يتطلع الأقباط الأورثوذوكس في مصر للاحتفال بعيدي الميلاد ورأس السنة الميلادية هذا العام لكنهم على يقين بالحاجة لمزيد من الإجراءات الأمنية لتأمين احتفالتهم.
وقال القمص بولس نظير من كنيسة الأنبا أنطونيوس في حي شبرا بالقاهرة، "إن الاحتفال بعيد الميلاد ضرورة لا تلغيها أي ظروف أو أحداث مهما كانت".
وكشف لموقع الشرفة عن توجه لدى الأقباط هذا العام لحصر الاحتفالات برأس السنة والميلاد بالحد الأدنى من المظاهر الدينية فقط.
وأضاف "إن ذكريات الأقباط مع أعياد الميلاد ورأس السنة خلال السنوات الماضية غير سارة أبدا"، مذكرا بمجزرة نجع حمادى في ليلة عيد الميلاد من العام 2009، و تفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية في ليلة رأس السنة من العام الماضي والتي راح ضحيتها عشرات الأقباط بين قتلى وجرحى.
وقال "الكثير من المناطق بدأت بتشكيل لجان شعبية خاصة لتأمين القداديس في الأعياد، وذلك بالتعاون بين الشبان الأقباط والشباب المسلمين المنتمين إلى التيارات السياسية والمستقلين".
من جانبه، قال مينا متري، طالب جامعي في السنة النهائية في جامعة القاهرة قسم اللغات، إن أجواء الميلاد عادة ما تخيم على مصر بدءا من منتصف كانون الأول/ديسمبر وحتى منتصف كانون الثاني/يناير، حيث أن المسيحيين من الأقباط الأورثوذوكس يحتفلون بالعيد بالأسبوع الأول من العام الجديد، في حين تحتفل به الطائفة الكاثوليكية في 25 من الشهر الجاري.
وأكد أن الاحتفال بالعيد "ضروري وشبه إجباري مهما كانت الظروف".
وعن عادات الأقباط في العيد، وصفها متري قائلا "الأقباط يبدأون بتزيين شجرة العيد بعد انتهاء الصوم، أي في اليوم الذي يسبق ليلة الاحتفال بعيد الميلاد، وتقوم النساء بصنع الكعك والبسكويت حيث يتم توزيع معظمها على الجيران مسيحيين كانوا أم مسلمين، ويحرص البعض على تعليق الستائر وفرش السجاد".
وتابع "في منتصف ليلة العيد، يذهب الجميع إلى الكنيسة للمشاركة بالقداس وبعد تبادل التهاني يتوجه الجميع إلى المنازل للبدء بالولائم وعادة ما يكون التجمع في بيت العائلة، أي بيت الجد أو العم أو الخال الأكبر".
ومن أبرز الأطعمة التي تقدم في عيد الميلاد الديك الرومي والسمك وفطيرة اللحم والفتة وكعكة الفاكهة وفطيرة القرع.
"الاحتفال بعيد الميلاد لا يختلف إلا بطقوسه الدينية عن احتفال المسلمين بأعيادهم"
من جانبه، قال دكتور العلوم الاجتماعية في جامعة القاهرة، فهيم عبد السلام، في حديث للشرفة إن الاحتفال عند الأقباط بعيد الميلاد يصادف يوم 29 كيهك حسب التقويم القبطي وهو الموافق السابع من كانون الثاني/يناير، بعد صوم طويل يدوم 40 يوما.
وحول تاريخ العيد والاحتفال به قديما، أوضح عبد السلام أن "عيد الميلاد كان من اكبر الأعياد في العهد المملوكي حيث كان السلطان يحتفل به ويوزع الهدايا والمأكولات على الشعب، وكان الجميع يشترك بالاحتفالات التي كانت تقام في الأماكن العامة التي كان يتم تزيينها بالشموع والفوانيس والألعاب النارية".
أما زينة الأعياد، فكانت عبارة عن أغصان الأشجار والورود الحمراء والتي حل مكانها في المنازل والبيوت شجرة عيد الميلاد والزينة الاصطناعية المعروفة والأنوار بالإضافة إلى الورود الحمراء، وفقا لعبد السلام.
واستطرد قائلا "أما بالنسبة للعادات، فيتجمع المسيحيون في الكنائس في قداس منتصف الليل ليرنموا ترانيم العيد ويتلو الكاهن آيات من الإنجيل المقدس ويشرح معاني العيد، وتقرع أجراس الكنائس عند منتصف الليل تماما"، مضيفا "لكن في السنوات الأخيرة بدأت الأحداث الأمنية والسياسية تطغى على الخطب فيتم تضمينها هي الأخرى في خطبة العيد".
ولفت عبد السلام إلى أن الشكل العام لاحتفال الأقباط بعيد الميلاد لا يختلف إلا بطقوسه الدينية عن احتفال المسلمين بأعيادهم خصوصا عيدي الفطر والأضحى، "فالولائم وتبادل التهاني والزيارات العائلية هي نسخة واحدة لدى أتباع الديانتين، مما يدل على العمق التاريخي للعلاقة بين الطرفين على مدى القرون الماضية".
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com