ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

رؤيا روحية مسيحية ..فى مواجهة الحالة السياسية

القس. أيمن لويس | 2011-10-05 00:00:00

بقلم: القس أيمن لويس

يشعر كثير من المسيحيين بنوع من الهلع والتوتر بعد ثورة 25 يناير وأحداث ميدان التحرير 29يوليو الماضى ، وإن كان الخوف والتوجس لدى المسيحيين له مدة تصل الى عدة عقود مند أيام حكم السادات الدى سمح لتيارات الاسلام السياسى فى ممارسة نشاطها بل وتشجيعها والتغاضى عن تجوزاتها بما فية الدعم الخارجى طالما بعيدة عن عرشة وخطتة مما ساعدها على تنظيم صفوفها وأشتداد عودها والاستقواء . ونظراً للتطور الدى حدث فى وسائل الاعلام أصبحنا نسمع ونرى كل أساءة وتعدى فأفتضح كثير من الاعمال والنوايا ، وما كان فى الصدور من بغضة وغل وكراهية ينادى به من المنابر ظهر بالتلفزيون ، يعمق الازمة شعور كثير من المسيحيين إن لم يكن عمومهم بقلة الحيلة أزاء هده الاوضاع المتردية الراهنه التى يرغب الاغلبيه فى أستبعادهم منها فالحقيقة ليس للمسيحيين أى تواجد أو تمثيل سياسى حقيقى وبالتالى ليس لهم حقوق .

 

فى ضوء كل هدا يأتى السؤال .. هل يقدم أيماننا أو نصوصنا الروحية كلمة أو رسالة فى مواجهة ما هو قائم ؟ وهل البحث عن الحلول الروحية هو هروب من الواقع والمأزق ؟

أبدأًَ .. ليس بحثنا فى كتابنا وعقيدتنا مهرباً نتيجة للشعور بالعجز ، بل لأننا نؤمن بكمال الوحى الدى نستمد منه تعليمنا وهدايتنا أنه كتاب روح وحياة ، ولأن أيماننا فى تكوينة أيمان معجزى رغم تشجيعة على التدبر ، فنحن نؤمن ونثق بتدخلات الله المعجزية العجيبه فى الاحداث الزمنية ، لدا فالمؤمنون الحقيقيون لا ترهبهم ما يعده الاشرار من قوة أو من رباط الخيل ، ولا تؤثر فى ثباتهم مثل هده الاحداث لأن ثقتهم فى الههم عظيمة ، أما الضعفاء فى الايمان هم فقط من ترتعش فرائصهم وتصير ركبهم مخلعة وايديهم مرتعشة عندما تأتى الشدائد والاضطهادات ، فهؤلاء لا ترى عيونهم إلا الارضيات وليس لهم نصيب بالسماويات . ففى كتابنا المقدس العظيم الغالى العديد من الايات والقصص التاريخية الحقيقة التى يقدم لنا الرب من خلالها الاجابات التى تبث السلام والطمأنينة فى قلوب شعبه .

 

