بقلم: نسيم عبيد عوض
بعد ظهور النتائج الأولية للمرحلة الأولى لإنتخابات مجلس الشعب وتأكد حصول التيارات الإسلامية على غالبية ساحقة منها ‘الذى هو فتح جرح قديم ودمل عتيق يرجعنا الى عصور قد نساها الزمن ‘ خرجت علينا وسائل الإعلام تلطم الخدود بالنيابة عن أقباط مصر ‘ ووصفوا حالتنا بالخوف والرعب ‘ وبدأت سريعا ردود فعل من بعض الأقباط ‘ بعضهم يوصف ماحدث بالصدمة ‘ والآخر بالندم والكارثة ‘ وقد تسرع السيد عمرو موسى ‘ المرشح المحتمل للرئاسة ‘ الذى يتلون بلون مختلف كل يوم ‘ يصرح على وجه السرعة ‘ بتصريحات عن تطبيق الشريعة الإسلامية ‘ وغيرها من التصريحات المتسرعة من جماعة الإخوان والتى مازلت أسميها محظورة لأنها فى الحقيقة محظورة ‘ وأيضا من رئاسات السلفية ‘
خرجواعلينا بتصريحات كلها عجرفة وتخايل وكأنهم كسبوا الأرض وماعليها ‘ وكل هذه الفقاعات لا تهز شعرة من شعورنا ‘ لأن الحقيقة تخالف كل هذه التخوفات ومظاهر الرعب ‘ وأنا أتكلم عن الأقباط ‘ لأن هناك مسلمون كثيرين مرعبون من تصفية الحسابات بينهم وبين هذة التيارات الإسلامية ‘ وعنا نحن الأقبا ط فالأمر مختلف تماما ‘ لأننا شعب لا يعرف الخوف ‘ حقيقة نحن لا نريد لهذه التيارات الإسلامية أن ترى النور فى الحياة النيابية ‘ ولا لهذه الوهابية أن تغيم على ربوع بلدنا ‘ وسنظل نقاومها الى الأبد لأنه لا خلطة بين النور والظلمة ‘ولا بين بليعال وأولاد المسيح ‘ولكن فوزهم فى المرحلة الأولى أو فى باقى المراحل ‘ لا يخيفنا نحن الأقباط . وأقول لهؤلاء هل نسيتم شباب العمرانية فى الطريق الدائرى وميدان الجيزة ‘ شبابنا فى ميدان شبرا وروض الفرج ‘ نساء وفتيات الأقباط وثورتهم فى التحرير ‘ ومازالوا موجودين ‘ وجاهزين للثورة مرة ومرات ‘ فلا تقلقوا علينا ‘ بل على الذين إنتخبوا هؤلاء فى غفلة من الزمان.
المكسب الكبير والرائع لنا فى هذه المرحلة ‘ لقد خرج الأقباط من بيوتهم بأغلبية ساحقة ‘ خرج الزوج وعائلته يومى الإنتخابات ‘ وشاركوا فعليا فى إختيار المرشح المرغوب سواء كان مسيحيا أو مسلما ‘بدون خوف أو تخوف بل فى شجاعة وإقدام ‘ لم يهابوا أى سلطة عسكرية أو طائفية ‘ وإذا كان متوسط الإقبال على التصويت قد وصل الى من 60 الى 70 % بصفة عامة ‘ أما للأقباط قد وصل تواجدهم الى أكثر من 80% ‘ وهذه ظاهرة فى حد ذاتها مؤشر عظيم لمشاركة الأقباط فى الحياة السياسية‘ويكفى أن جميع التيارات الإسلامية قامت بكل وسائل التزوير لخوفهم من هؤلاء الأقباط المشاركون فى التصويت ‘ ويجعلنا نقول للجميع ‘ إحذروا الأقباط قادمون. فما هذا إلا مرحلة أولى ‘ ولن تتوقف حياتنا على أرضنا.
إن فتح الأبواب بكل حرية لجموع الشعب المصرى للمشاركة فى التصويت والترشيح والمشاركة فى الأحزاب المختلفة ‘ وبالشكل المبهر فى يومى الإنتخاب كان فوزا لثورة مصر ‘ وبابا مفتوحا لتحقيق الحرية والديمقراطية التى كنا نحلم بها من ستين عاما وأكثر ‘ ليعود الوعى للشعب المصرى ‘ ويخرج بدون خوف ‘ مشاركا فى إبداء رأيه ‘ وحتى لو كان فى المرحلة الأولى ‘ قادته التيارات الدينية الإسلامية ‘ ولكنه قد عرف الطريق ‘ فاليوم خرج مجبرا ولكنه غدا سيخرج بنفسه ليبدى رأيه ‘ وهذا مكسب كبير ‘ نحو الحرية والمشاركة الوطنية ‘ ولا خوف من فوز الإسلاميين هذه المرة ‘ فخروجهم على السطح ومشاركتهم سيعرف الشعب المصرى من هم وماذا يريدون ‘ فسنراهم فى المرات القادمة بعد إنكشفت وجوههم الحقيقية ‘ ونقول لهم أن الأقباط ومعهم المسلمين الذين فاقوا من الصدمة ‘ أنهم قادمون ليضعوكم فى مكانكم ‘هذه المرة إشتريتم الناس بفلوس البترول ولكنهم سيعرفون الثمن الباهظ وسيردون فضتكم فى قبور معتمة .
