ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

ماذا بعد أحداث التاسع من أكتوبر ؟

د. فكرى نجيب أسعد | 2011-10-12 00:00:00
بقلم:  د. فكرى نجيب أسعد
 
   ترجع أحداث التاسع من أكتوبر بماسبيرو إلى أندساس بلطجية مأجورين وسط أقباط مسيحيين قاموا بمظاهرات سلمية للمطالبة بحقوق عادلة لهم تحت رعاية قيادات أمنية من القوات المسلحة . وقد حاولت العناصر المدسوسة بإسقاط هيبة مصر المباركة وأحداث فتنة فى الوطن وزعزعة الإستقرار فيه تحقيقاَ لمطالب عناصر خارجية لا تريد الخير لمصر وتسعى على أفشال ثورة 25 يناير المباركة ومبادئها نحو الحرية والديمقرطية والعدالة الإجتماعية وغيرها، وذلك خوفاَ من تكرارها لديهم. وقد أسفرت تلك الأحداث عن أهدار دماء ذكية لكثير من المصريين. 
لو رجعنا إلى الوراء فى أحداث تاريخية لنجيب فيها على السؤال : ماذا فعلت الخطية من أضرار مع من أرتكبوها ؟ وعلى السؤال التالى أيضاَ :  ماذا صنعت التوبة من ثمار طيبة مع خطاه تائبين ؟ وذلك بغرض دعوة خطاه ماسبيرو وغيرهم إلى التوبة ليتجنبوا أضرار خطاياهم عليهم، ولجنى ثمار توبتهم الصادقة، حيث أن  أكتمال التوبة ليس فى الكف عن الخطايا فقط بل فى جنى ثمار التوبة أيضاَ بإقتناء الفضائل والعمل بها .
فماذا فعلت الخطية ؟ 
 
أن الخطية لها أضرار عديدة على مرتكبيها كالقلق والحزن والكآبة، وفقدان السلام الداخلى والراحة القلبية الهادئة،  وإساءة العلاقة بالله  وبأبنائه ، وغضب الله ضابط الكل الذى لا يستطيع أحد أن يفلت من يديه، وجلب الخجل والخوف والأمراض لمرتكبيها، والحط من قدره وكرامة الإنسان،  وجلب العار على الأمم. ومن أضرارها : طرد آدم من الجنة وشعوره بالخوف، وجعل قايين يخرج هارباَ من مكان إلى لآخر وقلبه مضطرباَ ، وغضب الله على خليقته بالطوفان أيام نوح البار، وحرق مدينتى سدوم وعمورة بما فيهما وصارتا رماداَ، وحلول عقوبات وضربات إلهية أيام موسى النبى،  وإنقطاع الأمطار وحلول المجاعات فى أماكن عديدة فى أزمنة صعبة،  وسقوط شمشون المنذر من الله من بطن أمه. 
وماذا فعلت التوبة ؟ 
 
أن التوبة تفعل عكس ما تصنعه الخطية فهى كما عرفها الكثيرين : بأنها النصرة الإلهية على الخطية، غلبة الشر بالخير، الحيدان عن الشر وصنع الخير،  صلح مع الله ومع إتقيائه، تطهير ومحو للخطايا، تجديد قلب الخاطىء ، أصلاح ما أفسدته الخطية، بناء ما أهدمته المعصية، إعادة ما خسرناه بالخطية ، أستبدال حلة الأثم بحلة البر،  تهدئة غضب الله وطرد أعمال الظلمة عن الإنسان الخاطىء ، إقامة الموتى بالذنوب والآثام، بحر يغسل جميع الدنسين، رفع شأن الأمة بالحيدان عن الشر وصنع البر، أستبدال شهوة صنع الشر بشهوة صنع الخير، التحرر من العبودية وكل رباطاتها، السقوط بين يدى الله العادل ضابط الكل ، هبة من الله تريح الضمائر المثقلة بالخطايا، رد الخاطىء إلى رتبتة الأولى فى البر والتقوى وإعادته إلى سمة أولاد الله، إستجابة لصوت الله فى الإنسان لتعيد صورته إلى صورة خالقه، باب الرحمة المفتوح للذين يريدونه، فرح فى السماء لإقامة ملكوت الله بعمل الروح القدس النارى فى داخل الإنسان التائب. وما الذى جعل الرب أن يعفوعن مدينة نينوى العظيمة التى صعد شرها أمامه ؟ وما الذى جعل الله يعفو عن خطاه أنحرفوا بإرادتهم الحرة كموسى الأسود قاطع الطريق والقاتل ومريم المصرية العاهرة وصاحبة دعارة ؟ أنها التوبة الصادقة.  
 
أننا نصلى ونصوم من أجل توبة مرتكبى أحداث ماسبيرو ونطلب من الله الرؤوف الطويل الروح والكثير الرحمة أن يعطيهم توبة صادقة، وأن يغفر لهم خطاياهم، وأن يفتح عيون قلوبهم ليتعرفوا عليه ويحبونه وأن يتقوا الله ويعملوا بوصاياه فى صنع الخير والحيدان عن الشر، وقبول الآخر وأن يعطيهم قلباَ جديداَ، وأن يرشد الرب بروحه القدوس السلطات الحاكمة ويعطيهم حكمة فى إتخاذ القرارات اللازمة التى تجرم ما حدث من شغب فى ماسبيرو وغيره من الأماكن والعمل تحقيق مطالب الأقباط العادلة. وأن السؤال الذى طرحته هنا فى عنوان هذا المقال : ماذا بعد أحداث التاسع من أكتوبر ؟ وذلك بغرض دعوة خطاه ماسبيرو إلى التوبة والكف عن أرتكاب المزيد من الشرور وبغرض أيضاَ إتخاذ قرارات وقوانين مفعلة من جانب السلطات الحاكمة يتحقق منها مطالب الأقباط العادلة وذلك بلا تمييز بين مصرى ومصرى مازال له بقية بمشيئة الله.  
 
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com