القمص متياس نصر، كاهن كنيسة العذراء، بعزبة النخل، هو أحد الأشخاص الذين أطلقت ضدهم الجبهة السلفية حملة قانونية لمقاضاته بتهمة إثارة الفتنة الطائفية، والدعوة للتمييز على أساس ديني، وتحريضه على العنف، في السطور القادمة، متياس نصر يرد على الاتهامات الموجهة إليه..
ما تعليقك على الحملة القانونية التي تقودها الجبهة السلفية ضدك؟
هؤلاء ناس نتركهم يفعلون ما يريدون، لأنهم لم يروا تحريضاً أو عنفاً ، أو غيره، دعهم يفعلوا ما يريدون، ويثبتوا ما يريدون إثباته، لكن نحن لدينا ثقة وإيمان بربنا، فهو يرى ويكشف كل ما في الظلام ويعلم النيات، ولذلك كل ما يقومون به ليس له قيمة، ولا يؤثر فينا من قريب أو بعيد، فما يحدث تحريض سافر ضدنا منهم لرجل الشارع، ويؤججوا نار الفتنة، في أحداث ماسبيرو كان هناك 100 ألف شاب مسيحي يسيرون في مظاهرة سلمية، لم يخربوا أي شيء، ولذلك أعتقد أن ما يقوم به السلفيين نوع من النية المبيتة غير النقية لتأجيج نار الفتنة، موضوع ماسبيرو لم يكن به أي شبهة طائفية لا مسلمين ولا مسيحيين، بالعكس استشهد 6 من إخواننا المسيحيين، وبالتالي كلامهم عن العنف لا يهزني.
كلامك يوحي بأن هناك أزمة وثأر شخصي بين السلفيين والمسيحيين؟
هي ليست أزمة بين المسيحيين والسلفيين، هي أزمة بين المسلمين والسلفيين، أزمة بين المصريين والسلفيين، بين السلفيين وغير السلفيين، عندما أكون مصرياً وأعتز ببلدي وأجد شخص يخرج ويقول أن الحضارة المصرية حضارة عفنة، أو يرفع علم بلد غير علم مصر في التحرير، ماذا أقول له؟، وكيف أتعامل معه؟، شخص يتكلم بشكل لا يظهر انتمائه لمصر، هو فقط لديه انتماء لدول شقيقه أو مجاورة، وليس لديه انتماء لمصر، السلفيون يرون أن مصر ما لم تكن بها تشدد وإسلام أصولي، فلا يصح أن تكون مصر، فالمشكلة بين السلفيين وغير السلفيين، وليست بين السلفيين والمسيحيين.
تقول أن المشكلة بين السلفيين والمصريين، لكن هذا لا يمنع أن السلفيين قوة كبيرة في مصر لا يستهان بها؟
هم موجودن في الشارع فعلا، وسر قوتهم ليس في عددهم، سر قوتهم فيمن أعطاهم القوة والحرية، من سمح لهم أن يكفروا علنا على شاشات التليفزيون، من أعطاهم الحق بتخريب عقول الشباب بأفكار لم نعتدها في مصر من الإسلام الوسطي.
من الواضح أنك تحمل السلفيين مسئولية الفتنة، لكن هذا ليس حقيقي لأن هناك قادة سلفيين يسعون لوأد الفتنة مثل الشيخ محمد حسان؟
الشيخ محمد حسان يقوم بذلك بمقابل، فعندما يذهب الشيخ محمد حسان لتهدئة الأوضاع في صول أو في قنا، المقابل أنه حصل على أصوات، وأصبح له وجود في الشارع، وأصبح يحل محل القضاة والشرطة ومؤسسات الدولة، في مقابل صنعه السلام، يأخذ مكاسب لم تكن له.
لكن الشيخ حسان له شعبية طاغية بين السلفيين وغيرهم، كما أنه لا يحتاج لها فهو رفض الترشيح لرئاسة الجمهورية؟
لكن هذا لا يمنع أن شعبيته زادت، وأنا لا أقصده هو بالتحديد، فنحن لم نسمع عن الشيخ عبد المنعم الشحات، إلا بعد أن شتم حضارة مصر، ولم نسمع عن الدكتور ياسر البرهامي إلا بعد تكفيره للمسيحيين في مصر.
