د. أبو غازى: غاندى ملهم المصريين الطرق السلمية لمقاومة الظلم والاستبداد

ميرفت عياد | 2011-10-26 09:28:47

العالم اليوم يحتاج إلي إعلاء قيم المقاومة السلمية واللاعنف
غاندي استطاع من خلال العصيان المدني ان يقود الشعب الهندى إلي الحرية
وحدة الهنود تحققت برغم اختلاف قومياتهم ومذاهبهم

كتبت: ميرفت عياد

" إننا نحتفل اليوم بمناسبة عظيمة ومهمة في وزارة الثقافة وهي إزاحة الستار عن تمثال الزعيم الهندي العظيم المهاتما غاندي ، الذي أصبح زعيماً للإنسانية كلها بأفكاره ومبادئه التي دعت إلي المقاومة من خلال اللاعنف " هذا ما اكده الدكتور عماد ابو غازى وزير الثقافة اثناء الاحتفال بإزاحة الستار عن تمثال نصفي من البرونز للمهاتما غاندي بالمجلس الأعلي للثقافة الذي يجمع مثقفي مصر من كل أطيافهم وذلك للتاكيد علي قيمة اللاعنف في السياسة والثقافة المصرية.
اليوم العالمي للاعنف
معربا عن سعادته باختيار الأمم المتحدة لذكرى ميلاد المهاتما غامدي في 2 أكتوبر ليكون يوماً عالمياً للاعنف ، لما لهذا الاختيار من دلالات عميقة في تقدير هذا القديس والرائد العظيم رسول الدعوة الإنسانية، حيث ان غاندي كان ملهماً لكثير من المصريين ولشعوب العالم التي أرتضت أن تقاوم بالطريق السلمي عدو الإستعمار والحكام المستبدين بالمقاومة السلمية والعصيان المدني، مؤكداً أن القيم التي حملها غاندي ورسالته الأنسانية قيم مازلنا نحتاج إليها اليوم أكثر من قبل ذلك ، خاصة وأننا نحتفل بهذه المناسبة بعد ثورة 25 يناير التي اعتمدت مبدأ اللاعنف والسلمية طريقاً لها .

حركة المقاومة الوطنية
واوضح ابو غازى أن المهاتما غاندي عرفته مصر منذ سنوات طويلة وكتب عنه أبرز أدبائها وشعرائها وكتابها منذ عشرينيات القرن الماضي، ويعتبر غاندي باعث الحياة في حركة المقاومة الوطنية بما كان له من دور فعال في جمع شتات الهنود ودفعهم من أجل هدف واحد، وهو تحرير وطنهم وإيجاد حل لمشاكلهم ومعاناتهم، فذابوا جميعاً في بوتقة واحدة على اختلاف قومياتهم ومذاهبهم وبهذا تحققت الوحدة بين الهنود على الرغم من الاختلافات بينهم .

سعد زغلول والمهاتما غاندي
واشاد أ.ر سواميناثان سفير الهند بمصر بالعلاقات المصرية الهندية في الثقافة والسياسة ومقاومة الإستعمار حيث انه في نفس الوقت الذي ظهر فيه الزعيم سعد زغلول باشا والمهاتما غاندي وتأثرا ببعضهما البعض وفي الحضارة القديمة التي قامت علي الزراعة منذ أقدم العصور علاقة وطيدة ونتطلع أن تمتد وتتعمق في المرحلة القادمة ، معربا عن سعادته باختيار الامم المتحدة الاحتفال باليوم العالمى اللاعنف ليوافق يوم ميلاد المهاتما غاندى الموافق 2 اكتوبر عام 1869م فى ولاية صغيرة بشمال غرب الهند ، وهو من أسرة ميسورة الحال وعلى مستوى عالي من الثقافة، وكانت أسرته تؤمن بفكرة عدم العنف بأي شكل من الأشكال، وعمل على نشر رسالة اللاعنف في جميع أنحاء العالم.

أبو الأمة الهندية
مشيرا الى أن غاندي هو أبو الأمة الهندية والزعيم السياسي الذي استطاع من خلال العصيان المدني وبراعته في المفاوضات أن يقود الشعب الهندي إلي طريق الحرية. مؤمنا بان سياسة اللاعنف لا تعني الجبن أو الخوف من المواجهة المباشرة مع العدو بل على العكس فهي وسيلة لإظهار ظلم الطرف الأخر وأساليبه القهرية ، وانقسمت مرحلة كفاحه إلى قسمين القسم الأول منها كان في "جنوب أفريقيا" حيث قضى هناك 21 عام ناضل فيها من اجل القضاء على التمييز العنصري الذي يتبعه البريطانيين ضد الأفارقة والهنود اللذين يعملون هناك، ما المرحلة الثانية فكانت في "الهند " حيث عمل على إعادة بناء الريف والقضاء علي العادات الإجتماعية السيئة وتمكين المرأة، وفى عام 1931 قام غاندي بزيارة مصر خلال جولته إلي لندن واستقبله المصريون إستقبالاً حاراً، وقام الشاعر المصري الكبير أحمد شوقي بتأليف قصيدة عن غاندي.

والجير بالذكر ان حضر الإحتفال السفير محمد حجازي مستشار رئيس مجلس الوزراء، ود. يحي الجمل النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء، سوشتيدا دوراي مديرة المركز الثقافي الهندي، كما حضر سفير الأرجنتين، صربيا، الإكوادور، وسفيرة استراليا، ود. شاكر عبد الحميد الأمين العام للمجلس الأعلي للثقافة، و حسام نصار رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، ود. صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية، بالإضافة للفيف من الإعلاميين والصحفيين وكبار الكتاب والمثقفين.