لأن مصر ليست دولة ظلام ‘ بل وطن يشع نورا وسلاما ‘ وفى ظل الحرية التى تتعمق يوما بعد يوم ‘ سيعيد هؤلاء الشيوخ الى أكواخهم ‘ لينتصر الرأى الحر .
والحقيقة أن الذى قاد هذه الحرية ‘ ومشاركة كل الشعب فى الإنتخابات بدون بلطجية أو عصابات الإنتخابات ‘ ورغم الحجم الكبير للتزوير ‘ فإن الذى أنعم على هذا الشعب بحرية الإنتخاب هم ثوار ميدان التحرير المستمرين فى ثورتهم ‘ ولا ننسى دم شهدائنا فهو الذى روى تربة الحرية وغذاها لتتعمق وتنمو الى ديمقراطية حقيقية ‘ قد يطول الوصول اليها ‘ ولكن سنصل فى النهاية.وهؤلاء الثوار هم الذين ومعهم الأقباط سيقفون بالمرصاد لهؤلاء الإسلاميين بالمرصاد ‘ ولن يدعوهم يفرضون رأيهم إو وصايتهم على شعب بلدنا ‘ والأيام قادمة ونحن قادمون‘ فقد عرفنا طريق الثورة ‘ وتنفسنا عبير الحرية ولو لمدة أيام ‘ولكن سنمسكها بيدنا ولن ندعها تفر المرات القادمة ‘ ليستنشق الوطن كله نسيم الحرية ‘ فلن نستبدل دكتاتورية الظلم بدكتاتورية هؤلاء الوهابين .
ولعمرو موسى ولغيره ‘ الأقباط يعيشون على أرضهم ولن يفرض أحد عليهم الشريعة الإسلامية ‘ فنحن لنا شريعة الحق ‘ ولن نخاف أن نجاهر بها ‘ ولن نكل الكفاح والجهاد ‘ فهذه حياتنا فى كنيسة المجاهدين ‘ لانخاف بعد ولن نتوقف عن الجهاد ‘ ولن ننصاع لقوى الشر فقد حررنا الإبن فبالحقيقة سنظل أحرارا‘ وأنت ياموسى لن ترى الرئاسة فى حياتك لأنك مرفوض من أرض مصر كلها ‘ فأنعم بغبائك وغوائك ‘ فما أنت إلا صورة طبق الأصل لأسيادك فى نظام مبارك ‘ تلون كما تشاء بعيدا عنا ‘ أما نحن فأقدامنا ثابته وراسخة ‘ لأن جذورها تمتد لألاف السنين فلا أنت ولا إسلاميينك سيحركون جذورنا قيد أنمله.
خروج شعب مصر والأقباط بهذه الصورة الحضارية فوز لمصر كلها ‘ وللأقباط على وجه الخصوص ‘ فقد عرفوا الطريق ‘ وخرجوا للمشاركة فى الحياة السياسية ‘ ولن يعودوا للخلف مهما حدث ‘ وكل ما حققه الإسلاميين من فوز فهو مؤقت بتوقيت محدد ‘ وحتى بأغلبية داخل مجلس الشعب ‘ محكومون بالمجلس العسكرى ‘ فالحكم بالإعلان الدستورى رئاسى وليس برلمانى ‘ بمعنى انهم لن يشكلوا أية وزارة لأن السلطة للمجلس العسكرى ‘ فالمرحلة الأولى هى تشكيل لجنة تأسيسية لوضع دستور البلاد ولن يكونوا وحدهم فى تشكيل هذه اللجنة فهناك كراسى للمعارضة سيشاركون فيها‘ وبعد إعداد الدستور ‘ ولو تغيرت فيه مادة واحدة ‘ فلابد من إعادة إنتخاب مجلس للشعب وفقا للدستور الجديد ‘ وفى ذلك الوقت سيعرف الشعب ومعهم الأقباط التصويت الصحيح ‘ فى إختيار نائبين لمجلس شعب حقيقى وليس مزيفا باللحى والذقون.وشباب الثورة فى التحرير وماسبيرو وجميع الليبراليين واقفين لهم بالمرصاد ‘ فلن تقع مصر فى شبكة الظلمة مرة أخرى ‘ ولهؤلاء أقباط ومسلمين الذين يبكون علينا نقول لهم إبكوا على أنفسكم ‘ فلن نبكى بل سنشارك كل أحرار مصر حتى ننفض عن بلدنا عباءة السواد التى تحلق فى اجواء الوطن لفترة وجيزة ‘ ثم سريعا ماتزول‘ وليحذر الجميع ..الأقباط قادمون.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com