بقلم: نبيل المقدس
قضينا وقتا طويلا انا ومجموعة الأحباء والأصدقاء والذي لم نتقابل حتي ولو مرة .. ولم نري بعضنا البعض .. ولا حتي نعرف إن كنا نتحادث من خلال هذا الموقع أن كان هذا الصديق يكلمنا من الخارج أو من الداخل .. والكثير منهم يكتبون بأسماء حركية .. حتي الذي يكتب بإسم حقيقي , لا نعرف إن كان هذا هو اسمه الحقيقي أو ايضا حركي ... لكن الأمر الذي يربطنا ببعض 4 سنوات هو مبدأ حب إيماننا وحب مصر وطننا .. يذهب بعضهم ونأسف لغيابه لكن الرب يعوض لنا باصدقاء جدد لا يقلوا عنهم موهبة او محبة , وسوف نستمر في هذا الرباط القوي راجين رجاء محبة أن نُلقي اي سوء فهم أو نزاعات غير مجدية في أعماق النسيان , لأننا في وقت لا يستحمل أي نزاع بل هو في أشد الحاجة إلي الترابط القوي بين الطوائف فيما بينها , وبين إخوتنا في الوطن والذين يؤمنون بمبدأ قبول الآخر وحياة المواطنة .
حدث بعد ثورة 25 يناير هجوم صريح علي المسيحيين , من قبل الجماعات الإسلامية بجميع تشكيلاتها وتوجهاتها .. حتي من هؤلاء الذين يغلفون شعورهم بورق سوليفان , نجدهم في وقت من الأوقات ينزلفون عفوا في المهاجمة .. لأن ما بداخلهم نحونا مختلف تماما عما يظهروه أمامنا . فقد عاش المسيحيون بضعة أيام بعد الثورة في رجاء وأمل بأن لهم نصيب في بلدهم مصر بدون مضايقات أو إضطهادات أو نبذ , لكن فوجئنا بهجوم حاد علينا من السلفيين وغيرهم .. بل يزدادون إصرارا في إظهارنا أننا من الطبقة الثانية من خلال شريعتهم "السمحاء" التي تفرض عليهم أن يعاملوننا بالحسني وكأننا اغراب عن مصر , وهذا في نظرهم يعتبرونه قمة التواضع لقبولهم أن نعيش معهم لكن بشروط شريعتهم وهذا لا نقبله ابدا .. وبدأت أسلمة مصر , ليس علي اصحابها فقط , بل فرضوها أيضا علينا كمسيحيين .. والأمثلة كثيرة , لا وقت الآن من ذكرها فنحن نعرفها ومتابعين احداثها .
كان لا بد من إنتفاضة من المسيحيين ضد هذا الطوفان , والذي سوف يبيد مصر , ونحن كاقباط لا يمكن قبول دمار مصر .. ولا نتنازل عن أي حق من حقوقنا حتي ولو كان تعدادنا واحد بدون أصفار أمامها . فبدأ أقباط مصر الذين يعيشون داخلها وخارجها يتحركون في إتجاه إنقاذ مصر من ايادي الغدر , وما نحمد عليه الرب أن اغلب مسلمي مصر هم من المسلمين غير متعصبين , فإنضم البعض منهم معنا , وهذا تجلي في حركة شباب ماسبيرو .. وبنينا الأمل في هؤلاء الشباب , وانا عن نفسي إعتبرتهم السماد الذي به تتقوي الشخصية المسيحية , والتي ظلت قابعة ما يقرب من 60 سنة .. تفاءلت بهم , وقلت لنفسي عشت وسوف أقرأ واشاهد واسمع عبارة " صرح مصدر مسئول عن جماعة ماسبيرو .... " تزاحم جميع التصريحات التي تخرج من مجموعات اغلبها إسلامية , وتشارك جميع الأحزاب المختلفة في التوجهات في التعبير عن راي مسيحي مصر في النظر لموضوع سياسي معروض علي الساحة .. تفاءلت وقلت لنفسي .. بدأنا نمتلك بوقا من خلال مجموعة ماسبيرو ... لكن بالأسف الشديد واجهت هذه المجموعة بعضا من الفتور من جهتنا , وإلي الآن لم ادرك اسباب هذا الفتور بالرغم أن هذا الوقت كانت فرصة سانحة لتكوين وتثبيت هذه المجموعة ...
