بقلم: عـادل عطيـة
"الفوضى الخلاّقة".. واحدة من نظريات فاسدة كثيرة، حاول البعض تمريرها إلى عقلنا، وأفعالنا.
اشار إليها الباحث والكاتب الأمريكي "دان براون"، قاصداً بها تكوّن حالة سياسية، أو إنسانية مريحة بعد مرحلة فوضى متعمدة الأحداث.
قالوا إنها نظرية تعود إلى مؤسسها "ميكافيللي"، الذي يقول في كتابه: "الأمير":
الشجاعة تُنتج السلم
والسلم يُنتج الراحة
والراحة يتبعها فوضى
والفوضى تؤدي إلى الخراب
ومن الفوضى ينشأ النظام
والنظام يقود إلى الشجاعة.
لكني أعتقد أن هذه النظرية، تعود إلى أبعد من ذلك بكثير.. فهي قراءة خاطئة للاصحاح الأول من سفر التكوين، الذي تطالعنا فيه هذه الكلمات:
"كانت الأرض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله يرف على وجه المياه"...
هنا الفارق..
فالله جعل من الفوضى شيء خلاق؛ لأنه قوة خلاقة لكل شيء، وفي خليقته نواميس، وانظمة، وهدف، وروح.
بينما نحن البشر، نحاول أن نصنع الفوضى التي نعتقد انها ستصنع شيئاً خلاقاً.. غير مدركين: أن من يزرع الفوضى لن يحصد سوى الفوضى.
"الفوضى الخلاّقة"، أولاً وأخيراً، نظرية شيطانية، تبرر انتشار فرق الموت، واعمال التخريب، واستخدامها في محق الشعوب والأمم والحضارة؛ ليقف أصحاب المصالح الشريرة على تلالها الخربة.
لقد بُدئ باسم "الفوضى الخلاقة" بربط أذيال الثعالب لإشعال النار فيها لتحترق وتُحرق.. ونحن نحتاج بشدة وبتوسل من أجل وقفة جريئة تعيد لذاكرتنا حصافة وبعد نظر زرقاء اليمامة، وثباتها. فكل الذين استهزأوا بحواسها، في الماضي، فقدوا كل شئ!...
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com