إذا كنت تقول أن السلفيين يحصلون على مكاسب، فأنت أيضا حصلت على مكاسب من تصدرك المظاهرات بعد الثورة، فلم يكن أحدا يعرف عنك شيئا قبلها؟
وليكن، أنا لم أهاجم الإسلام أو شريعة المسلمين، أنا مواطن عادي وليس لي وجود ولا أحب الظهور، ما هو الدور السلبي الذي صنعته في مصر؟، مالم يكن هناك دور إيجابي، وأنا أعلم ماذا أفعل؟، كنت أتمنى أن ترفع ضدي دعوه مثلا لأنني أشتم مصر أو اقول طز في مصر، كان سيكون لديهم حق.
ما الحل إذا في هذه الأزمة الدفينة؟
يجب أن ننحي " مسلم ومسيحي " جانبا، وأن يكون الدين داخل المسجد والكنيسة، وأن تكون المواطنة هي الحل، وأن نترك الكلام للدولة.
لكن هناك تعتيم على ما يحدث داخل الكنيسة، على العكس من المساجد فهي مفتوحة للجميع؟
هل أنا كمواطن مصري من حقي أدخل المسجد لأتأكد من وجود أسلحة من عدمه؟، ليس من حقي تفتيش أي مؤسسة عامه، هذه مسئولية الدولة، السلفيون لديهم شك أن الكنائس بها مدافع "أر بي جي" ومدافع مضادة للطائرات هذا ليس موضوعهم، الدولة بها مؤسسات ومن حقها أن تفتش كما تريد، وليس من حق السلفيين أن يفتشوا الكنائس، كما أننا ليس من حقنا تفتيش المساجد، الكنيسة مؤسسة عامة تتبع الدولة، وهي وحدها من حقها أن تفتشها.
ألست معي أن المسيحيين ليس لديهم ازمة في دور العبادة بالنسبة لتعدادهم، فنجن لم نر مسيحياً يقيم الشعائر في الشارع على العكس من المسلمين؟!
المسألة ليست خاضعة لأكثر وأقل، هي خاضعة للدستور المصري الذي يكفل حرية العبادة، وحرية ممارسة الشرائع الدينية لكل مصري، أنا لدي أسرتين في أحد نجوع الصعيد ليس لديهم مكان ليقيموا فيه الشعائر الدينية، ومن حقهم أن يكون لهم مكان، ثم أننا حصرنا القصة في المسيحيين والمسلمين فهناك أديان أخرى من حقها أن تقيم الشعائر الخاصة بها، أما قصة أكثر وأقل فهو تكريس للتمييز، في أي مكان في مصر تريد بناء مسجد أو جامع تبنى دون المرور على أي موظف في الدولة "والشاطر يتكلم". كما أنه هناك حقيقة أخرى وهي أن المسيحيين لديهم مشكلة أخرى في الكنائس، مثل المسلمين الذين يصلون في الشوارع، فنحن نعمل القداس ويتم تفريغ الكنيسة ويبدأ قداس جديد وهكذا.
بناء المساجد ليس بالسهولة التي تتحدث عنها، فهناك تصريح يجب أن تتم الموافقة عليها؟
أنا لا أتكلم عن سهولة، بالمقارنة بالكنائس هذا الكلام ليس موجود، أنا لا أستطيع أن أقول أن المسيحي في مصر يأخذ حقه في بناء دور العبادة مثل المسلم. الواقع يقول هذا، نحن لا نحتاج أي دفاع لا عن المسلمين أو المسيحيين، الواقع يقول إننا في بلد بها تيار متشدد، لا يؤمن بالآخر ولا يؤمن بالمواطنة.
لكن لا أحد يستطيع أن ينكر أن مصر دولة إسلامية مثلما لا نستطيع ان ننكر أن أمريكا وفرنسا وإنجلترا دول مسيحية؟
لا يوجد هذا الكلام، الدستور الأمريكي لا يقول أن دين الدولة المسيحية، هي دول علمانية لا تؤمن بهذا الأمر، نرفض أن تكون للدولة هوية دينية.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com