ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

وسع طريق:عرض مسرحي يكشف الصراع الدائر بين بقايا النظام السابق والثوار

ميرفت عياد | 2011-12-12 00:00:00

الثورة مستمر لتحقيق أهدافها وعدم تفريغها من مضمونها والانقضاض على منجزاتها
تكشف المسرحية خيوط الفساد المتشابكة بين رموز النظام السابق
التأكيد على العمل وبذل الجهد من أجل النهوض بالبلاد وحمايتها من الفساد
العرض يجسد صورة واقعية لطبيعة المرحلة التى تعيشها مصر

كتبت: ميرفت عياد

قدمت فرقة "دراما تياترو" عرضها المسرحي "وسع طريق" على مسرح نقابة الصحفيين، بعد جولة كبيرة في معظم محافظات مصر، والعرض من إخراج خليل تمام وتأليف وأشعار الكاتبان المسرحيان على الغريب وصفاء البيلى، إضاءة أبو بكر الشريف، واستعراضات الفنان سيد البنهاوي، ويقوم ببطولة العرض مجموعة من الفنانين الموهوبين، الذين قاموا بتجسيد العديد من الشخصيات المتميزة، مثل دور الصحفي الشاب النظيف الذى لم يستطع أحد شراء قلمه أو تزييف ضميره، وشخصية نائب برلماني فاسد ومرتشٍ دخل تحت قبة البرلمان، بحثًا عن مصالحه دون أن يهتم بمصالح أهل دائرته التي ائتمنوه عليها، وشاعر تابع يأكل على كل الموائد ويكون ولائه لمن في يده السلطة فهو ليس له مبدأ، ورئيس تحرير منافق يأخذ شكل الحرباء ويتلون تبعًا لمصالحه، وبائع يلعب بالجميع ويحركهم كعرائس الماريونيت، وفلاح بسيط يعترف بارتكابه للعديد من صور الفساد الذي كان مجبرًا عليه، ومن هنا تتشابك تلك الشخصيات وتدور بينها الأحداث، لنتكشف كم الصراع الدائر بين بقايا النظام السابق والثوار.


خيوط الفساد المتشابكة
وتكشف أحداث المسرحية خيوط الفساد المتشابكة بين رموز النظام السابق، الذين استطاعوا عبر عقود طويلة أن يشوهوا كل جميل في حياة المصريين، محطمين كل حلم في تمتع المصريين بحياة أفضل، من خلال سوء إدارتهم لشئون البلاد التي اعتمدت على البحث عن مصالحهم، وتحقيق أكبر مكاسب شخصية لهم، بغض النظر عن تاثير هذا على أفراد الشعب الذي عانى من القهر والذل، والحرمان من أبسط حقوقه الإنسانية، وأُهدرت كرامته تحت وطأة عجلات السلطة والنفوذ، ولم يكتفوا بهذا بل أفسدوا مناحي الحياة السياسية عن طريق التزوير في الانتخابات لصالح أعضاء الحزب الوطني المنحل، وها هم اليوم بعد الثورة يحاولون تغيير جلودهم ليظهروا بشكل جديد يتناسب مع متطلبات هذه المرحلة.

 


حرية.. كرامة.. عدالة
وحول العرض التقى "الأقباط متحدون" مع بعض المشاهدين الذين أثنوا على العرض الذي يجسد صورة واقعية لطبيعة المرحلة التي تعيشها مصر في تلك المرحلة الانتقالية، كما أن العرض يثير العديد من الأفكار والأطروحات التي تجعل المشاهد يفكر بها بعد خروجه من العرض، مثل كيفية العمل وبذل الجهد من أجل النهوض بالبلاد، وحمايتها من مستنقع الفساد الذي كانت تغرق بداخله، كما أنها تخلق لدى المشاهد الرغبة في بذل كل غالٍ ورخيص من أجل استكمال أهداف الثورة من حرية وكرامة إنسانية وعدالة اجتماعية، خاصة وأن هناك من يريدون الالتفاف عليها وتفريغها من مضمونها والانقضاض على منجزاتها.

اللعبة السياسية
مؤكدين على أن الفلاح البسيط في العرض يمثل الأغلبية الصامتة، أو ما يطلقون عليه اليوم "حزب الكنبة"، وهو يمثل عددًا كبيرًا من الشعب المصري الذي لم يدخل اللعبة السياسية، ولم ينضم يومًا إلى أي حزب أو حتى جمعية أهلية، هذه الأغلبية الصامتة يحاول أصحاب الأفكار العقائدية أو السياسية التأثير عليهم وجذبهم لصفهم عن طريق العديد من الأساليب التي لا هدف منها سوى تحقيق مكاسبهم الشخصية البعيده كل البعد عن مصالح المواطن المصري الذي عاش لسنين طويلة مقهورًا.

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com