فبدأنا نكتب ونعلق ونتناقش علي صفحات هذا الموقع " الأقباط المتحدون " وكما هي عادة رؤساء الموقع تركونا نتناقش ونتحاجج بحرية في فكرة تكوين كيان مسيحي لكي يقف ضد هذا الطوفان الإسلامي والذي بدأ ينولنا ويغطينا غرقا .. وما افرحني أن افاجيء وبينما نحن نتحادث في هذا البيان أن اسمع ببزوغ هيئة الأقباط العامة .. لكن بدايتها غير مفهومة , وسالت نفسي هل هذه الهيئة تشبع ما نصبوا إليه وتغني طموحاتنا التي اظهرناها جميعنا في تعليقاتنا وأحاديثنا ... نحن نريد توضيحا اكثر عن مؤسسيها وعن اهدافها وعن شخصيتها والإعلان عن رأيها الصريح حول ما يدور الآن من تضييق الخناق علي المسيحيين .. لأن كل التصريحات التي تخرج عنها أومنها مبهمة و تخرج بطريقة سرية ثم نفاجيء بها علي صفحات النت ... كما أنني لم اسمع انها أخذت رضا وقبول أي طائفة مسيحية من الطوائف الثلاثة والموجودة في مصر.
أنا مع اي مجموعة تقوم بعمل مثمر في صالحنا كمسيحيين ( ارثوذكس , بروتستنت , كاثوليك ) خاصة وفي صالح مصر عامة ... وبالرغم أنني ضد كلمة هيئة , لأن المسيحية لم تكن بأي حال من الأحوال هيئة أو مؤسسة أو شركة أو مجموعة أو جماعة .. بل هي حياة و بناء عليه تحتاج هذه الحياة إلي مداومة بناء الشخصية المسيحية , فكما هي قوية روحية .. أيضا علينا أن ننميها تنمية علمانية في حدود ثقافتنا وأخلاقياتنا المصرية والمتوارثة من أخلاقيات اجدادنا القدماء المصريين الذين نهلوا من نهر النيل منذ آلاف السنوات .
ليست لي صفة أن أدعو إخوتي أن ينضموا لأي هيئة أو اي كيان آخر أو أي حزب .. بل كل ما استطيع عمله أن اطلب من الرب أن يقويها ويعززها إن كانت صادقة في عملها ... كما اتمني لكل شخص له القدرة علي اي عمل مثمر يعود علينا بالخير أن لا يتخاذل فليتقدم ويأخذ خطواته الأولي , وسوف يجد من يقتنع به ويشاركه العمل .
ولي ملحوظة صغيرة .. "علي المؤسسات الدينية الثلاثة أن تراقب هذه الكيانات او الهيئات من علي بعد , ولا اقصد أن تدخل في شئونها بل فقط لكي تعطي لشعبها الضوء الأخضر أن هذه الهيئات أو الكيانات نابعة من قيادات جادة وملتزمة بقوانين الإيمان الصحيح ,وأنها لا تجري وراء مصالح معينة خاصة , وان تعطي لشعبها الآمان والطمانينة في حالة مشاركتهم في هذه الكيانات , وحرصا علي اساسيات عقيدتنا لئلا تصبح معرضة لأي تشويه .
اشجع الشباب اولا وأخيرا علي التحرك أو الإشتراك في اي كيان مسيحي ... إلي أن يأتوا لنا نحن شيوخ هذا الجيل بلحظة التمتع بما كنا نحلم به سالفــــــــا ونحن شباب ... وهي سماع او قراءة أو مشاهدة هذا التصريح الذي يقول :
" أعلن المتحدث الرسمي عن الكيان المسيحي اوغيرها من الكيانات المسيحية رفضهم التام علي وجود المادة الثانية من الدستور " .
هذا هو الكيـــــــان المسيحي الذي ننشـــــــده . والذي اصبح مطلبا لكل مسيحي يعيش في هذا الوطن .
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com