ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

د. "عمار": هناك حالة من التوافق وتبادل المنافع بين الاستبداد السياسي والتدين المحافظ

ميرفت عياد | 2011-10-08 00:00:00
 
* وجود جمعيات خيرية مشتركة بين المسلمين والمسيحيين يزيد من أواصر التعايش المشترك. 
 
كتبت: ميرفت عياد
أقامت حملة "حمدين صباحي" الانتخابية، بمقر الحملة بـ"المهندسين"، ندوة بعنوان "مصر المستقبل"، شارك فيها د. "عمار علي حسن"- الباحث بالشئون السياسية والدينية، ومدير مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط.
 
وانتقد د. "عمار على حسن" تقسيم المسرح السياسي إلى إسلاميين وعلمانيين، مشيرًا إلى أن هذا التقسيم ظهر عقب دخول تلك الجماعات الدينية إلى الساحة السياسة، حيث أن القهر الأمني فى الماضي لعب دورًا هامًا في إبقائهم ككتلة واحدة، ولكن التمتع بالحرية سيظهر الاختلافات الكبيرة بينهم، وسيصبح الانقسام مصير تلك الجماعات الدينية، داعيًا جميع السياسيين لمواجهة الخطاب الديني التقليدي بخطاب ديني حديث متطوِّر مبني على فهم صحيح وعميق للدين.
 
نظام سياسي ديمقراطي مدني
وأكَّد "حسن" أن الثورة لن يُكتب لها النجاح، ولن تكتمل، إلا ببناء نظامًا سياسيًا ديمقراطيًا مدنيًا يعلي من قيم المواطنة وحقوق الإنسان، ويحقق للمصريين الكفاية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية، وتسود به دولة القانون وحرية الرأي والتعبير. مشيرًا إلى مدنية الثورة، لأن السقوط الحقيقي للنظام كان في الثامن والعشرين من يناير مع سقوط أجهزة الأمن، وهو اليوم الذي لم تشارك فيه التيارات الإسلامية، لافتًا إلى عدم تواجد أتباع التيار الديني في الأيام الأولى للثورة، خاصةً يوم 25 يناير، حتى حدث التحوُّل الكبير في مسار الأحداث في 28 يناير، ودخلت التيارات الدينية في مرحلة "تحصيل حاصل"- على حد تعبيره-.
 
الفرق بين الدين والتدين


وأوضح "حسن" أن هناك فارق كبير بين الدين والتدين، فالدين هو النص كما أُنزل والتدين هو كيفية تطبيق أو فهم النص، مؤكِّدًا أن هناك حالة من التوافقوالانسجام والعناق وتبادل المنافع بين الاستبداد السياسي والتدين المحافظ، فيحرص كل منهما على حياة الآخر، ويتحالفان معًا في وجه أي إرادة حقيقة تسعى إلى التغيير، لعلمهما التام بأن هذا التغيير يمثل خطرًا داهمًا على بقائهما ومصالحهما، وبهذا يترك التدين المحافظ العديد من الآثار على الأفكار والممارسات السياسية والاجتماعية. وأضاف: "إن دخول الجماعات السياسية المتطرفة ذات الإسناد الإسلامي في خصام ومواجهة مسلحة ضد السلطة الحاكمة، لا يعني تخلي هذه الجماعات عن توظيف الدين في خدمة الاستبداد، فمشروعها السياسي ومطالبها وشعاراتها لا تتفق مع التحرر الفكري والسياسي، ولا مع قيام العدالة الاجتماعية والحرية والمساواة، بقدر ما تسعى إلى إزاحة نظام حكم مستبد شبه علماني، واستبداله بنظام حكم مستبد على أساس ديني."
 
احترام العيش المشترك
وحول وصول "مصر" إلى درجة يخشى فيها من أن تنزلق "مصر" إلى حالة من الفوضى والاضطراب بسبب الفتنة الطائفية، أكَّد "حسن" في تصريح خاص لـ"الأقباط متحدون"، أن ما يجمع بين عنصري الأمة من روابط لايزال أقوى من العوامل السلبية التي تنخر في المجتمع المصري لتقويض العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، لافتًا إلى خطورة ترك الأمور على حالها دون علاج، خاصةً وأن المشكلة وصلت إلى الجماهير العريضة، التي كانت في السابق مثلًا في احترام العيش المشترك. 
 
وأشار "حسن" إلى أن هناك أكثر من وسيلة يمكن استخدامها في تعزيز التعايش بين المصريين جميعًا، منها: وجود حزمة من التشريعات التي تقنن التعايش وتدين ازدراء الأديان، وتضمين المناهج التعليمية ما يحض على التعايش ويحرص عليه، وتنقيتها مما قد يقود إلى كراهية الطرف الآخر، وبث قيم التسامح والاعتراف بالآخر واحترامه من خلال وسائل الإعلام، وايجاد جمعيات خيرية مشتركة بين المسلمين والمسيحيين.

 

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com