بقلم: مينا ملاك عازر
أعزائي القراء، وحشتوني.. فلم نلتق منذ العام الماضي. كل عام وأنتم طيبين. أتمناه عامًا سعيدًا، تنتصر فيه الثورة على قوى الشر، وتتقدّم "مصر"، ويتحسن الاقتصاد، وتعود السياحة، وتزدهر الثقافة، وتستقر الأوضاع، ويرحل أصحابنا، وتنكسر شوكة المتطرفين والإرهابيين، ويعود الأمن والأمان.
اسمحوا لي أن أقول لكم بعض ما أراه، الأفضل والأسوء فيما يخص أحداث العام الماضي. أفضل ما جرى نزول الشعب للميدان، وأسوأه مغادرته للميدان في توقيت غير مناسب بعد ثقة لم تكن في محلها بالمجلس العسكري. أخطر ما جرى الانقلاب العسكري الذي تم في 11-2 وظنه الشعب انتصارًا للثورة، وكان انقلابًا عسكريًا على الثورة وليس على "مبارك". أول جريمة تفتيت للثوار كانت الاستفتاء على المواد الدستورية، والذي لم يؤخذ بنتيجته لأن نتيجته لم تكن في مصلحة العسكر، فلم يكن لهم مكان في دستور 1971، لذا صدر الإعلان الدستوري ليكن لهم مكان على سدة الحكم. أكثر من لا يتعلمون من أخطائهم العسكر الذين وثقوا بالإسلاميين ولم يتعظوا حين ساندوهم في الاستفتاء سابق الذكر واكتشفوا فيما بعد أنها توريطة لهم ليخرجوا من الحكم مبكرًا، ورغم ذلك استمروا في مساندتهم للإسلاميين ومشيهم ورائهم في أي طلب يطلبونه؛ مثل إجراء الانتخابات أولًا، وكل جرائمهم من هدم وحرق الكنائس، والتي بدأت بـ"صول" بـ"أطفيح" وانتهت- وأتمنى أن يكون هذا صحيحًا بـ"الماريناب".
أما أكثر الجرائم دموية، ما جرى بـ"ماسبيرو"؛ حيث اشتركت فيه المدرعات والدبابات لأول مرة لسحق المتظاهرين. ثم مذبحتي "محمد محمود" و"مجلس الوزراء". أكثر الجرائم خزيانًا ما قام به الجيش المصري ضد بنات وفتيات "مصر" بسحله وتعريته لعدد غير قليل منهن. أسوأ جمعتين هما جمعتي "قندهار" الأولى والثانية. أجمل جمعة كانت جمعة 27-5 التي كانت بدون الإسلاميين المتطرفين والإرهابيين. أكثر جريمة تكرارها وفعلها- ولو لمرة واحدة- أساء جدًا لقدرات الجيش التأمينية كانت جريمة تفجير خطوط الغاز لعشر مرات. النجاح الذي أساء للجيش قبل أن يكون في مصلحته نجاح الجيش في تأمين الانتخابات من البلطجية في حين أنه فشل طوال العام في صد هجماتهم، وفشل في نفس الوقت في أن يحمي المعتصمين من البلطجية في "التحرير". وأكثر ما جرى في هذا العام هو دم المصريين الشرفاء، وللأسف كان أكثر من دماء البلطجية الذين لم يجدوا من يتصدى لهم. وأكثر التصريحات دموية التصريحات الإقصائية التي أدلى بها معظم الإسلاميين ضد شركاء الوطن الأقباط.
وأكثر الفاشلين هو الدكتور "عصام شرف" الذي لم يستثمر ثقة الثوار به ولم يستند على شرعيتهم واتكل على العسكر، وباعوه فور تزايد أخطاؤه وثورة الثوار عليه، وضحوا به ولم يعرف أن الشعب أقوى من المنقلبين. وأكثر الناجحين "علاء عبد الفتاح" الذي كسر أنف المتكبرين والمتعنتين والظالمين الذين أرادوا قهره فقهرهم وأذلهم وأجبرهم على أن ينفذوا الصح الذي يراه- جدع يا علاء-. وأكثر المتلونين "الإخوان"، وأكثرهم بجاحة "السلفيون"، وأجرأهم الدكتور "أحمد حرارة" الذي فقد عينه مرة ولم يعبأ ونزل، وخسر الثانية واستمر في النزول للميدان. أما أشهر هتاف هو "الشعب يريد إسقاط النظام"- ولكنه لم يتم للآن للأسف-، وأجملها "يسقط يسقط حكم العسكر إحنا الشعب الخط الأحمر"، وأظرفها "يا أوباما يا جبان يا عميل الأمريكان"، وأقوى الإعلاميين "يسري فودة" و"إبراهيم عيسى" و"ريم ماجد"، وأخفهم دمًا "باسم يوسف" و"جلال عامر"- مع حفظ الألقاب-. وأفضل كوميديان الدكتور "حازم صلاح أبو إسماعيل"- المرشَّح المحتمل للرئاسة- وستعرفون غدًا- بإذن الله- لماذا.
وعلى المستوى الشخصي، فقد حدث حدث هام لي وهو أنني- ومنذ حادثة كنيسة القديسين وبسبب سقوط الشهداء وتناثر أشلاء المصابين- اندفعت لأكتب في الشأن القبطي الذي لم أكن أريد أن أغوص فيه لكي لا تكن شهادتي فيه مجروحة، لكنني ومنذ أن شرعت في الكتابة فيه ولم أتوقف لكثرة مآسيه للأسف.
المختصر المفيد، أتمنى أن يكون عام 2012 هو عام نصرة الثورة.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com