يبدو أن الجمعة بعد القادمة ستكون مصيرية إلى حد كبير فى تاريخ وعمر الثورة المصرية، فبينما ظن البعض أن العملية الانتخابية قد تجعل من صخب الجمعة هادئًا، أو أنها قد تكون أولى خطوات نقل السلطة، وجد الكثير فى الدعوة لمليونية 18 نوفمبر الحالى فرصة عظيمة لتأكيد تواجده أو تأكيد رفضه لسير المرحلة الإنتقالية .
فقد احتشدت الأصوات للدعوة هذه، وعلت الحناجر مؤكدة على أن طريق الثورة فى خطر، ووجدنا بعض من مرشحى الرئاسة يؤكدون مشاركتهم فى المليونية المنتظرة، فقد تحدث من قبل الدكتور أيمن نور، على أن هذه الجمعة ستكون بمثابة "جمعة غضب جديدة"، ناهيك عن دعوة الشيخ حاوم أبو إسماعيل لتلك الجمعة، معلنًا رفضه كغيره كثيرون، لإسلوب إدارة العسكرى لمرحلة ما بعد الإطاحة بالرئيس السابق .
وربما جاء التوحد فى المنهج بين "العسكرى ومبارك" حسب وصف أيمن نور؛ حيث جاء القانون الإنتخابى على عكس ما طرحته الجماعة الوطنية، والتى كانت متمسكة بأن تكون القوائم بنسبة 100%، وحتى الحديث عن إيقاف تحويل المدنيين للمحاكم العسكرية، ليأتى تحويل الناشط علاء عبد الفتاح، ليفجر ويعلو بأصوات ربما إنتظرت كثيرًا أملاً فى وعود العسكرى .
لكن العامل الأكبر فى حشد مليونية الجمعة بعد القادمة، كان ولا يزال لإنهاء "حكم العسكر"، فقد باتت المخاوف تتزايد حول إمكانية أن يستمر العسكرى فى السلطة، خاصة بعد صدور مسودة المبادئ الدستورية "السيئة"، والتى باتت تعرف بوثيقة السلمى .
لكن فى الغالب مادفع بعض من مرشحى الرئاسة للقبول بفكرة المجلس الرئاسى المدنى، هو شعورهم بأن الثورة قد جمدت، محاولين إنقاذ ما تبقى لهم، فضلاً عن أداء حكومة شرف الضعيفة، أو عدم عودة الأمن .
فقد ذهبت الحملة الرسمية لـ حازم صلاح أبو إسماعيل، بالحشد الكبير للمليونية، ووضعت صوت الشيخ أبو إسماعيل - على البرومو الخاص بالدعوة لمليونية 18 نوفمبر، والذى حمل عنوان "كرامًا سنحيا"، وفى البرومو يبدأ أبو إسماعيل بقوله:" يشترون كرامة الناس بلقمة عيش الناس".
وأضاف أبو إسماعيل فى البرومو قائلاً :" أن الذين قرورا المشاركة فى المليونية.. إنما يقولون نرفض أن نعيش خرافًا أو نعاجًا، تربط بحبال المبادئ الدستورية التى تمنع حقهم فى إختيار دستورهم " مضيفًا " أن المشاركون ليسوا نعاجًا أو خرافًا ليوضع الدستور تحت سيف سلاح الجيش، قائلاً: "نحن قوم إما أن نعيش كرماء أو نستشهد فى سبيل الله".
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com