وسط حشد سياسى بمنطقة "الزبالين" الفقيرة بالمقطم، استمع ديفيد إجناتيوس مع أهالى المنطقة إلى رسالة بسيطة مفادها: "لحماية عائلاتكم لابد أن تذهبوا للتصويت فى الانتخابات البرلمانية التى تبدأ أواخر هذا الشهر. وإلا ستقع مصر تحت حكم الإخوان الذين يحشدون أنصارهم".
وقد علا صوت أحد مكبرات قائلا: "محمد وجون يحتاجان للعيش معا"، مرددا أن على المسيحيين النضال من أجل تأسيس دولة ليبرالية معتدلة ومتسامحة. وأضاف المكبر: "ما لم تذهب للتصويت، فلا تلوم غير نفسك على العواقب".
ويرصد إجناتيوس فى مقاله بصحيفة واشنطن بوست من خلال هذه الزيارة الخاطفة "للمقطم" مخاوف الأقباط إزاء ما سيؤول إليه مستقبل مصر. وينقل عن دينا بشاى، أحد سكان المنطقة، مخاوفها من وصول الإخوان المسلمين للحكم وبالتالى مزيد من التهميش لافتة: "من المستحيل أن نعيش فى خوف دائم".
ويرى الكاتب الأمريكى أن التوتر الطائفى يقبع وراء الحملة الانتخابية التى تدور رحاها فى جميع أنحاء مصر . فالناس قد لا يتحدثون عن ذلك مباشرة لكنها نفس المخاوف التى تضرب معظم البلدان التى هزتها موجة الربيع العربى.
ويتساءل الكاتب هل كما ستمكن الديمقراطية الأحزاب الإسلامية عبر العالم العربى، سيكون هناك مستقبل قابل للحياة بالنسبة لمسيحى الشرق الأوسط.
وينقل الكاتب عن رفيقه فى الزيارة كريم أبادير، أستاذ الاقتصاد بلندن والذى عاد إلى مصر بعد الثورة ليكون جزءا من مصر الجديدة والذى أصيب أيضا فى هجوم الشرطة العسكرية على الأقباط فى ماسبيرو يوم 9 أكتوبر، قوله: "حينما يتحدث معى المسيحيون عن مخاوفهم بشأن المستقبل أقول لهم: أذهبوا للتصويت".
ورغم القلق الذى يسير فى ربوع مصر، يؤكد الكاتب أنه من خلال حديثه مع أقباط من مختلف أحياء القاهرة يشترك معظمهم فى أملهم فى أن تصبح مصر دولة ديمقراطية متسامحة دينيا. ومع ذلك وفى علامة أخرى على القلق المتزايد اكتفى الكثيرون ممن تحدثوا للكاتب بذكر أسمائهم الأولى.
وفى إشارة إلى عمق الجرح الذى ألم بالجسد المصرى تشير نسرين، التى تحمل الجنسية الكندية مع المصرية، إلى أن الكثيرين بدأوا يتحدثون عن مغادرة البلاد وبات القس فى الكنيسة يحاول تهدءة الناس بشكل دائم قائلا: "لابد أن نبقى ونأخذ مكاننا فى بلادنا". ونسرين لا تريد مغادرة بلادها حتى ترى ما ستسفر عنه الأوضاع فى الأشهر المقبلة.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com