بقلم: فكرى نجيب أسعد
تعتبر قضية ندرة مياه النيل فى مصر قضية مركبة تضعنا أمام تحديات مستقبلية عديدة على الصعيد السياسى والإقتصادى والإجتماعى والأمنى والبيئى والدولى وغيرها، وأنها لا تخص وزارة بمفردها بل تخص كافة الوزارات بلا إستثناء.
وتتجسم ندرة مصر المائية المتفاقمة أو نقصها المائى المتزايد فى إنخفاض نصيب الفرد من المياه عاماَ بعد آخر عن حد الفقر المائى المقدر دولياَ ب 1000 متر مكعب / سنة، حيث يصل نصيب الفرد الحالى من المياه فى مصر بأقل من 700 متر مكعب / سنة وهو قابل للنقصان عن ذلك مع زيادة عدد سكان مصر على نفس الكمية من مواردها المائية المتجددة، كما يتجسم نقص مصر المائى فى مصر أيضاَ فى زيادة الفجوة المائية بين مصادر مصر المائية المتجددة والغير متجددة المحدودة وإحتياجاتها المائية المستقبلية فى الإستخدامات المائية المختلفة .
وأرى أنه من الضرورى أن تدخل مصر فى مجالات التنمية التى يقل فيها إستهلاك المياه كالعمل على إستثمار الثقافة لتوفير العملة الصعبة لمواجهة تحديات نقصها المائى المتزايد مع الوقت ومن أهمها التحديات الخاصة بالأمن الغذائى بإعتبار أن القرارت الخاصة بالمياه هى قرارت خاصة بالغذاء أيضاَ .
أرى أنه من الضرورى أن تسعى مصر فى إستثمارها للثقافة بالمساهمة فى زيادة تمويل منظمة الدولية ( اليونسكو ) التابعة للأمم المتحدة فى حالة أصرار الولايات المتحدة الأمريكية بوقف تمويلها لليونسكو بعد ما منحت اليونسكو العضوية الكاملة لدولة فلسطين وذلك بتقليل ما تساهم به اليونسكو لصالح مصر فى حماية أثارها.
فما الذى يمكن أن تقدمه مصر فى إستثمار الثقافة لمواجهة تحديات نقصها المائى ولمساعدة اليونسكو فى نفس الوقت بالتمويل لمواصلة دورها الهام نحو شعوب العالم ؟
أقترح بإقامة مؤتمر دولى لإستثمار الثقافة لصالح اليونسكو، وأقترح لمساهمة مصر بالتمويل لصالح اليونسكو ولصاح قضية ندرة المياه بها أن تسعى اليونسكو بوضع كتاب عن أفضل الأمثال لشعوب العالم بعد حزف ما هو مكرر منها وترجمته إلى اللغات المختلفة بما يحقق إستثمار لليونسكو أو بما يفتح مجال لمساهمة شعوب العالم لليونسكو بالعمل على شراء الكتاب وهو ما أثق بأنه سيكون من أفضل الكتب التى لا تستغنى عنها كل أسرة فى العالم .
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com