كما يقم لنا العديد من النظريات الروحية مع نمادج تطبيقية وهى عبارة عن ثوابت العقيدة مثل : غفران الله لخطايانا مرتبط بغفراننا للاخرين مت9:6 . ولانجازى أحدأً عن شر بشر ، ولا يغلبنا الشر بل نغلب الشر بالخيررو17:12 . وأنة سيكون لنا فى العالم ضيق ، لكن لنا الغلبة يو33:16 . . .الخ . بمعنى أن الام الزمان الحاضر حقيقة معلنة وأنة سوف نكون مضطهدين ، لكن ..غير متروكين ، وان حياة الايمان لها تكلفة على الارض ، وحمل الصليب فرض عين . فى المقابل هناك مئات الشواهد الكتابية التى تحدثنا عن معية الرب معنا ووعود حمايتة لشعبه وللكنيسة "كل آلة صورت ضدك لا تنجح"أش17:54. ومن الحقائق مند ظهور المسيحية حتى تاريخة أنها تواجة كل صنوف الحروب والمقاومة ، وفى الوقت داتة لم تواجة المسيحية هدة الافعال بنفس المنطق والاسلوب بل بتسامى ورقى بحسب جوهرها المحبة 1كو13، إلا أنة رغم كل هدة المعوقات تنمو وتزدهر وتزداد بريقاً وأنتشاراً.ومن المهم الاشارة ألية ، إن كنا دكرنا أن الام والاضطهاد من الامور المقررة فى رحلة الايمان والمعلنة بالوحى ، وإن كانت المسيحية تتسامى عن غريزة مواجهة عنف الاضطهاد بالعنف ، إلا أنها تقر المقاومة بالطرق السلمية والمشروعة كما تدين التفريط فى الحقوق {أنظرأع32:26،يو23:18{ْ.

 

عزيزى القارىء .. دكر الوحى فى سفر الملوك الثانى الاصحاح السادس بدء من عدد 8-23، حدث شديد الدلالة فى هده الاجواء . وقبل البداء بالخوض بالتأمل فى أبعاد القصة وتوضيح مقاصدها ، أتدكر سؤال كان قد سئلنى إياه أحد المراسليين من غير المسيحيين أثناء عملى بخدمة المتابعة بالراديو ، إن كتابكم المقدس أشبه بكتاب الف ليلة وليلة ، فهو مليء بالقصص أكثر من الاحكام والفروض ؟ وهو أيضاً ما قالة للسخرية شيخ يشتهر بأسم أبو أسلام . والسؤال كبير وعميق ولكن ادكر اليوم أجابتى على الشق الاول منه .. وهو لمادا مثل هده القصص ؟
أولاً . كل كتب الاديان بها قصص وسير الانبياء .
ثانياً .القصة توثيق بصحة الوحى أدا ثبت صحتها جعرافيا وتاريخاً .
ثالثاً . تعريف المؤمنون كيفية معاملات الله مع شعبه وما له من أهمية .
رابعاً . تقديم عبر حياتية يعتبر بها المؤمنون لنفعهم فى حياتهم اليومية .

 

عودة للقصة .. أسئلك عزيزى القارىء قرائتها قبل متابعة المقال . تروى القصة أن ملك أرام يتربص ويتحرش ويتآمر هو وأتباعة بأسرائيل الدى يرمز فى العهد الجديد لشعب الرب .. فهو يرتب ليصنع بهم شراً ، ويقيم الكمائن ، لينال منهم لأبادتهم ، أنها رسالة لكى نفهم أن روح الشر تجاة اولاد الله الحققيون مند القديم امر معلن ، وهدا ما يعرف بالحرب الروحية أف 11:6-20 . إن ما يحيك بنا من تدابير مغلفة بمشاعرالكراهية للتضيق علينا أو لأعاقة تقدم أيماننا أنما هى خطط الشيطان ، وبنظرة معاصرة نجد أن تدابير وأفعال التيارات الاسلامية المتشددة تجاة المسيحية والمسيحيين هو ما كان يفعلة الاراميون تجاة شعب الرب . وقد ينجح الاشرار إلى حين فى تكدير شعب الرب . وهنا سؤال .,. لمادا يسمح الرب بكل هدا ؟ وهدا موضوع كبير . فى عجالة أدكر شاهدان للاجابة على السؤال "ولأجل دنوبنا قد دفعنا نحن وملوكنا وكهنتنا ليد ملوك الاراضى للسيف والسبى والنهب وخزى الوجوة كهدا اليوم"عز7:9 ، "وجميع الدين يريدون أن يعيشوا بالتقوى فى المسيح يسوع يضطهدون"2تى12:3 ، ومن الجدير بالملاحظة أن العدو الشرير الدى يتوعد أولاد الرب ، يتسم دائما بالغلظة ، ويفتخر بجبروته وكثرة عدده وعتاده ، شعارة وأعدو لهم ما أستطعتم من قوة لترهبوا عدوكم ، وهدا ما يدكرة الكتاب فى القصة " فأرسل ألى هناك خيلاً ومركبات وجيشاً ثقيلاً" ع14 ، وهدا ما رأيناة فى أحداث صول وأمبابة وعزبة النخل وعين شمس وغيرها وهو كثير .. والعجيب أيضاً أن هدا الشرير رغم كل ما يملك ، إلا أنة يفتقد للسلام والطمأنينة فهو دائماً مضطرب ومدعور ومنزعج فى داخلة .

