بقلم :زكريا رمزى زكى
أقول لمن هو قلق من صعود التيارات الاسلامية ونجاحها فى العملية الانتخابية فى مرحلتها الأولى . لماذا كل هذه الريبة والقلق من هؤلاء فلمن لا يعرف أنإختفاء مثل هؤلاء فى السنين السابقة هو الذى أعطى لهم الشعبية الجارفة التى يتمتعون بها الآن ، وأنهم هم من كانوا يديرون الرأى العام والشارع المصرى من خلف النظام البائد المهترىء الذى أعطاهم الفرصة لذلك ، الذى كان كل مايهمه هو الحفاظ على عرشه وإن استخدم أمثال هؤلاء فى الدعاية له فى بعض الفترات . فكنا نجد شيوخهم يخرجون ليحرموا أى محاولة للخروج على النظام ويدعون الشباب الى الوقوف صفا واحدا معه حتى يواجهوا المؤامرات الخارجية ( نظرية المؤامرة ) وأعداء الوطن من الداخل ( بناء على وجهة نظرهم ) فكان يثاب من يفعل هذا ويعاقب من يعصى والمثابون كانوا كثر . والآن ها هم هؤلاء الذين رأيناهم قبلا فى الخلف أصبحوا الآن فى الأمام بارادة الجماهير التى قد تكون مخدوعة فيهم وفى تقواهم وصلاحهم ،
فاعطتهم أصواتها لكى يجربوهم أو عن قناعة . المهم أن الفترة القادمة سنرى مثل هذه الوجوه تملأ الساحات السياسية رضينا أم أبينا لينكشف أمام الجميع ما كان مخفى وتتجلى صورة هؤلاء على أوضح ما تكون ويعرف العامة من الناس هل اختيارهم كان صائبا أم خاطئا . ويكتشفوا الجنى الذى كان يغازلهم زمانا ويعدهم بتحقيق كل أحلامهم هل هو حقيقى أم أنه من خرافات مصباح علاء الدين . الأقباط يخشون هؤلاء لكن أقول من هنا يا أقباط مصر لن يتغير حالكم عما قبل فكما كنتم تسيرون مع النظام السابق ستكملون مع النظام الآتى ، ان كنتم مهمشين فستستمرون على هذا التهميش وان كانت بعض حقوقكم مهدرة قبلا فستظل كذلك لأنها نفس العقلية ونفس المنهج ونفس الامكانات والقدرات .. أقول لكم لا جديد ستبنون كنائسكم بكل تعب وتعسف وتمارسون حياتكم المعتادة فى قليل من المضايقات وهو ما سيحدث مع الآخرين ..
أم الليبراليون فهم الفريق الثانى الذى يخشى صعود مثل هذه التيارات فأقول لهم أنتم معارضى الغد كما كنتم معارضى الأمس يمكن أن ينالكم بعض من التعسف والاعتقلات والتنكيل كما كان حادثا لكم بالأمس لكنكم لا تركنوا جانبا استمروا فى نشاطكم السياسى الذى لم يعطيكم أحد الفرصة لإقناع العقلية المصرية التى تربت على الخضوع للحاكم ورجل الدين أن المدنية هى أساس كل تقدم وحتى يؤمن بكم الغالبية العظمى من الشعب المصرى العظيم الذى وان كان قد أخطأ فى الاختيار هذه المرة لن يخطأ فى المرات القادمة وخاصة بعد أن يحترق الكارت الذى يحملوه ممثلى التيارات الدينية وهو التأثير بالدين وايهام البسطاء بأنهم ممثلى العناية الالهية الذين أؤتمنوا على تطبيق شرع الله على الأرض وهى لا تختلف عن فكرة الملك الفرعونى المقدس الذى يذبح الناس باسم الدين .
لكن أقول لهذه التيارات أن الشعب المصرى هو مفرمة للذين يلعبون بمستقبله ويخدعونه حتى ولو طال الزمان وأقوى هذه الأمثلة هى النظام السابق وما وصل اليه من عظمة وغطرسة وأخيرا انتهى به الأمر الى غياهب السجون فاحظروا هذا الشعب العظيم الذى وان ظهر بأنه مغيب الا أنه يلاحظ ويحكم جيدا على حكامه وان مصر ليست صومال اخر أو ليست مثل السودان او العراق أو أفغانستان والأيام بيننا لتثبت أنكم لن تختلفوا كثيرا عن سابقيكم
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com