلمة من قَتلوا هنا وظلمة من قَتلوا هنا، وظلمة من قَتلوا هنا».
وتطرق القس يوحنا إلى مخاوف المسيحيين من وصول الإسلاميين إلى أغبية البرلمان قائلا «خايفين من إيه؟ هايكونوا أسوأ من الحزب الوطني؟ أسوأ من حسني مبارك؟ إحنا خايفين من إيه؟».
وأضاف «ماذا سيفعل الإخوان المسلمون إذا مسكوا الحكم؟.. أعتقد أنهم لن يكونوا أسوأ من حكم مبارك، ورغم أن لديهم أساليب سياسية كثيرة ملتوية، لكن عندهم شوية ضمير ومصر تحتاج الآن لشوية ضمير».
وانتقد وصف المتظاهرين بالبلطجية، متسائلا «أحمد حرارة (الذي فقد عينيه الاثنين) بلطجي؟ دا طبيب ومن سن بنتي، كل اللي ماتوا في أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء دول ولادنا.. وأنا لم ألبس ملابس العيد اليوم حدادا عليهم».
ورأس الفريق سامي عنان، نائب رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وفدا يضم تسعة لواءات ذهبوا لحضور قداس عيد الميلاد في مقر الكاتدرائية المرقسية (المقر البابوي) بالعباسية (شرق القاهرة) يوم الجمعة الماضي، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الكنيسة، إلا أنه عندما وجه البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية (بابا المسيحيين الأرثوذكس) التحية للوفد العسكري خلال كلمته هتف بعض الحضور (يسقط يسقط حكم العسكر)، بينما قابل آخرون التحية بالتصفيق. وتكرر الهتاف عندما توجه اللواء حمدي بدين لمصافحة البابا شنودة عقب انتهاء العظة.
من جهة أخرى، قال المحامي ممدوح إسماعيل إن رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس أحيل للمحاكمة بتهمة ازدراء الأديان. وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «تحدد للمحاكمة جلسة يوم السبت المقبل أمام محكمة جنح بولاق»، مشيرا إلى أن عقوبة تهمة ازدراء الأديان في القانون المصري هي السجن لمدة عام أو الغرامة أو كلتا العقوبتين.
وقال إسماعيل «لا تعنينا العقوبة.. ما يعنينا هو تكريس مبدأ سيادة القانون، وأنه لا أحد فوق القانون سواء بماله أو نفوذه»، موضحا أنه أقام الدعوى ضد المواطن المصري نجيب ساويرس، وأن الأمر لا علاقة له بكون ساويرس مسيحيا، مضيفا «لو تعرض أحد المسلمين للسيد المسيح بأي إساءة سنكون أول المتصدين له».
وكان ساويرس قد وضع على حسابه في موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي على الإنترنت صورة اعتبرت مهينة للإسلام. واتهمت التحقيقات ساويرس بأنه تعمد إظهار رسم كاريكاتيري لصورتين لشخصية «ميكي ماوس» الكارتونية، ورسم على صورة منهما نقابا لامرأة والأخرى لحية وجلابية لرجل، القصد الواضح منهما هو الاستهزاء بأمر من الدين.
وشارك ساويرس في تأسيس حزب المصريين الأحرار، ذي التوجه الليبرالي، الذي خاض الانتخابات البرلمانية الحالية بمصر ضمت تحالف الكتلة المصرية الذي يضم أيضا حزب التجمع اليساري وحزب المصري الاجتماعي الديمقراطي.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com