 

إلى هنا نأتى لنتسائل بغرض التحليل . ياترى ما هو موقف المسيحيين المسالمين إزاء هدا الظلم وهدا التكتل الرهيب ؟ . فى وسط هده الاجواء ينقسم شعب الرب المسيحيون ألى فريقين لا ثالث لهما ، هما فريق اليشع وهم الاقلية ، ، والاخر فريق جيحزى وهم الغالبية ، كل منهم له رد فعل مختلف تجاة الاحداث ، الاول يمثل المؤمن الحقيقى القوى وهو من له شركة مع الله هو كليم الرب يتحاجج معه ، يسمع صوته ويعرف مشيئتة ، يعلن له الرب رؤى يفضح بها تدابير الشرير يرى ما لا يراه الاخرين هكدا كان اليشع ،لايرتعد ولا ترهبة جموع الجيوش المصتفة ، رغم أنه اعزل وضعيف البنية ، مثل داود فى مواجهة جلياط ، فهو لايجيد فنون القتال وسفك الدماء ، ولايستخدم أدواتها ولا يريد . فقط سلاحة ما ورد فى رسالة أفسس الاصحاح السادس . منطق الحق ،ودرع البر ،وإنجيل السلام ، وترس الايمان ، وخودة الخلاص ، وسيف الروح ، والدعاء والصلاة ، يعرف أنة "لا بالقدرة ، ولا بالقوة ، بل بروحى قال رب الجنود "زك6:4 وأن "فضل القوة لله لا منا"2كو7:4 . أما الفريق الاخر الاكثر شيوعاً وهم المسيحيين الاسميين الدين لايعرفون شىء من كلمة الرب متدينين لايعرفون من المسيحية إلا الطقوس والشكليات كل ما يشغلهم أهتمامات الجسد وليس لهم علاقة بعالم الروح ، ترهبهم جداً كل مظاهر التهديد والاضطهاد يهرولون للهجر وأخرين عرضه للسقوط فى الارتداد عند الشدائد والضيقات يصرخون "آه يا سيد .. كيف نعمل ؟" عيونهم لا ترى معاملات الرب ولا يسمعون ما يقولة رجال الله "لا تخف ، لأن الدين معنا أكثر من الدين معهم" .

 

الاحباء المؤمنين ،واجبكم تشجيع كل من هو جيحزى ،صلوا لهم ومعهم ، شددوا القلوب الضعيفة والايادى المرتخية والركب المخلعة ، وحدوا الصفوف ،نادوا بخلاص الرب القريب ،نادوا بصوم وصلاة لانة زمن الضيقة ، واليشع ليس بالضرورة هو من رجال الدين ،أو القيادات الدينية البارزة ، بل هو كل مؤمن حقيقى . والحدر من الانسياق وراء أعمال الجسد تحت شدة الضغوط مثل ما قالة ملك أسرائيل "هل أضرب ؟ هل أضرب يا أبى ؟" بل نصبر حتى المنتهى متمسكين بسمو عقيدتنا ورقيها وتحضرها ،متمثلين بنبينا وكاهننا وملكنا يسوع المسيح المجيد ، نشتم فنبارك . نضطهد فنحتمل ، يفترى علينا فنعظ بالمحبة .

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com