تحول العالم إلى غابة فور التخلى عن اهم ما يميز البشر وهو الانسانية والمشاعر الطيبة
الشعور بالظلم والقهر كان المحرك الرئيسى لاندلاع الثورة المصرية
الاختلاف العقائدى او الأيدلوجي أو السياسي اوالثقافى لا يجب ان يقود إلى الكراهية والعداوة
اهمية السعى لإرساء ثقافة الحوار والتسامح وحقوق الإنسان في مجتماعنا
كتبت: ميرفت عياد
في إطار فعاليات اليوم الثانى من مهرجان الساقية المسرحى التاسع قدمت فرقة "تياترو" مسرحية "الجزيرة" وهى من بطولة محمد محمود عبد العزيز وتأليف عبد الفتاح البلتاجي، ومن إخراج عبد الله الشاعر، شارك في تقديمها محمد حسام، ورنا رأفت، ومصطفى صلاح الدين، وعزة محمود، ومحمود أبو زيد، وأحمد عبد القادر، وليلى حسني، ومعتز موسى، ومحمد فرحات، ومهند حامد.
العنف والوحشية
وتدور احداث المسرحية فى احدى الجزر التى يقطنها قبيلة من البشر منذ الاف السنين ، وافراد هذه القبيلة يفتقدون لحاسة الشعور بالاخرين فهم لا يمتلكون اى مشاعر إنسانية تمكنهم من الشعور بمن حولهم ، لا يبحثون سوى عن ذواتهم حتى لو كان هذا على حساب الاخرين ، ومنها باتت الجزيرة تعج بالعنف والوحشية دون اى نزعة ضمير ، وشاءت الاقدار ان يصل الى هذه الجزيرة احد الاغراب الذى يقع في حب ابنة حاكم الجزيرة فور رؤيتها ، ويشعر الغريب بحنين ومشاعر فياضة تجاه تلك الفتاه تجعله يحنو عليها ويبدأ فى تعليمها العديد من قيم الانسانية والرحمة والمشاعر والاحساس بالغير ، وبالفعل ينبض قلب الفتاه بالحب والحياه ، وتقرر ان تنتشل اهل الجزيرة من مغبة الكراهية والعنف وعدم الشعور بالاخر ، الا ان محاولتها باتت بالفشل فغلبها اهل الجزيرة بقسوتهم وشراستهم فعادت إلى ما كانت عليه.
الإنسانية والمشاعرالطيبة
واجمع العديد من ابطال المسرحية على ان هذه المسرحية تهدف الى الكشف عن نقاب الوحشية الذى بداخل كل انسان الامر الذى يؤدى الى تحول العالم إلى غابة فور تخيلهم عن اهم ما يميز البشر هو إنسانيتهم ومشاعرهم الطيبة ، ومن هنا يظهر اهمية حفاظ كل إنسان على مشاعره الطيبة والوئام والمحبة لأنها تعبر عن كينونته ووجوده وبدونها يفقد المجتمع معالمه الإنسانية ، ومن هذه المشاعر الشـعـور بـالحب وهو مفتاح جميع المشاعر الاخرى من صداقة والفه وارتباط وتراحم بين جميع البشر .
الظلم والقهر
وعن اهمية المشاعر الانسانية وتاثير غيابها لدى بعض الناس قامت الاقباط متحدون باستطلاع اراء بعض المشاهدين الذين اجمعوا على ان هناك انواع عديدة من المشاعر منها الشعور بالفرح الذى أصبح فى هذا الزمان كالأمنية البعيدة، والشعـور بـالأمل حيث ما أروع أن نحيا بالأمل ونمتلئ به فلولا الأمل لتشوهت المساحات البيضاء في داخلنا، وأصبحت مشاعر الحزن بلا نهاية خاصة وان هناك من الاحداث المؤلمة التى تحدث كل ساعة تزرع فى القلوب اشواك الالم ، اما الشعور بالظلم والقهر الذى عانى منه المصريين منذ عقود طويله فى جميع المجالات وعلى مختلف الطوائف كان المحرك الرئيسى لاندلاع الثورة المصرية.
ثقافة الحوار والتسامح
وعن انتشار ثقافة الكراهية والعداء للاخر اكد طارق مهندس على انه ليس من الطبيعي أن يقود الاختلاف العقائدى او الأيدلوجي أو السياسي اوالثقافى إلى الكراهية والعداوة بين الإنسان وأخيه الإنسان، ويكون هذا مدعاه مدعاة لانتهاك حقوق الآخرين، بل على العكس من ذلك تماماً، حيث يجب ان يعى الجميع إن الاختلاف بكل مستوياته ينبغي أن يقود إلى التواصل والتعارف وقبول الاخر ، ومن هنا تاتى اهمية السعى لإرساء ثقافة الحوار والتسامح وحقوق الإنسان في مجتماعنا ، فيجب ان ننظر الى الآخر على اعتباره مرآة ذواتنا، من خلالها نتعرف على خبيانا و صواب أفكارنا أو خطئها
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com